تشارك دولة الكويت ممثلة في الهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية دول العالم إحياء اليوم العالمي لكوكب الأرض الذي يصادف غدا الجمعة ببرامج وورش عمل وأنشطة متخصصة.
وقال مدير إدارة الإرشاد الزراعي في الهيئة المهندس غانم السند لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن الغرض من احتفالية يوم الأرض هو التنبيه بأهمية الحفاظ على البيئة كضرورة لسلامة كوكب الأرض ومستقبل النظم البيئية عليه.
وأضاف السند أن التنوع البيولوجي من أهم مكونات البيئة السليمة ويعني الأنواع النباتية والحيوانية ومكوناتها الوراثية والنظم البيئية التي تعيش فيها (أي أشكال الحياة على كوكب الأرض).
وأوضح أن التنوع يضمن استمرار الحصول على إمدادات مستمرة من الغذاء والمواد الخام المتنوعة المفيدة للانسان في حاضره ومستقبله ‘وإذا أعملنا الفكر في هذه المفاهيم نجد أن التنوع الثقافي يكون أساسا للتنوع البيولوجي’.
وذكر أن سبب انقراض العديد من الكائنات الحية هو فقدانها موطنها الأصلي بسبب التدخل البشري السلبي من خلال عمليات إزالة الغابات الطبيعية وعمليات الزحف العمراني على الصحراء ‘فالغابات والصحارى تشكل الوطن الأم لمعظم الأنواع البيولوجية وبذلك يتسبب الإنسان في انهيار نظم بيولوجية بكاملها’ داعيا إلى أهمية نشر الوعي البيئي ونشر ثقافة الخضرة والجمال سعيا إلى بيئة سليمة.
وعن الاحتفال بيوم الأرض العالمي أشار إلى أن فكرته بدأت قبل حوالي أربعة عقود وتطورت لتصبح احتفالية دولية يحتفي بها العالم في 22 أبريل كل عام بغية نشر الوعي والاهتمام بالبيئة على كوكب الأرض وتقليل عوامل التلوث ويعد دعوة لتغيير أسلوب الحياة بما يحفظ البيئة من الدمار و تعميق ثقافة الوعي والأمن البيئي وإيجاد المواطن البيئي.
وأضاف السند أن البيئة تتعرض كل يوم لمخاطر الحروب والنزاعات ودمارها ‘فتدمير الموارد الطبيعية يؤدي إلى الفقر البشري حتما بعد نفاد مصادر الرزق الأساسية كما أن تلوث البيئة المائية يمكن أن يفضي إلى انتشار الأمراض التي تفتك بالبشر فالأضرار البيئية لا تستثني أحدا بل تعم كل المتعرضين لها ورغم التفاوت في حجم الضرر من مكان إلى آخر لكنها تظل آثارا سلبية مضرة’.
وأوضح أن هيئة الزراعة تساهم مباشرة في الحفاظ على البيئة سواء عبر ما تنفذه من مشاريع بيئية تهدف الى المحافظة على التنوع الحيوي أو من خلال البرامج التثقيفية التي تنظمها ادارة الإرشاد الزراعي عبر المواسم الثقافية المتعاقبة.
وأفاد بأن الهيئة نظمت ورشة عمل عن تداول المبيدات والقوانين المنظمة لها والتوعية بأهمية التداول الآمن للمبيدات مما يسهم بشكل مباشر في الحفاظ على سلامة البيئة هذا إضافة إلى البرامج التثقيفية المنتظمة التي تنظمها إدارة الإرشاد الزراعي لطلبة المدارس عبر شراكة مع وزارة التربية لتوعية النشء بأهمية المحافظة على البيئة.
وبين أن الأرض بمكوناتها كافة من يابسة ومسطحات مائية ‘تشكل المصدر الطبيعي لكل الموارد التي يستغلها الإنسان في حياته وتعينه على الاستمرار في العيش وتشكل كذلك طموحاته المستقبلية في ابتكار سبل العيش الكريم والاستقرار’.
وقال السند إن الأرض ‘يفلحها الإنسان وتجود عليه بما في داخلها من خير وفير فتنتج خبزا وقمحا ومن باطن الأرض يستخرج الإنسان الماء العذب الذي يروي ظمأه ويسقي زرعه وترتوي به كل كائنات الأرض الحية كما نسبر أغوار الأرض فتجود أيضا بما في جوفها من ثروات معدنية وزيوت وغازات طبيعية’.
ولفت إلى الصلة الوثيقة بين الإنسان والأرض التي تتجلى على مر العصور ‘وفي ذلك مدعاة لأن نحافظ على أمنا الأرض ونحسن إليها بالمحافظة على مكوناتها من موارد طبيعية والحرص على سلامتها من الدمار والتلوث فتبادلنا إحسانا بإحسان’.
وأشار إلى أن عمليات التوعية لا يمكن أن تتم بين ليلة وضحاها بل تحتاج إلى نفس طويل وجهد دؤوب لغرس مفاهيم السلامة البيئية على مدى الأجيال حتى تترسخ كمفاهيم أساسية وتصبح ثقافة سلوكية ونمط حياة.
وأوضح أن يد الإنسان هي المسبب الأساسي للدمار البيئي بفضل السلوك غير المسؤول الذي يمارسه تجاه البيئة من خلال التعامل مع مواردها لذا كان لا بد من البدء بالإنسان بغرض التوعية بمخاطر التلوث ونشر مفاهيم الوعي البيئي في عدد من المجالات.
وعن العمل البيئي أوضح أنه ليس عمليات النظافة للبيئة البرية والبحرية والشواطئ فقط بل يتعدى ذلك ليكون المعنى الأشمل من خلال إنشاء منظومة متكاملة من أجل الوصول إلى سلوك بيئي آمن يتم التوصل من خلاله إلى حماية البيئة وتحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات ذات الصلة.
وبين أن مجالات خدمة البيئة والحفاظ عليها كثيرة ومتنوعة وسبل التدخل البيئي متعددة مبينا أن من الجهات التي ترعى وتتبنى تلك الأنشطة إضافة إلى الجهات الرسمية هناك منظمات المجتمع المدني التي لها باع طويل في هذا المجال وحققت فيه نجاحات كثيرة.
وقال السند إن هناك أيضا من البرامج ما يعنى بالتوعية بمخاطر التلوث البيئي على الأرض وما يسببه من زيادة في درجات الحرارة على سطح الأرض (ظاهرة الاحتباس الحراري) ومن آثاره أيضا فقر الغطاء النباتي وتلوث المسطحات المائية وبالتالي تلوث الثروة الحيوانية البرية والبحرية علاوة على برامج التعريف بثقافة تدوير النفايات وتدبير تقنين الموارد المائية.
وأسس يوم الأرض السيناتور الأمريكي غايلورد نيلسون في 22 أبريل 1970 وعقد وقتها للمرة الأولى كيوم بيئي تثقيفي وكان تركيزه أولا في الولايات المتحدة.
لكن دينيس هايس الذي كان المنظم المحلي لذلك اليوم في أمريكا عام 1970 أسس منظمة (بوليت فاونديشن) التي جعلت هذا اليوم دوليا وأقامته عام 1990 في 141 دولة.
وحاليا تنظم يوم الأرض شبكة يوم الأرض وتحتفل به سنويا أكثر من 175 دولة وبعض البلاد تحتفل تسميه أسبوع الأرض وتحتفل به على مدار أسبوع كامل.
ويمثل يوم 22 أبريل فصل الربيع في نصف الكرة الأرضية الشمالي وفصل الخريف في نصف الكرة الأرضية الجنوبي.