تعد رياضة الفروسية من الرياضات الممتعة التي تجذب عشاق هواية ركوب الخيل من مختلف الأجناس والإعمار لكنها لا تزال تعاني في بعض الدول العربية من قلة الاقبال عليها ولاسيما من جانب النساء وذلك لأسباب اجتماعية ومادية.
ولم تعد هذه الرياضة التي ترتبط ارتباطا مباشرا بتاريخ الآباء والاجداد منذ عصر الفتوحات الإسلامية الى يومنا الحاضر حكرا على الرجال دون النساء اذ جذبت اليها فتيات كويتيات ليس للبحث عن الهواية والاستمتاع فقط وإنما لدخول عالم الاحتراف من أوسع ابوابه.
وبرزت اسماء لامعة لفارسات كويتيات حققن إنجازات ملفتة في العديد من المسابقات العربية والإقليمية والدولية ولاسيما في سباقات قفز الحواجز ومنهن الفارسات نادية المطوع وشقيقتها جميلة وبارعة سالم الصباح.
الا ان هذه الرياضة شهدت ضعفا في إقبال الفتيات عليها بالكويت وذلك لأسباب اجتماعية ترتبط بالعادات والتقاليد وارتفاع تكلفتها اضافة الى عدم انتشارها في المجتمع على غرار الرياضات الاخرى.
وحرصا من الهيئة العامة للرياضة على تشجيع الشباب والفتيات على ممارسة رياضة الفروسية التي تعلم الصبر والشجاعة والثقة بالنفس أقامت العديد من المسابقات والبطولات لمختلف الفرق الرياضية بهدف صقل المواهب والمهارات والتحفيز على العطاء في المنافسات المحلية والدولية.
وفي هذا الصدد كشف نائب المدير العام للهيئة العامة للرياضة الدكتور حمود فليطح في تصريح لـ (كونا) ان الهيئة وفي إطار أنشطتها المتعددة ستشهر قريبا مركز فروسية الاحمدي اضافة الى عدد من الأندية في منطقة القرين والمناطق المجاورة لها بهدف تشجيع النساء على ممارسة ركوب الخيل ومنحهن فرصا اكبر للمشاركة في مختلف البطولات سواء على المستوى المحلي او الدولي.
وقال ان نادي الصيد والفروسية ومركز فروسية الفروانية ومركز فروسية الجهراء هي مراكز حكومية تعنى باقامة سباقات الخيل وبطولات قفز الحواجز ولا تعنى بتعليم رياضة ركوب الخيل.
وأوضح ان هناك مراكز خاصة للفروسية منها مركز «بيت العرب» الذي يعنى بالحفاظ على سلالة الخيول العربية الاصيلة ومسابقات جمال الخيول العربية ومركز «الكويت للفروسية» ونادي «المسيلة» للفروسية المتخصصان باقامة بطولات قفز الحواجز والتدريب على ركوب الخيل اضافة الى «مستشفى الخيل الدولية» الذي يمتلك مدرسة خاصة لتعليم ركوب الخيل.
وذكر ان تلك المراكز نظمت للفتيات الكويتيات العديد من البطولات الخاصة بقفز الحواجز وسباق الخيل كما يوجد فيها مرابط للخيل توفر جميع مستلزمات الفروسية الى جانب تنظيمها دورات للنساء لتعلم ركوب الخيل.
وحول ضعف اقبال النساء على ممارسة رياضة الفروسية قال فليطح ان التكلفة العالية التي يتطلبها هذا النوع من الرياضات تعد احد الاسباب الرئيسة في ضعف الإقبال مشيرا الى ان توفير المكان المناسب لرعاية الخيل في المرابط التجارية يتطلب دفع مبالغ باهظة.
وأوضح ان من الاسباب كذلك عدم انتشار رياضة الفروسية في المدارس والاندية مقارنة بالالعاب الرياضية الأخرى مثل السباحة والجمباز الى اجانب ارتفاع أسعار الحصص التدريبية ومستلزمات ركوب الخيل اضافة الى اسباب اجتماعية ترتبط تحديدا بالعادات والتقاليد.
وقال ان من العوامل التي تدفع النساء الى ممارسة هذه الرياضة هو الحب والرغبة والاستعداد لتحمل تكاليفها مشيرا الى ان هناك فارسات كويتيات حققن مراكز متقدمة في بعض سباقات القدرة والتحمل وقفز الحواجز.
واكد فليطح أهمية انشاء اكاديميات خاصة لرياضة الفروسية تحت اشراف مدربات اكفاء لتدريب الفتيات في مختلف المراحل السنية على ممارسة ركوب الخيل.
ودعا في هذا الصدد مراكز التدريب الحكومية الى تخصيص جزء من الدعم الذي تقدمه الدولة للتشجيع على ممارسة رياضة الفروسية وكذلك التعاون والتنسيق مع المراكز والاندية الخاصة لاعطاء حصص تدريبية للشباب والفتيات وتحمل تكاليف التدريب لاتاحة الفرصة لمشاركة الجميع ولاسيما الفتيات.
وكشف ان الهيئة وفي إطار حرصها على خدمة جميع فئات المجتمع تسعى الى اشهار مراكز لذوي الاعاقات الذهنية لتدريبهم على ركوب الخيل وتوفير ناد خاص بهم على غرار مراكز تدريب الاطفال المصابين بمرض التوحد وذوي الاحتياجات الخاصة على ركوب الخيل.
واعتبر هذه الخطوة «نوعا من انواع العلاج الطبيعي» وتساعد في تأهيلهم جسديا ومعنويا تحت رعاية طبية متكاملة يشرف عليها متدربون ومعالجون متخصصون.