الرئيسية / الصحة / أشعة «الرنين المغناطيسي»: مواعيد متراكمة وأجهزة قليلة

أشعة «الرنين المغناطيسي»: مواعيد متراكمة وأجهزة قليلة

 

رغم الإمكانات الضخمة التي تمكلها وزارة الصحة، والكوادر الطبية والهيئات التمريضية المشهود لها في مؤتمرات دولية واقليمية، فان ظاهرة تأخر المواعيد الممنوحة للمرضى في بعض التخصصات بالمستشفيات، لم تجد أي حلول جذرية لها حتى الآن، لاسيما في أشعة الرنين المغناطيسي «Magnetic Resonance Imaging»، حيث يشكو المراجعون من طول المدة الزمنية الممنوحة لهم لاجراء هذا النوع من الاشعة، على الرغم من الحاجة الماسة لها، ولعرضها على الطبيب المختص في معاينة الحالة الصحية للمريض، بصورة سريعة.

المراجعون في بعض المستشفيات العامة بدأوا باللجوء الى القطاع الخاص، لضمان انجاز مثل هذا النوع من الاشعة فورا ومن دون أي تأخير، حيث ان الطبيب في المستشفى العام يصر على رؤيتها عند معاينة المريض، الا ان طول المواعيد يعيق مثل هذا الاجراء، ومن هنا يكون المراجع، خصوصا المقيم، قد تكبد خسائر اخرى تضاف الى ما يتم دفعه من مبالغ على الاشعة والأدوية التي قد لايتم توفيرها في القطاع الحكومي، كما أن عملية تنقل المراجع من مستشفى الى آخر بصورة شبه يومية لانجاز ماسبق، يتسبب بحالة من التذمر والسخط، لا سيما للموظفين منهم، الذين يصعب عليهم التعذر يوميا للذهاب الى المستشفيات.

زيادة الأجهزة
ولا تقتصر معاناة المواطنين والمقيمين مع طول المواعيد عند هذا الحد، بل يفاجأون بمنح مواعيد قريبة لمرضى آخرين خلال وقت قصير جدا، لا تتناسب مع اوضاعهم الصحية «الجيدة»، وهو مايعني تدخل «الواسطة» في تقريب المواعيد ومنحها لحالات على حسابات اخرى، قد تكون مستحقة اكثر من غيرها، فالتدخل في منح المواعيد بحسب الأهواء احيانا، يتسبب بنوع من عدم الثقة بالمرافق الصحية والكوادر الطبية العاملة فيها، خصوصا للمواطن العادي الذي لايملك اي واسطة او معرفة بداخل المستشفى، لتسهيل اموره وتقريب الموعد الطبي لإجراء الأشعة، بالتزامن مع الأوضاع الصحية الصعبة التي يعيشها.

الأجهزة الخاصة
كما أن طول المواعيد قد تتسبب في تعطل بعض الاجهزة الخاصة باجراء مثل هذه الاشعة، حيث يفاجأ المراجعون بوجود جهاز واحد فقط يعمل، والآخر عاطل، لاسباب متفاوتة، وهو ما يؤدي الى تفاقم الظاهرة، وبالتالي تأثر المريض سلبا فيها، فزيادة مثل هذه الاجهزة مطلب اساسي للمرضى، لضمان انهاء معاناتهم مع المواعيد، واجراء الاشعة والحصول على نتائجها سريعا، ومن ثم الدخول على الطبيب لاستعراض نتائجه، والاستماع الى توصياته والعلاج المناسب.

معدلات عالمية
مصادر صحية أوضحت أن مواعيد أشعة الرنين المغناطيسي الممنوحة للمرضى في اغلب المستشفيات العامة تتوافق مع الأرقام العالمية، بل انها تتفوق عليها أحيانا، مبينة أن معاينة المرضى فقط في دول اميركا الشمالية تتطلب ما بين اسبوعين الى ثلاثة، فيما تكون المواعيد الممنوحة للمرضى هناك طويلة جدا، قياسا بالكويت.
وأضافت المصادر، ان مواعيد أشعة الرنين تتراوح ما بين ثلاثة الى اربعة اسابيع على ابعد تقدير، مع أولوية للمواطنين، مشيرة الى أن زيادة عدد السكان، وبالتالي المترددين على المستشفيات العامة، ساهمت بشكل مباشر في تأخر المواعيد الطبية بصورة عامة، فيما يحرص بعض المرضى على اختيار مواعيد محددة لهم، نظرا لكونها تسبق رؤيته للطبيب المختص، الذي يشدد على اهمية مشاهدة أشعة حديثة، وليست قديمة.

أولوية الحالات
وعن عدد الأجهزة الخاصة لإجراء أشعة الرنين المغناطيسي بالمستشفيات العامة، أشارت المصادر الى وجود 17 جهازاً حديثاً ومطوراً، موزعة على جهازين في مستشفى العدان، ومثلهما في الفروانية والرازي والأميري ومبارك الكبير، فيما يوجد جهاز آخر في مبارك، لفحص الأجهزة الحركية بالجسم، وليس لكل الأعضاء، فضلا عن ثلاثة اجهزة في ابن سينا للجراحات التخصصية، ومثلها في الصباح، لافتة الى وجود توجه لإضافة جهاز ثالث في الفروانية، وجهازين آخرين للرازي، تزامنا مع التوسعة الجديدة فيه.
وذكرت المصادر ان المرضى، الذين يرقدون في المستشفيات العامة والحالات الطارئة، لهم أولوية في اجراء أشعة الرنين المغناطيسي، بحيث تُجرى باليوم ذاته من توصية الطبيب، او في اليوم التالي على ابعد تقدير، اضافة الى السونار والفحوصات الأخرى التي تُجرى له، مشيرة الى ان دخول مستشفيات الجهراء والأميري والفروانية والصباح والكويت لمكافحة السرطان الجديدة الى الخدمة خلال الفترة المقبلة، سيساهم الى حد كبير في إنهاء ظاهرة تأخر المواعيد الطبية في مختلف التخصصات.
وعن السبب في عدم تزويد أي أجهزة جديدة خاصة بإجراء الرنين المغناطيسي للمستشفيات، قالت المصادر ان الوزارة لديها امكانات مادية وبشرية رائدة، لكن توريد مثل هذا النوع من الاجهزة يحتاج الى مكان مناسب بالمستشفى، اضافة الى طاقة كهربائية، وهو ما تتم دراسته قبيل استيراد أي جهاز وتوفيره لأي مستشفى عام، موضحة أن الاجهزة المتوافرة الحالية تؤدي الغرض منها، لكن اصرار بعض المقيمين على اجرائه في القطاع العام يساهم في وقوع نوع من التأخير الذي يتحدث عنه المراجعون، مؤكدة ان المقيم يدفع ما يقرب 90 ديناراً لإجراء هذه الاشعة بالقطاع العام، فيما لا تختلف الأسعار كثيرا عنه في الخاص.

عواقب وخيمة

المراجعون في المستشفيات العامة تطرقوا الى خطورة عدم اجراء اشعة الرنين المغناطيسي في التوقيت المناسب، لاسيما للاصابات الناتجة عن الحوادث المرورية والكسور والأورام، حيث ان عامل الوقت مهم جداً لمعرفة موضع الإصابة، وتقديم العلاج المناسب لها سريعا من قبل الاطباء.

عدم الحضور

أكدت المصادر أن ما يفاقم من ظاهرة تأخر المواعيد، هو تعذر حضور بعض المراجعين والمرضى لمواعيد اجراء اشعة الرنين المغناطيسي المقررة لهم مسبقاً، ومن ثم مراجعتهم المستشفى مرة اخرى، لوضع موعد جديد، مبينة ان هذا يؤدي الى حرمان مريض آخر من حق اجراء الاشعة، ومزاحمة آخر عليها لاحقاً.

18 شهراً

أوضحت المصادر ان أحد المرضى زار كندا لتلقي العلاج فيها مؤخرا، وفوجئ بأن اجراء مثل هذه الأشعة يستغرق 18 شهراً، وهو موعد طويل جداً، قياسا بالمواعيد الممنوحة في مستشفيات الكويت.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*