الرئيسية / عربي وعالمي / #العراق: اتهامات للعبادي بتنسيق اقتحام البرلمان

#العراق: اتهامات للعبادي بتنسيق اقتحام البرلمان

بعد أن انسحب عناصر التيار الصدري من المنطقة الخضراء في بغداد، بذريعة المشاركة في زيارة الإمام موسى الكاظم، التي تصادف اليوم، عزا بعض المعنيين، في تصريحات خاصة لـ القبس، عملية الانسحاب الى أن الصدريين قد أوصلوا رسالتهم من خلال اقتحامهم البرلمان، وتوعدوا بالعودة ما لم يتم التصويت على أسماء المرشحين، الذين كان قدمهم رئيس الوزراء حيدر العبادي في ظرف مغلق.
وفي الأثناء تتواصل اجتماعات مكثفة بين الرئاسات الثلاث من جهة، وفي داخل «التحالف الوطني» من جهة أخرى، وعلى كلتا الطاولتين المنفصلتين اتهامات مباشرة وجهها المشاركون في هذه المباحثات للعبادي في التواطؤ مع زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر.
بعض هذه الاتهامات تشير الى تواصل مباشر بالرسائل عبر الهاتف النقال بينهما حول عملية اقتحام البرلمان وتوقيتاتها، كما ساق أصحاب الاتهامات، ومن بينهم قائد الحشد الشعبي هادي العامري، أمرا كان قد أصدره العبادي الى قائد عمليات بغداد في الامتناع عن أي تصرف حيال الداخلين الى المنطقة الخضراء، مع الإبقاء على بواباتها مفتوحة حتى أمس الأول، حيث تم اقتحام البرلمان، ومن ثم تمت عملية الانسحاب السلس من دون عوائق.

انشطارات محتملة
وبقطع النظر عن صدقية هذه الاتهامات أو عدمها، فهي تمثل منعطفاً حاداً، لا سيما أن الاتهامات صادرة من ساسة نافذين، حيث ينشطر هذا المنعطف باتجاهين، أحدهما أن التحالف الوطني، ومعه القوى التي يمثلها رئيس الجمهورية فؤاد معصوم، ورئيس البرلمان سليم الجبوري، لن تغفر للعبادي هذا التعاطي مع الصدر إن أكدوا الاتهامات عليه، والتي يمنحها قوةً إصرار الصدريين على مرشحي «الظرف المغلق»، التي يريد العبادي المصادقة عليهم تحت قبة البرلمان.
والاتجاه الثاني لهذا الانشطار المحتمل هو أن التيار الصدري يصبح عمليا خارج خيمة «التحالف الوطني»، فيكون العبادي والصدريون في جبهة، وقوى التحالف الأخرى في جبهة ثانية، بما يعني أن الأزمة ما لم يتم تفاديها بين كل الأفرقاء ستظل مفتوحة، في ظل مخاوف جادة من صدامات مسلحة على وقع الأنباء، التي تتحدث عن انسحاب بعض قوات «سرايا السلام» التابعة للتيار الصدري من قاطع العمليات في الحرب ضد «داعش» الى القرب من بغداد، فيما كان قائد الحشد الشعبي هادي العامري قد أصدر أمرا لقوات «بدر» التابعة له بالمباشر في التوجه الى مناطق حزام بغداد.
ومن هنا يحسن القول: إن الصورة الراهنة للوضع العراقي مشوشة، ومختلطة الألوان، وستظل أمدا أطول ما لم يسارع المعنيون في وضع إطار محدد لها.

هيئة رئاسة البرلمان
وأكدت هيئة رئاسة مجلس النواب أن أحداث اليومين الماضيين، عقب اقتحام آلاف المتظاهرين للمنطقة الخضراء ومقر البرلمان، أبرزت ضرورة وأهمية الالتزام بالدستور والقانون والانضباط العام. وأضافت «أن هذه الأفعال هي محل شجب من عموم الشعب العراقي والعقلاء والحكماء والقيادات السياسية الحريصة على مستقبل العراق وأمنه وسيادته». كما استنكرت التجاوز على قيادات نيابية، تمثل شريحة واسعة من أبناء الشعب العراقي. وأضافت الهيئة أنها تحتفظ بالحق القانوني في مقاضاة المتورطين بهذه الأعمال.
وكان رئيس مجلس النواب سليم الجبوري ناقش مع رئيس «التحالف الوطني» وزير الخارجية إبراهيم الجعفري الأحداث السياسية والأمنية، وتداعيات اقتحام مقر البرلمان. وشدد الجانبان على أهمّية التركيز والتمسُّك بمشروع الدولة والتجربة الديموقراطيّة.

الصدر إلى إيران
وغادر صباح امس زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر النجف متوجهاً الى ايران. وقال مصدر رسمي في مطار النجف «ان الصدر غادر عبر مطار النجف، متوجهاً الى مطار الامام الخميني» جنوب طهران، بصحبة رجلي دين على متن طائرة تابعة لشركة طيران ايرانية. علماً ان الصدر اعلن اعتكافه عن النشاط السياسي لشهرين.
وفي طهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، جابري انصاري: إن بلاده تدعو جميع الأطراف السياسية في العراق إلى التهدئة، وتوفير الأجواء المناسبة لتسوية قضايا العراق عن طريق الحوار والتفاهم السياسي.

انفجارات في بغداد
أمنياً، هزت ثلاثة تفجيرات بغداد ومحيطها امس، مما أسفر عن مقتل 25 شخصاً على الأقل، بينهم زوار شيعة كانوا يقصدون مرقدا داخل العاصمة العراقية. والانفجار الأكبر، الذي أعلن «داعش» مسؤوليته عنه، وقع نتيجة سيارة ملغومة كانت متوقفة في حي السيدية جنوب بغداد، وقتل 11 شخصا، وأصاب 30 آخرين.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*