الرئيسية / عربي وعالمي / نيويورك تايمز: حسني مبارك حر داخل زنزانة

نيويورك تايمز: حسني مبارك حر داخل زنزانة

وصفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية الرئيس المصري المخلوع، حسني مبارك، والمسجون داخل مستشفى بالقاهرة، بأنه طليق داخل زنزانة السجن، مشيرة إلى أن الرئيس الذي يقضي أحكاماً متفاوتة بالسجن بتهم عدة، لا يبدو أنه يعيش أجواء سجن، وإنما هو من الناحية الفنية يعيش حياته بحرية تامة رغم وجوده داخل مستشفى، حيث يوجد عند مدخل غرفته الواسعة أحد الحراس، في حين يتردد عليه بين وقت وآخر عديد من الأصدقاء السابقين.

وتؤكد الصحيفة أنه منذ تولي الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، مقاليد الأمور في مصر عقب الإطاحة بالرئيس الأسبق، محمد مرسي، والمعتقلون من أتباع نظام مبارك يحظون بعناية النظام المصري، مبينة أن مبارك على سبيل المثال يعيش حالة الحرية، رغم أنه لا يسمح له بالخروج خارج أسوار المستشفى الذي يعالج فيه، إلا أنه مجاب الطلبات ولا يوجد ما يمنع عنه.

مبارك في ذكرى ميلاده الـ88 لوح بيده من غرفة المستشفى لتجمع للمهنئين له بعيد ميلاده، حيث رقص الجمهور القليل ورفع صور مبارك وكأنه ما يزال رئيساً لمصر.

عديد من المقربين من الرئيس المخلوع حسني مبارك يؤكدون أن هناك شبه صفقة غير معلنة بين النظام الحالي ونظام مبارك، تقضي بألّا يتم معاقبة أقطاب نظام مبارك وربما حتى الإفراج عنهم بهدوء.

يسري عبد الرزاق، أحد المحامين المتطوعين للدفاع عن مبارك، يقول إن النظام المصري الحالي توصل إلى اتفاق مع مبارك بأن يبقى في معتقله داخل المستشفى مقابل الإفراج عن نجليه علاء ومبارك، وهو ما تم فعلياً العام الماضي عندما قررت المحكمة الإفراج عنهما.

ويشير المحامي المصري إلى أن مبارك يعرف جيداً، والنظام الحالي أيضاً، أن الإفراج عنه قد يولد غضباً لدى الشارع المصري، ومن ثم كان هذا الاتفاق أنسب للطرفين.

مبارك وفترة حكمه شكلت حالة انقسام جديدة بين المصريين؛ فبينما ينظر إليه البعض على أنه سبب القمع والفساد المتفشي بالبلد خلال فترة حكمه على مدى عقود، فإن آخرين يشعرون بالحنين إلى حكمه؛ إذ يعتقدون أنها شهدت حالة من الحرية النسبية مقارنة بنظام السيسي الحالي الذي شدد من قبضته الأمنية وأساليبه القمعية.

يقول أسامة دياب، الباحث في مجال مكافحة الفساد، إن مبارك كان شخصاً فاسداً ولكنه كان يعرف كيف يدير الأمور، أما الآن فالوضع كارثة، وإذا كان مبارك ديكتاتوراً مختصاً فإن السيسي ليس كذلك.

وتنقل نيويورك تايمز جانباً من واقع الحياة التي يعيشها مبارك، مشيرة إلى أنه يرقد داخل غرفة بمستشفى المعادي الذي يطل على النيل، حيث يؤكد عدد من الموظفين أن النظام الحالي متساهل معه جداً، رغم أن زواره يجب أن يحصلوا على موافقة وزارة الدفاع.

مبارك يمتلك جهاز نوكيا المحمول من النوع القديم الذي لا يتيح له خدمة الإنترنت، كما أن له حرية الحصول على أصباغ الشعر إذا رغب والحلاقة حينما شاء، في حين تصل إليه زهور المعجبين من وقت إلى آخر، لكنه يعيش حالة من المزاجية الحادة في بعض الأوقات، ويشعر بالخيانة من قبل بعض حلفائه القدماء.

يقول حسن الغندور، أحد أفراد الحرس الجمهوري السابق، إن مبارك يشعر بالخيانة خاصة عندما يرى البعض ممّن يظهرون على الشاشة وكيف يتحدثون عنه بغضب بعد أن كانوا يتملقونه.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*