أكد النائب عدنان عبدالصمد في لقائه بديوان المرحوم د. ناصر صرخوه، الذي نشرته القبس، أهمية التوثيق للسياسيين، خاصة لأن هناك أطرافاً ــ وفقاً لقوله ــ تراهن على ذاكرة الناس..ونحن أيضاً نذكّر بأدائه ومواقفه السياسية، التي اختلفت كثيرا عن السنوات التي سبقتها، والتي كانت سببا في تبديد رصيده السياسي، وازدياد وتيرة انتقاد الشارع له.
في البداية، يعتبر النائب الفاضل أحد أهم النواب المخضرمين أصحاب الخبرة السياسية الطويلة، لكن بالنظر الى تلك الخبرة نراها معطلة، ولم يستفد المجلس من خبرته إلا في القليل من الأمور، التي تتعلق باللائحة، والأمور الإجرائية أثناء سير الجلسات، وبذلك سقط رهان من أكد أن إيصال الخبرات ستلعب دورا داخل المجلس.
ينتمي عبدالصمد الى أحد تنظيمات الإسلام السياسي (التحالف الإسلامي الوطني)، أو كما يطلق الشارع عليه «جماعة الجمعية الثقافية».. وقد شكلت حادثة التأبين، التي أقامها عبدالصمد وجمعيته، تحولاً جذرياً في المشهد السياسي والاجتماعي في البلاد.
ارتفاع وتيرة انتقاد الشارع لعبدالصمد ترجع الى عوامل عدة، أهمها: مواقفه السياسية تجاه العديد من القضايا والملفات، إضافة الى أنه وضع نفسه كما يبدو لنا في خانة التصريحات النظرية من دون ترجمة عملية، وأهم تلك التصريحات ما يتعلق بالخسائر التي تكبدتها الحكومة عن القضايا الخاسرة، والمخالفات الواردة بملاحظات ديوان المحاسبة.
لم يكن يتوقع متابع أن يتحول نائب بحجم عبدالصمد إلى مجرد قارئ لبعض الأرقام، التي يريد أن يقرأها لنا، بعد اختياره لها بعناية فائقة، من دون خطوات أخرى من جانبه لإيجاد معالجات. ويرى الكثير من المتابعين أنه ذهب في طريق لا يمكن أن يتداركه، حتى لو بذل الكثير في الفترة المتبقية من عمر المجلس الحالي.
والسؤال الذي يطرح نفسه: إن كان الأداء على هذا الشكل، لم الإصرار والتمسك برئاسة أهم لجنة برلمانية، وهي لجنة الميزانيات والحساب الختامي؟ لماذا لم يتم الدفع بالدماء الجديدة القادرة على تغيير أداء اللجنة، وهيكلة عملها الرتيب؟ اذ أصبح أداؤه روتينياً من دون جديد.
إلى جانب أنه ساهم بشكل كبير في إصدار قوانين تصفير الحسابات الختامية، ويضاف إلى ذلك ما حدث من حجب لجنة الميزانيات تقارير ديوان المحاسبة عن الإعلام، عكس ما جرى العرف عليه في المجالس السابقة.
اختتم بتصريح أثار الجدل، قال فيه «لا أعلم عن مكونات البديل الاستراتيجي»، فهذا التصريح يمثل الفجوة التي عليها النائب المخضرم عدنان عبدالصمد، فإذا كان الأمر صحيحا، لماذا لم يكلف عبدالصمد نفسه، ويناقش مقرر لجنة الموارد البشرية رفيق دربه في التنظيم، النائب أحمد لاري، الذي يصرّح بمعدل مستمر عن البديل الاستراتيجي؟
بقلم الكاتبة | فوزية أبل