جريدة الحقيقة الإلكترونية
عظام من زجاج
في كل تاريخ قصة نتأثر بهاوتكون هي الروح اللتي تحي الأمل في داخلنا وتقتل الأصوات اللتي تحزننا وتجعلنا لا نستطيع المقاومة والقتال وكثير من الناس يرى بأن المجنون لا يستطيع بأن يفعل شيئا ولن تكون له مكانة في التاريخ والمجتمع ولكن عندما نقرأ ما في جعبة التاريخ نرى عكس ما كنا نفكربه وكثير منا تجاهل مكانتهم ومدى تأثيرهم على أعماقنا وحياتنا.
فالملك تشارلز السادس هو ملك فرنسا أطلق عليه الجميع تشارلز المجنون حكم فرنسا عام 1380إلى 1422حكمها لمدة 42عام وكان في بداية حكمه بكامل قواه العقلية ولكن بعد مرور عدة سنوات ظهرت عليه أعراض نفسية قوية وبعد عدة أشكال مختلفة وأصبحى ينسى زوجته وبأنه ملك وينسى أبنائه ويعتبرهم غرباء ولا يعرفهم وفي عام 1405أصابته حالة غريبة وأصبح يرفض بأن يستحم أو حتى بأن يغير ملابسه لمدة 5أشهر متواصلة وتبنى نظريات غريبة يرفضها العقل وهي اعتقاده بأن جسده صنع من زجاج وبالرغم من غرابة مايعتقده إلى أن الطب النفسي الحديث اثبت بأن هناك مرضى نفسيين يعانون من نفس الفكرة ويعتقدوا بأن أجسادهم صنعت من زجاج وفي أي لحظة يمكن بأن تتهشم ولهذا السبب كان تشارلز السادس يرفض تماما بأن يقترب أحدا من جسده وكان يرتدي درعا حديديا في كل تحركاته حتى لا يتهشم جسده اللذي يعتقد بأنه من زجاج.
عندما نقرأ ما حدث للملك تشارلز السادس نرى بأنه مجنون واستطاع بأن يستمر حكمه لمدة 42عام فعقله اللذي لم يكن كاملا لم يمنعه بأن يستمر في حكمه فليس العقل هو من يكتب وجودنا في أعماق الناس والله يؤتي الملك لمن يشاء فمشيئة الله أقوى من العقول وأقوى من الأجساد فليس كل عاقلا كتبه التاريخ وليس كل مجنون نفى وجوده التاريخ فلا تحكموا بالنجاح لكل من رأيتم عقله كاملا فالله يرزق من يشاء ولا يعلم الغيب إلا الله.
سهله المدني
