فى مكتبه بأحد أحياء بيروت الجميلة والعريقة يجلس النجم اللبنانى والعربى راغب علامة بابتسامة لا تفارق وجهه وهو يتابع أصداء وردود أفعال ألبومه الجديد «أنا اسمى حبيبك» الذى صدر مؤخرا، وحين بدأ الحديث عن الألبوم بدت على راغب الفرحة والرغبة فى الحديث .. قائلا: كم أتمنى عودة اللجان الفنية التى تقيم الأصوات حتى يعود جزء ولو بسيط من زمن الفن الجميل أو الجيل الذهبى، أما ما يحدث الآن فهو «فلتان». وأضاف راغب علامة: مع الأسف ليس هناك عدل فنى فى هذا الزمان، فالأغنية الرديئة التى يصادفها «البخت» وتنجح فهى تنجح لظرف معين وظروف خاصة، وهناك مثل لبنانى يقول «تنذكر وما تنعاد» .
ويفسر راغب مفهوم الوطن عنده قائلا: أنا قومى عربى، وأتمنى أن يتم إلغاء الحدود بين الدول العربية، فالانتماء يعتمد على أشياء كثيرة منها اللغة والتاريخ والعلم والاحترام، فعندما يشعر المواطن بالاحترام فى بلد فهذا يخلق نواة وطن، وأنا إنسان متمرد على كل شىء يحدث فى الوطن العربى، وأرى أن الناس تأكل فى بعضها بعكس انتمائى لبلدى الثانى وهو كندا والتى أشعر فيها بأن المواطن عنده أب وأم هما الدولة ولا يحتاج إلى أن يذهب إلى غيرها، وهناك مقولة للإمام على بن أبى طالب تقول «الفقر فى الوطن غربة» وفى البلدان العربية يعيش الفرد فى أوطان ربنا أنعم عليها بجميع الخيرات ولكنه لا ينعم بها، فالآثار التى ينظر إليها البعض باشمئزاز ولا يفهمها أو يدركها هناك مواطن آخر أجنبى يتحمل مشقة الطيران ومصاريف كثيرة من أجل أن يأتى إلى بلداننا ليراها ويرى التاريخ.
واستطرد النجم اللبنانى موضحا أن الوطن العربى لديه مقومات كوطن عربى كبير أن يكون شيئاً عظيماً، ولكن يجب أن يكون هناك عدل وقانون فى الدول العربية، ويتم محاسبة الكبير مثل الصغير، وقال راغب: مفهومى للوطن ببساطة أن أعيش فى راحة ولا أخاف على أولادى من وطنهم، خصوصا فى حالة حدوث مكروه لى، لأن أولادى عندهم دولة تخاف عليهم وتصونهم، وإلا لماذا نقسم للعلم، وهنا يجب أن أذكر الجيوش العربية والجيش اللبنانى بالأخص الذى لا ينظر إلى أديان أو طوائف وإنما ينظر إلى شعبه وأرضه.
وأضاف راغب: هناك فرق بين الدين والتعصب، فالدين ينطوى على قبول الآخر، وسمعت قصيدة لشاعرنا الكبير نزار قبانى عنوانها «هل تسمحون لى» تتكلم عن كل المعانى الجميلة فى الدين والحياة، أنا أريد أن أربى أولادى على حب الله وعبادته ودينهم الصحيح والمعروف بسماحته، أريد أن أفهم ابنتى المسلمة لو لها صديقة مسيحية أنها هى لن تذهب للنار.
وتحدث راغب عن مفهومه للسعادة حيث أكد أن سعادته تتمثل فى أن يعمل بدون ضغط وكأنه هاوٍ، ويعمل بحب وفرحة ويكره الملل والتكرار، فعند شروعه فى تسجيل أغانى ألبوم جديد يسمع ويكتب ويلحن كثيرا وكأنه يصنع ألبوما لأول مرة.
واسترجع النجم اللبنانى تاريخه الفنى قائلا: بكل فخر وقبول ورضا وتصالح أنظر إلى مشوارى وتاريخى الفنى، حيث أتذكر فى هذه اللحظة أغنية مثل «يا ريت فى خبيها» والتى صدرت عام 1984 ولا أحد يختلف على نجاحها، لقد لحنت هذه الأغنية عام 1983 وأنا هارب من الحرب ومتواجد فى قبرص ونائم على فراشى، لحنتها 4 مرات حتى أرضى عنها وتظهر بهذا الشكل، وكانت تلك الخطوة مهمة لاستكمال مشوار التلحين أيضا، وأتذكر كذلك أغنية «قلبى عشقها» وكانت معى وقتها أختى الصغيرة لينا وكان عمرها 17 عاما، ولن أنسى فرح وسعادة أختى لينا وهى ترقص على هذه الأغنية، وأتذكر كل محطاتى الفنية بنجاحاتها وإخفاقاتها وأنا رأسى مرفوع لأعلى.
ورغم نجومية راغب علامة لكنه لا يخفى شعوره بالخوف من المستقبل، حيث قال: من يعيش فى بلادنا دائما عنده خوف من الغد أمنيا واجتماعيا وصحيا، فنحن نعيش فى بلاد تحت زعامات أقصاها أن تحكم مزارع دواجن، يتعاملون مع الشعوب مثل «الفراخ»، وما نعيشه يجعلنى أخاف على أولادى ، فالوطن العربى يحتاج إلى معجزة.