الرئيسية / جرائم وقضايا / شريحة هاتف أسقطت رجل الأعمال… وتابعه «الضابط المرتشي»!

شريحة هاتف أسقطت رجل الأعمال… وتابعه «الضابط المرتشي»!

الشريحة التي كانت أخفيت لطمس السيناريو الذي أعده رجل أعمال ونفذه من وقع في «هوى جيبه»، ضابط المباحث ذو الرتبة العليا، لقلب الحقائق، ظهرت في الإطار الـ «سبير» لسيارة زوج المجنى عليها … تحرشاً والمستهدفة لتدمير حياتها الزوجية والإيقاع بزوجها في غياهب السجون.

الشريحة ظهرت ومعها بان الخيط الأبيض من الأسود، وإلى الوقائع عن المباحثي الذي حنث بقسم وزارة الداخلية والولاء للوطن… وباعها بأبخس الأثمان: طراد وسيارة وراتب شهري و«قعدات» التي استهوت الضابط المرتشي.قبل سبعة أشهر، وبالتحديد في شهر سبتمبر من العام الماضي، وعقب إدانة رجل الأعمال بسوء استخدام الهاتف حين راح يتحرش بزوجة مواطن بهدف إفساد حياتها الأسرية، جاءت الإدانة بفضل تحريات أجراها ضابط المباحث ذو الرتبة العليا بعد أن تسلم ملف القضية، والتي كان لها الأثر الأكبر في إحالة القضية على محكمة الجنايات.
وعلى الرغم من إدانة رجل الأعمال ظلت الشريحة التي عليها رقم الهاتف المستخدمة في التجني والتحرش مختفية لا أثر لها، حتى توطدت علاقة الضابط بالمتهم إلى أن وصلت إلى حد الصداقة والمصلحة بعد أن اشتراه بالهدايا والخدمات الجليلة، من أجل أن يُغير قناعاته ويتلاعب في الأدلة كي يظهره بريئاً بعد أن كان ضالعاً في إثبات تهمة التحرش عليه.رجل الأعمال نجح في مسعاه، وأصبح ضابط المباحث رهن إشارته وطوع أمره، وأمسى لا يستطيع العيش من دون مصروف الجيب (غير الحلال)، وحين اقترب موعد جلسة المحاكمة التي حدد لها أول من أمس كان المخطط الشيطاني الذي اختمر في رأس رجل الأعمال قد اكتمل، ولم يتبقَ إلا التنفيذ عن طريق الضابط الذي أضحى مطالباً بتسديد قيمة ما تسلمه. بداية المخطط ادعى رجل الأعمال في محضر رسمي أن شخصاً اتصل عليه وطلب منه مقابلته في منطقة القيروان حاملاً معه خمسة آلاف دينار، كي يسلمه دليل برءاته من تهمة التحرش بزوجة المواطن، مؤكداً لمن يستمع إلى أقواله أنه ذهب إلى منطقة القيروان وسلم المبلغ إلى الشخص الذي أتاه مترجلاً، بعد أن أقسم له أن شريحة الهاتف المستخدمة بحيازة الزوج وأنه هو من قام بالتحرش بزوجته، وافتعل الواقعة، كي يضره. وأخذت أقوال رجل الأعمال على محمل الجد، وهنا طلب الضابط ذو الرتبة العليا وألح في الطلب على أن يتسلم هو ملف القضية على اعتبار أنه من تولاها من البداية، وقد نجح في مخططه و قلب القضية ضد الزوج، وبحكم طبيعة عمله في المباحث تمكن من الحصول على جهاز هاتف نقال من الهواتف التي يتم تحريزها من نزلاء سجن الإبعاد والمقرر إبعادهم عن الكويت خلال فترة وجيزة، وقام بوضع الشريحة( محل الواقعة) التي تسلمها من المتهم ووضعها داخل الهاتف النقال، واتفق مع رجل الأعمال على أن يضع الهاتف مع الشريحة وسلمه قطعتي حشيش وضعهما في حقيبة صغيرة، وتوجه الأخير إلى سكن المواطن، حيث نجح في إخفاء الحقيبة في «الإطار السبير» للزوج، وطلب الضابط من رجل الأعمال أن يكون الهاتف في وضعية التشغيل، لكي يرصد عند سكن الزوج.

عندئذ ادعى ضابط المباحث، لمديره المقدم عبدالوهاب البدر، الذي يترأس إدارة البحث الجنائي، أن نتائج تحرياته قادت إلى أن بلاغ الزوج في حق رجل الأعمال كان كيدياً، واستصدر إذناً من النيابة بتعقب حركة شريحة الهاتف، حتى يحدد برج الاتصالات المعهود إليه عملية التتبع، ويعلن أن مكان الرصد عنوان الزوج فينقلب ملف القضية، ويصبح صديقه رجل الأعمال بريئاً، فكان له ما أراد!، ومن باب توريطه في قضية أكبر من البلاغ الكاذب ولفقّ إليه قضية مخدرات، واقتاد الزوج مخفوراً واحتجزه على ذمة قضية حيازة مخدرات وبلاغ كاذب.

وحسب مصدر أمني فإن مخطط الضابط كاد ينجح لولا فطنة رجال المباحث ( إدارة البحث الجنائي)، بقيادة المقدم عبد الوهاب البدر الذين قادتهم تحرياتهم إلى وجود علاقة وثيقة ومميزة بين الضابط ورجل الأعمال لإصراره على تولي ملف القضية، فقاموا برصد مكالماتهما، وباستخراج كشوف الحركة، تبين أن به اتصالات كثيرة بينهما، فانكشف المخطط واعترف المتهم أمام مدير البحث الجنائي بالتفاصيل وأن بينه وبين الضابط رقم هاتف لا توجد عليه بيانات كي لا ينكشف أمرهما، واعترف رجل الأعمال أن الضابط هو من طلب إليه أن يذهب إلى القيروان لكي يثبت حركة هاتفه بأنه متواجد في المنطقة ذاتها.

وزاد المصدر بأن أحد عناصر الضابط المدلس اعترف بأن الأخير طلب منه الحصول على جهاز هاتف خاص بأحد المبعدين، وهو الجهاز نفسه الذي عثر عليه في سيارة الزوج والموجود في داخله الشريحة التي أفسدت المخطط. وتم حجز الضابط والمتهم على ذمة قضايا التدليس والتزوير وخيانة الأمانة، وأحيلت القضية إلى إدارة محايدة (جرائم المال) غير التي يعمل بها الضابط المتهم، وذلك بناء على أوامر من مدير عام المباحث الجنائية اللواء محمود الطباخ، وتم تسجيل محضر بذلك، وأحيلت القضية إلى النيابة، حيث اعترف الضابط، المرفوع في شأنه تقريران من قبل رؤسائه بأنه غير مرغوب فيه العمل في المباحث، ورغم ذلك تم تعيينه رئيس قسم.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*