أعلنت مسؤولة صحية كويتية نتائج أحدث دراسة أجراها السجل الكويتي لرصد الأمراض الروماتيزمية تناولت بحث علاقة السمنة بمرض الروماتويد وأظهرت أن المصابين بالسمنة معرضون للاصابة بالروماتويد أكثر من غيرهم.
وقالت مؤسسة السجل الكويتي لرصد الأمراض الروماتيزمية استشارية الروماتيزم في المستشفى الاميري الدكتورة أديبة الحرز في لقاء مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الخميس إن آخر دراسة أجريت من قبل السجل أظهرت علاقة السمنة بالروماتويد وأثبتت الدراسة أن 37 في المئة من مرضى الروماتويد في الكويت يعانون السمنة وأن 21 في المئة فقط أوزانهم تتفق مع أطوالهم.
وأوضحت الحرز أن الدراسة تم إجراؤها في الكويت على مدى سنتين ونصف السنة وشملت 1100 مريض بالروماتويد ودرست حالتهم خلال 3500 زيارة لاختصاصيي الروماتيزم في أربعة مستشفيات هي (الأميري) و(الفروانية) و(مبارك الكبير) و(الجهراء).
وذكرت أن النتائج أظهرت أيضا أن 83 في المئة من المصابين بالروماتويد هم من النساء ومتوسط أعمارهن 53 سنة وأن 61 في المئة من مرضى الروماتويد في الكويت يصنف نشاط المرض لديهم بأنه (تحت السيطرة الكاملة) وأنهم يتمتعون بصحة جيدة ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي ويتناولون علاجهم بشكل منتظم مشيرة إلى أن البقية ما زالت حالة المرض لديهم تخضع للعلاج للسيطرة على نشاط المرض.
وبينت أن الدراسة أثبتت كذلك أن نسبة الوراثة للاصابة بالروماتويد جاءت أقل من نسبة السمنة وارتباطها بالروماتويد (22 مقابل 33 في المئة) وهذا يعني قوة تأثير عامل الوزن بالإصابة بالروماتويد رغم قلة نسبة الوراثة.
وقالت إن الدراسة أشارت إلى أن نسبة التدخين عند أصحاب السمنة أتت أعلى حيث جاءت النسبة 10 في المئة مقابل 4 في المئة عند ذوي الأوزان الأقل أي ان أكثر المدخنين هم من أصحاب السمنة مبينة أن السمنة والتدخين عاملان يشتركان بارتفاع نسبة نشاط المرض ومضاعفاته ونسبة الاصابة بأمراض القلب لديهم.
أما بالنسبة لنشاط المرض عند ذوي السمنة فبينت الحرز أن الدراسة أثبتت أن نصف المصابين بالسمنة وجد لديهم البروتين المحفز والمسبب للمرض بما يقارب 31 في المئة مما يجعل السمنة أحد أهم مسببات المرض.
وأضافت أن من يعانون السمنة يرتفع نشاط المرض لديهم إذ يعانون التهابات وآلاما وتيبسات أكثر في المفاصل وارتفاعا في نسبة الترسيب بالدم (نسبة الالتهاب) كما يعانون صعوبة أكثر في ممارسة حياتهم اليومية مشيرة إلى أنهم يتناولون علاجات أكثر وأقوى للسيطرة على نشاط المرض.
وقالت الحرز إن هذه الدراسة في الكويت تعد من الدراسات العالمية الأولى التي تبحث في العلاقة بين الروماتويد والسمنة حيث أثبتت الأبحاث الحديثة أن من يعانون السمنة وزيادة نسبة الدهون في أنسجة الجسم تفرز أجسامهم مركبات خاصة من الخلايا الدهنية تعرف ب (الأديبوكاينز) وظيفتها تحفيز إفراز المواد المنشطة لالتهابات المفاصل وكذلك أجهزة الجسم الأخرى.
وبينت أن هذه النتائج لفتت نظر الباحثين حيث تقوم الدول المتطورة حاليا بإجراء الدراسات لمعرفة المزيد عن هذه التفاعلات وعلاقتها كأحد مسببات أمراض الروماتيزم والسكري والضغط والقلب وأمراض أخرى.
ونصحت الحرز من خلال ما توصلت إليه نتائج هذه الدراسة بالمحافظة على الوزن المثالي وعلى أسلوب الحياة الصحي الذي يشمل بالإضافة إلى الوزن التغذية السليمة والرياضة المنتظمة للمحافظة على الصحة العامة وتجنب الإصابة بالأمراض.
والروماتويد هو مرض روماتيزمي يسبب التهابات مزمنة في مفاصل الجسم تؤدي إلى أورام وتيبس في المفاصل وصعوبة في استعمالها.
وتأسس السجل الكويتي لرصد الأمراض الروماتيزمية عام 2008 وبدأ إدخال البيانات عام 2013 بعد اكتمال فريق العمل وبعد إجراء بعض الاختبارات التجريبية للتأكد من سلامة البيانات ودقة النتائج.