أكد وزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الاسلامية يعقوب الصانع حرص الكويت على مساندة القضايا الإنسانية في العالم وصون الكرامة الإنسانية وتقديم العون والمساعدة لكل المحتاجين دون تفرقة أو تمييز.
وأضاف الصانع في كلمة خلال افتتاح الجمعية العامة الـ 15 للهيئة الخيرية الاسلامية العالمية اليوم الأربعاء أن ذلك الحرص يتجلى بسعي الكويت الدؤوب لمساعدة المحتاجين والمنكوبين واستقبال الوفود الإنسانية من جميع أنحاء العالم.
وذكر أن أهل الكويت توارثوا هذه الصفات النبيلة والخصال الحميدة جيلا بعد جيل مستمدين القيم الإنسانية العظيمة من الدين الإسلامي العظيم والمسيرة الحضارية والثقافية الإسلامية التي تعظم من شأن الإنسان وتعلي من مكانته.
وأوضح أن تتويج الأمم المتحدة للكويت (مركزا للعمل الانساني) وتكريم سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد (قائدا للعمل الانساني) جاء بفضل دعم الكويت للعمل الانساني اقليميا ودوليا وتموضعها في صدارة الدول المانحة.
وبين أن الكويت كانت وستظل سباقة إلى إغاثة المنكوبين في سوريا واليمن والعراق وغيرها من الدول التي اجتاحتها الكوارث والنزاعات مشيرا إلى استضافتها ثلاثة مؤتمرات للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا على مدى ثلاث سنوات متتالية.
ولفت الى أن الكويت شاركت في رعاية ورئاسة المؤتمر الرابع في العاصمة البريطانية لندن مطلع فبراير الماضي مبينا أن هذه المؤتمرات أسفرت عن تعهدات ب18 مليار دولار خصصت لإغاثة اللاجئين السوريين بدول الجوار السوري والنازحين في الداخل.
وأفاد بأن من بين تلك التعهدات مليار و600 مليون دولار تعهدت بها دولة الكويت إضافة الى تخصيصها 100 مليون دولار لاغاثة الأشقاء في اليمن و200 مليون دولار لمساعدة الأشقاء في العراق.
وقال إن (الأوقاف) تتابع ما تقوم به المؤسسات الخيرية الكويتية وفي مقدمتها الهيئة الخيرية الاسلامية من مشروعات انسانية في العالم تمثلت في إغاثة المنكوبين ومكافحة الفقر وتشغيل العاطلين وبناء المستشفيات والمراكز الصحية.
وتابع أن مشاريع الهيئة تمثلت كذلك في بناء المدارس والجامعات وكفالة أساتذة الجامعات والدعاة وطلبة العلم والأيتام ورعاية المسنين ومساعدة الأرامل والمطلقات وتقديم الخدمات لذوي الاحتياجات الخاصة وتحقيق الأمن المجتمعي للمجتمعات الفقيرة.
وأوضح أن (الأوقاف) ترتبط بعلاقات وطيدة مع الجمعيات الخيرية الكويتية وخصوصا الهيئة الخيرية الاسلامية مشيرا إلى أن تلك العلاقات تقوم على التعاون والتنسيق في مجالات دعم مسيرة العمل الخيري وتعزيز قيم الوسطية والاعتدال في الإسلام ومحاربة جميع أشكال التشدد والغلو.
وأشاد الصانع بالجهود الكبيرة التي يضطلع بها رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية المستشار بالديوان الأميري ومبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية الدكتور عبدالله المعتوق لجهوده البارزة في دعم العمل الإنساني محليا وإقليميا ودوليا.
وأعرب عن تمنياته للهيئة المزيد من الرقي والتقدم والازدهار وأن تكلل فعاليات اجتماع جمعيتها العامة الـ 15 بالنجاح والتوفيق وتحقيق أهدافه النبيلة وغاياته المرجوة.
من جانبه قال رئيس الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق في كلمته خلال الجمعية إن هذا الاجتماع يعقد بعد عامين حافلين بالجهد المضاعف والعطاء المخلص والعمل الحثيث للهيئة.
وأضاف المعتوق أن عمل الهيئة وجهدها يأتي بالتعاون مع الشركاء من الجمعيات الخيرية الكويتية والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية وبدعم سخي من الكويت أميرا وحكومة وشعبا.
وأوضح أن الاجتماع ينعقد وسط انخفاض أسعار النفط الذي يشكل أحد الموارد الرئيسة في المنطقة إضافة لاستمرار عدد من الأزمات الإنسانية الكارثية التي طال أمدها وتعاظمت مضاعفاتها الإنسانية كالأزمات اليمنية والسورية والعراقية وغيرها.
وبين أن تقديرات الأمم المتحدة تشير إلى أن «ضحايا الأزمة السورية التي دخلت عامها السادس بلغ حوالي 5ر13 مليون سوري في الداخل والخارج من اجمالي عدد السكان البالغ قرابة 26 مليون نسمة ما يعني أن مواطنا سوريا من بين كل اثنين إما مشرد أومقتول أو مفقود أو مصاب».
وذكر أن الإحصاءات «المخيفة» تتحدث أيضا عن تضرر 80 في المئة من إجمالي سكان اليمن البالغ عددهم 26 مليون نسمة من جراء الأزمة ووقوع 60 في المئة منهم تحت خط الفقر.
وأشار إلى أن الأرقام الأممية تظهر «أنه خلال عام واحد سقط ما يقارب السبعة آلاف قتيل و35 ألف جريح في اليمن فيما اضطر ثلاثة ملايين شخص لمغادرة منازلهم بحثا عن ملجأ آمن».
ولفت الى «إنه في العراق هناك خمسة ملايين نازح بحاجة إلى مساعدات غذائية ومياه شرب فضلا عن أن أعدادا كبيرة من النازحين يعيشون في مبان متهالكة أو في الحدائق أو في العراء».
وأكد المعتوق أن العمل الخيري الكويتي يقف بكل مسؤولية مع الشركاء في دول مجلس التعاون الخليجي والمنظمات الدولية أمام هذا النزيف المتدفق محاولا تضميد ما استطاع من الجراحات وتسكين ما تمكن من الآلام والأوجاع.
وأشار إلى أن دور الكويت الرسمي والشعبي بدا جليا في التخفيف من محنة المشردين السوريين واليمنيين والعراقيين الذين أجبرتهم الظروف المأساوية على النزوح من ديارهم لينجوا بأنفسهم من آلة القتل والدمار والخراب.
وأوضح أن تحرك الهيئة الإنساني تجلى على هذا الصعيد بتوجيهات سامية في تدشين الحملات الشعبية والإعلامية وتسيير القوافل والوفود الإغاثية إلى اللاجئين السوريين في دول الأردن وتركيا ولبنان وأرمينيا ومقدونيا والسودان والعراق وداخل سوريا بالتعاون مع شركاء العمل الإنساني الإقليميين والدوليين.
وأضاف أن الهيئة أنشأت أربع قرى نموذجية للاجئين السوريين في تركيا والأردن إضافة إلى مرافقها من المساجد والمدارس والمراكز الصحية.
ولفت إلى أنها قامت بتدشين العديد من البرامج الطبية والإغاثية والتعليمية والإسكانية للاجئين السوريين في لبنان في مخيماتهم ومناطق تجمعاتهم بالتعاون مع اتحاد الجمعيات الاغاثية والتنموية في لبنان.
ونوه أنه في سياق الموقف الإنساني الرائد للكويت إزاء الأزمة السورية استضافت الهيئة أربعة مؤتمرات للمنظمات غير الحكومية وآخرها المؤتمر الذي واكب المؤتمر الدولي بلندن بمشاركة عشرات المنظمات الكويتية والعربية والإسلامية.
وذكر أن تعهدات المنظمات غير الحكومية خلال المؤتمرات الأربعة بلغت أكثر من مليار و300 مليون دولار تم توجيهها لإنشاء مشاريع ايوائية وصحية وتعليمية وغيرها.
وأكد نجاح الهيئة عبر لجانها ومكاتبها الخارجية في تنفيذ برنامج التنمية المجتمعية والقروض الحسنة والمشروعات الصغيرة في عشرات الدول حول العالم.
وتوجه المعتوق بالشكر إلى الحكومة الكويتية بكل وزاراتها وأجهزتها لتعاونها في دعم مسيرة العمل الإنساني وبذل كل جهد ممكن لدعم أنشطة الهيئة وبرامجها.
وشكر جميع القائمين على الجمعيات الخيرية الكويتية لحرصهم على التعاون والتنسيق والتكامل في مجال العمل الخيري.
كما توجه المعتوق بالشكر والعرفان إلى سمو أمير البلاد لاحتضان الكويت الفرقاء اليمنيين في جولة مفاوضات جديدة برعاية الأمم المتحدة معربا عن الأمل أن تشكل تلك المفاوضات مرحلة جديدة لإحلال السلم والأمن واحترام حقوق الإنسان في اليمن الشقيق.
وتعقد الهيئة التي صدر مرسوم أميري بإنشائها عام 1985 اجتماع مجلس ادارتها كل ستة أشهر واجتماع الجمعية العامة كل عامين في مقرها الرئيس في الكويت.
ويطلع مجلس الادارة خلال الاجتماع على آخر انجازات الهيئة للفترة الماضية ويناقش الاجتماع التقرير الإداري لنشاط الهيئة خلال عامين وبرامجها في مجال الاستثمار وخطط واستراتيجية وسير الأعمال الإغاثية والتنموية.