الرئيسية / محليات / تقرير أمريكي: 600 الف هندوسي و100 الف بوذي و10الاف سيخ بالكويت

تقرير أمريكي: 600 الف هندوسي و100 الف بوذي و10الاف سيخ بالكويت

يشكل مساء كل سبت من الاسبوع فرصة لتلاقي مواطنين ومقيمين من مختلف الاديان والجنسيات في ديوانية الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت لتبادل الحديث ومناقشة اخر التطورات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية.
ويقول القس عمناويل غريب في حديث مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) انه اقام هذه الديوانية استجابة لطلب اصدقائه المسلمين الكويتيين الذين يرغبون بزيارتها وكبادرة لاستضافة رواد الديوانيات التي يقوم بزرتها بانتظام.
ويضيف القس غريب البالغ من العمر 66 عاما خلال جولة في ارجاء الكنيسة التي اشترتها البعثة الامريكية عام 1914 لبناء مستشفى للرجال ان “الديانة لم تكن يوما سببا للتفرقة في طفولتنا حيث كنا نلعب سويا ونأخذ قيلولتنا سويا خلال السنوات التي تسبق المدرسة”.
ويتابع رئيس الكنيسة البروتستانتية التي شيدت عام 1931 “والدتي كانت تخبرني انها كانت ترتدي العباية حين قدمت الى الكويت للمرة الاولى عام 1945 رغم كونها غير مسلمة وذلك احتراما للتقاليد”.
ويضيف ان والدته كانت تحرص على طهي المأكولات ومشاركتها مع الجيران خلال شهر رمضان “الذين كانوا يقومون بالمثل”.
ويشدد القس عمناويل على انه رغم ما تعرضت له البلاد من ظروف واحداث من الغزو العراقي وصولا الى تفجير مسجد الصادق الا ان اهل الكويت اثبتوا تماسكهم مرة بعد مرة بغض النظر عن الدين والعرق.
واعتبر ان خير دليل على ذلك وعلى حرص الجميع على تعزيز العلاقات بين المسلمين المسيحيين في الكويت تأسيس مجلس العلاقات الاسلامية المسيحية عام 2009 والذي يضم شخصيات مسلمة ومسيحية تعمل على تعزيز التواصل والحوار بالاضافة الى تأسيس مركز الوسطية من قبل وزارة الاوقاف عام 2004.
وعن المركز قال أمين عام لجنته العليا فريد العمادي في تصريح لوكالة الانباء الكويتية (كونا) انه “يهدف الى تعزيز التواصل بين مختلف الاديان ومحاربة التطرف ونشر التسامح وتقبل الاخر”.
واضاف ان المركز “يخاطب الشباب ويشجعهم على الانضمام الى ورش عمل ونشاطات ثقافية وحملات توعوية تساهم في نشر الوسطية والتسامح”.
وشدد على انه لا مكان في الكويت للتشدد الديني لان جميع افراد المجتمع يلعبون دور محوري في التنمية فيما يكفل الدستور الكويتي الحرية الدينية لكل فرد رغم انه ينص على ان الاسلام هو دين الدولة والشريعة الاسلامية السمحاء هي مصدر التشريع الا انه يكفل ايضا حرية المعتقد والعبادة.
وعلى صعيد متصل قال مبعوث النيابة الرسولية لشمال شبه الجزيرة العربية الاسقف كاميلية بالين في حديث مماثل لكونا انه “لا توجد مشاكل في العلاقات بين المسلمين والمسيحيين في الكويت حيث يعيشون ويعملون سويا وجنبا الى جنب في جو ايجابي”.
وشدد الاسقف بالين على ان لا توجد حالات تمييز سياسي او اجتماعي ضد المسيحيين في الكويت حيث يتمتعون بكامل الحقوق السياسية والاجتماعية.
وتابع ان اعداد المسيحيين مستمر بالتزايد والنمو ما يستدعي تحديث وزيادة عدد الكنائس.
وفي هذا الاطار ذكر انه تم تشييد اول كنيسة في الاحمدي عام 1956 كهدية من شركة نفط الكويت قبل ان يمنح امير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح ارض لبناء كاتدرائية في مدينة الكويت.
وكونهم جزء اساسي لا يتجزأ من المجتمع شغل مسيحيون كويتيون مناصب عدة في الكويت ومنهم من ذكرهم الكاتب حمزة عليان في كتابه (المسيحيون في الكويت) امثال سعيد يعقوب الشماس الذي شغل منصب سفير لدولة الكويت في نيويورك عام 1963 وروسيا (الاتحاد السوفياتي انذاك) عام 1967 وفرنسا عام 1969 وكينيا عام 1972.
ومن ابرز العائلات المسيحية الكويتية عائلة شحيبر التي لعبت دورا محوريا في تطوير قطاعي الامن والصحة في الكويت وابراهيم دبدوب الذي ساهم في تطوير القطاع المصرفي الكويتي عبر تحويل بنك الكويت الوطني الى بنك رائد في المنطقة والعالم.
ويذكر الكتاب ايضا احد ابرز الشخصيات المسيحية في الكويت الكولونيل البريطاني هارولد ريتشارد باتريك ديكسون الذي ترك اثر سياسي واجتماعي في الكويت من خلال تبنيه للتقاليد والعادات الكويتية فسمى ابنه سعود وابنته زهراء ولا يزال منزله قائما لغاية الان كصرح اثري كويتي.
ووثق عليان ايضا في كتب مماثل وجود “اليهود في الكويت” منذ عام 1776 والذين تراوحت اعدادهم بين 80 و 200 نسمة عملوا في قطاع الصيرفة بشكل اساسي والقماش والمواد الغذائية.
ويشير الى ان اليهود هم من قاموا ببناء اول معمل للثلج في الكويت عام 1912 وكان لهم سوق اسمه “سوق اليهود” وكنيسهم وعطلتهم الاسبوعية ومدافنهم.
وفي هذا الاطار يضيف عليان في كتابه ان الكويتيين لطالما كانو متسامحين مع الديانات الاخرى ما ساهم في ايجاد جو من التسامح وقبول الاخر.
وعن ذلك قال سكرتير الهيئة الكويية لحقوق الانسان حسين العتيبي في حديث لوكالة الانباء الكويتية (كونا) ان “التعايش والتسامح الاجتماعي سمة من سمات التطور والثقافة التنوع”.
واشار الى ان السلطات الكويتية ساهمت في تعزيز روح التعاضد واحترام وقبول الاخر في وجه الاحداث والصراعات ذات الطابع الديني التي تعصف بالمنطقة فوزارة الداخلية خصصت موارد لحماية دور العبادة حيث قم نائب رئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ محمد الخالد الصباح بجولات ميدانية لتفقد الحماية التي تأمنها الوزارة لمختلف دور العبادة لجميع الاديان.
ولا تقتصر الحريات على الاديان السماوية بل تشير التصريحات الصادرة عن السفارات الهندية والتايلاندي واليابانية الى ان اتباع المذاهب البوذية والهندوس والسيخ يتمتعون بكامل حرية العبادة في الكويت ايضا.
وفي هذا الاطار قال السكرتير الاول في سفارة مملكة تايلاند في الكويت باتاروان نانوكورن ان عدم قيام البوذيين في الكويت بممارسة طقوسهم الدينية علانية يعود الى عدم وجود معبد لهم وليس الى اي قيود اخرى”.
بدوره قال السكرتير الثاني في سفارة الهند لدى الكويت ان السيخ لا يواجهون اية عوائق في ممارسة طقوسهم الدينية.
اما السكرتير الثقافي في سفارة اليابان دانا زيبار فقالت ان اليابانيين السينتو والبوذيين يمارسون طقوسهم الدينية بحرية في منازلهم.
ويشير تقرير وزارة الخارجية الامريكية عن الحريات الدينية لعام 2014 الى وجود اكثر من 200 مسيحي كويتي موزعين على ثمانية عائلات بالاضافة الى حوالي 600 الف مقيم هندوسي و450 الف مقيم مسيحي و100 الف بوذي وعشرة الاف سيخ في الكويت.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*