جريدة الحقيقة الإلكترونية
أدى مئات المقدسيين صلاة فجر الجمعة في الشوارع والطرقات والأزقة، بفعل الحصار العسكري المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال على القدس القديمة والمسجد الأقصى المبارك.
واتخذت سلطات الاحتلال إجراءات مشددة الليلة الماضية، تمنع بموجبها المواطنين ممن تقل أعمارهم عن الأربعين عاما من الصلاة في المسجد الأقصى المبارك.
وشملت إجراءات الاحتلال إغلاق البلدة القديمة ووضع متاريس شُرطية حديدية قرب بواباتها للتدقيق ببطاقات المواطنين، بالإضافة إلى متاريس مشابهة قرب بوابات المسجد الأقصى.
وقام الاحتلال منذ ساعات الفجر بنشر مئات العناصر من شرطة وحرس الحدود في الشوارع والطرقات.
وسيّر دوريات عسكرية وشرطية راجلة ومحمولة وخيالة بمحيط أسوار البلدة القديمة، ونصب حواجز مباغتة في مختلف الشوارع والطرقات المُفضية إلى البلدة القديمة، وقام بإطلاق منطاد راداري استخباري ومروحية في سماء المدينة.
ومن المتوقع أن يؤدي آلاف الفلسطينيين صلاة الجمعة في الشوارع والطرقات قرب بوابات البلدة القديمة بسبب إجراءات الاحتلال.
وشهدت العديد من أحياء القدس المحتلة، الليلة الماضية، مواجهات بين الشبان الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية.
وذكر شهود عيان أن مواجهات ليلية وقعت في عدد من حارة البلدة القديمة في القدس المحتلة، وخاصة باب حطة وحارة السعدية والواد.
ووقعت مواجهات في أحياء سلوان ورأس العامود والعيسوية وجبل المكبر، ومخيم شعفاط، بين الشبان الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلية.
وجاءت مواجهات الخميس، بعد استشهاد شاب فلسطيني، برصاص قوات الاحتلال، بعدما قام بدهس تسعة مستوطنين في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، ما أدى إلى مقتل طفلة منهم، وإصابة ثمانية آخرين.
حماس تتبنى
وقالت حركة المقاومة الإسلامية حماس، إن منفذ عملية دهس مستوطنين إسرائيليين أول أمس الأربعاء، هو أحد عناصرها، دون أن تتبنى العملية.
وأوضح بيان، أصدرته الحركة في الضفة الغربية إن الشاب المقدسي عبد الرحمن الشلودي (23 عاما)، الذي توفي في ساعة متأخرة من مساء الأربعاء، متأثراً بجراح أصيب بها عقب دهسه تسعة إسرائيليين في القدس المحتلة، ينتمي لها.
كما قالت حركة حماس أن “عملية القدس الجريئة التي نفذها الشلودي ليست سوى رد طبيعي ومتوقع على الانتهاكات والعدوان الصهيوني المتصاعد الذي تقوم به قوات الاحتلال والمستوطنون المتطرفون بحق المواطنين والمقدسات في مختلف المحافظات الفلسطينية”.
وأشادت “حماس”، بـ”صمود المرابطين والمرابطات داخل المسجد الأقصى”، داعية كافة شرائح الشعب الفلسطيني إلى “الالتفاف حول مدينة القدس وفك الحصار الصهيوني عنها”، وإلى “تصعيد المواجهات مع الاحتلال في مختلف مواقع تواجده”.
وأعلنت مصادر طبية إسرائيلية الأربعاء عن استشهاد الشلودي، متأثرا بجروحه، التي أصيب بها جراء إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال.
من جانبه، حمل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتياهو، حركة حماس المسؤولية عن عملية الدهس، وفق تصريح نقلته عنه الإذاعة الإسرائيلية العامة.
