الرئيسية / عربي وعالمي / الغارديان: #العراق إلى زوال وليس #داعش

الغارديان: #العراق إلى زوال وليس #داعش

اعتبر مقال نشر في صحيفة الغارديان البريطانية الصادرة اليوم الخميس، أن استمرار العملية السياسية الفاشلة في العراق ستؤدي به إلى الضياع، وأن مصير البلد مهدد بالزوال وليس مصير تنظيم الدولة، مبيناً أن عملية القضاء على هذا التنظيم ليست بالمستحيلة ولكنها بحاجة إلى وجود دولة عراقية.

وأوضح كاتب المقال، راج علاء الدين، الباحث في كلية لندن للإدارة والاقتصاد، أنه زار العراق الشهر الماضي وسمع عن زوال تنظيم الدولة من خلال سلسلة تحالفات بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، إلا أن هذا التنظيم نجح أمس في ضرب مدينة الصدر وأوقع عشرات القتلى والجرحى.

العملية جاءت عقب تصريحات لكبار المسؤولين بأن التنظيم فقد ما يقارب نصف الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، وأكثر من 20% من مساحة الأراضي التي يسيطر عليها في سوريا، بالإضافة إلى عمليات استهداف لكبار قادة التنظيم وبناه التحتية، وهو أمر صحيح، إلا أن هجمات بغداد أمس أثبتت بأن التنظيم ما زال قادراً على ارتكاب الفظائع في جميع أنحاء العراق.

الوصول إلى عالم خال من تنظيم الدولة لا يبدو أنه سيكون قريباً، فهذا التنظيم ازدهر وكبر ونما في ظل عدم وجود مؤسسات في دول ضعيفة وفاشلة، ومن ثم فإن الأمر يتطلب أولاً بناء مؤسسات حكم رشيد وتحقيق المصالحة بين فئات المجتمع المنقسمة على نفسها.

ويتابع كاتب المقال، أن التفجير الذي وقع أمس في مدينة الصدر لم يكن توقيته مصادفة، فهو يأتي بعد أسبوع من مظاهرات حاشدة لأتباع مقتدى الصدر ببغداد واقتحام للمنطقة الخضراء والبرلمان العراقي احتجاجاً على عدم الإيفاء بوعود الإصلاح التي أطلقها رئيس الحكومة حيدر العبادي.

الهجوم له دلالة رمزية، فهو سيزيد الضغط على الحكومة من أجل التسريع بموضوع الإصلاحات، كما أنه سوف يدفع بالمليشيات الشيعية إلى محاولة الانتقام من التنظيم عبر حرب طائفية جديدة كما حصل عقب تفجير مزار شيعي عام 2006 يوم أن اشتعلت حرب طائفية بسبب التفجير.

المليشيات الشيعية عقب 2003 انتشرت بموافقة ورضا أمريكي، وهو الأمر الذي فاقم جداً مشاكل العراق، وهي مسلحة وتمتلك ترسانة كبيرة وتشكل تحدياً كبيراً للدولة، وسبق لهذه المليشيات أن ارتكبت الفظائع بحق أهل السنة بالعراق، وهي بفعل جرائهما تلك تسمح لتنظيم مثل داعش بالنمو في مناطق السنّة من العراق.

ويخلص الكاتب إلى القول بأن العراق لا يمكنه أن يبقى على قيد الحياة إذا كانت سلطاته السياسية تتعامل بطائفية تسمح من خلالها للمليشيات الشيعية بالعمل دون أي محاسبة.

وعن إمكانية استقرار العراق، يرى الكاتب أن الذي حصل ما بين 2008-2011 يمكن أن يتكرر، ولكن هذا الأمر يتطلب نحو 100 ألف جندي أمريكي وبريطاني للعمل على خلق منطقة عازلة بين المسلحين، وأيضاً تزويد الحكومة العراقية بقدرات أمنية واستخبارية هي بأمس الحاجة إليها اليوم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*