اكد مبعوث الامم المتحدة الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد ان الأمم المتحدة لم ولن تخذل اليمنيين مشددا على انها ستعمل على متابعة الجهود لحث الأطراف المعنية في مشاورات السلام المنعقدة حاليا في الكويت على التوصل الى حل سلمي للازمة اليمنية.
ودعا المبعوث الاممي في مؤتمر صحفي الأطراف اليمنية الى تحمل مسؤوليتها تجاه الشعب اليمني مؤكدا ان اليمن امام منعطف خطير ما يتطلب تسريع الوتيرة واتخاذ اجراءات بناءة تنقذ الوضع لاسيما على المستويات الاقتصادية والإنسانية والامنية.
وحذر من إنزال الأطراف المعنية حكم الاعدام على الواقع المعيشي في اليمن في حال عدم تقديم التنازلات معربا عن الأمل في ان تتخذ مع قرب شهر رمضان المبارك إجراءات عملية وملموسة لتخفيف العبء عن المواطنين من الناحية الاقتصادية والإفراج عن الأسرى وكذلك تثبيت وقف الأعمال القتالية.
وتطرق ولد الشيخ احمد الى تساؤلات يطرحها البعض عن السقف الزمني للمشاورات قائلا انه «منذ الأساس لم نحدد سقفا زمنيا للمشاورات وذلك لاعتبارات عدة منها تجنب ان يشكل عامل الوقت ورقة ضغط من أي طرف على الآخر أو على الأمم المتحدة».
واكد أن المأساة في اليمن يجب أن تنتهي بأقرب وقت ممكن مطالبا المشاركين في مشاورات الكويت بمضاعفة الجهود للتوصل لحل سلمي.
وقال ان «عامل الوقت ليس هو الأبرز والأول في هذه المعادلة فالقرارات المصيرية والمهمة تتطلب تمعنا ودرسا دقيقا حتى تأتي شاملة وغير مبتورة وعلى الفرقاء تسريع الوتيرة لانهاء النزاع .. وعامل الوقت يتوقف على تجاوب الأطراف».
وشدد في هذا الصدد على ان الأمم المتحدة عازمة على تحقيق السلام في اليمن وتكريس أي اتفاق يتم التوصل إليه خلال المشاورات التي اكد انها مستمرة وبدعم دولي لم يخف.
وتحدث المبعوث الاممي عن الوضع الاقتصادي في اليمن قائلا ان النزاع في اليمن نسف البنية الاقتصادية وأبرز مقومات مؤسسات الدولة محذرا من إن عدم تدارك الوضع بشكل عاجل سوف يؤدي الى مزيد من التدهور الاقتصادي.
واوضح ان الأسبوع الماضي شهد تراجعا كبيرا في قيمة العملة اليمنية فيما ساهم النقص المتفاقم للسيولة وللموارد في خزينة الدولة في تفاقم الأزمة الاقتصادية.
وذكر ان استمرار الحال على ما هو عليه سوف يؤدي الى مزيد من التضخم في الأسعار ما سينعكس على الوضعين الاجتماعي والانساني.
واشار في هذا الصدد الى انه اقترح على الأطراف اليمنية تشكيل «هيئة انقاذ اقتصادي» بأقرب وقت ممكن تستفيد من خبرة أبرز المرجعيات الاقتصادية لتدارك الوضع واتخاذ اجراءات سريعة لانقاذ ما يمكن انقاذه.
وقال ان «اليمن حاليا في غرفة الانعاش فالاقتصاد يتراجع والبنية التحتية تنهار والنسيج الاجتماعي يتفكك والصورة في البلاد قاتمة والكل ينتظر بصيص نور من الكويت للتوصل الى حل سياسي يعيد للمشهد اليمني نور التفاؤل ووحدهم المشاركون في المشاورات قادرون على تغيير المعادلة».
وفي خطوة تنفيذية عاجلة حث المبعوث الاممي الأطراف اليمنية والمجتمع الدولي على استئناف عمل «برامج التحويلات النقدية التابعة لصندوق الرعاية الاجتماعية» التي تعنى بتقديم مساعدات مباشرة لأكثر الفئات احتياجا بما يعيد ضخ السيولة في البلاد وينعش واقع البنك المركزي ويخفف من المعاناة الاجتماعية.
وقال ان المعاناة الاجتماعية تزيد من صعوبة الوضع الانساني في اليمن الا انه اكد ان منظمات الأمم المتحدة تستفيد من التحسن العام في الوضع الأمني في معظم المناطق لتوزيع المساعدات وتقديم خدمات الرعاية الصحية الأولية والأدوية والمياه الصالحة للشرب والمواد الغذائية.
وأضاف ان المنظمات تعمل مع شركائها ايضا على تمكين الأطفال في هذه الظروف الصعبة من خلال توفير فصول محو الأمية والكتابة وتعلم الحساب.
وجدد المبعوث الاممي شكره الى سمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على الاستضافة وحسن الضيافة للوفود وفريق عمل الأمم المتحدة مشيدا في الوقت ذاته بجهود المجتمع الدولي الذي يبرهن عن وحدة صف استثنائية ودعم غير متناه لجهود الأمم المتحدة.
واكد ان جهود قيادة دولة الكويت ودولة قطر والأمين العام للأمم المتحدة أسفرت عن عودة وفد الحكومة اليمنية إلى المشاورات التي شهدت يوم الاثنين الماضي عقد جلسة مشتركة بين الوفدين جدد فيها رؤساء الوفود التزامهم الراسخ بالاستمرار في المشاورات لحين التوصل لاتفاق سياسي يرضي جميع الأطراف.
واشار الى انه زار الدوحة يوم الاحد الماضي للمشاركة في منتدى الدوحة الدولي وحضر سلسلة من الاجتماعات ذات الصلة بالشأن اليمني وأبرزها اللقاء الذي جمع بين الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والرئيس اليمني عبدربه منصور هادي وامير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني.
واوضح ان الأمين العام للامم المتحدة شدد على أن مفاوضات السلام نادرا ما تكون سلسة ما يتطلب من جميع الأطراف الالتزام والمثابرة ومضاعفة الجهود لتيسير المساعدات الإنسانية وتخفيف حدة الظروف المعيشية الصعبة.
وافاد بأن الرئيس اليمني هادي اعرب عن استعداد حكومته للعمل من أجل السلام وتذليل العقبات التي تعترض مسار التسوية السلمية فيما اكد أمير دولة قطر حرص بلاده على دعم المشاورات وصولا إلى تحقيق السلام الدائم.
وذكر انه أكد في اللقاء المشترك ضرورة استمرار دعم المشاورات اليمنية في الكويت وتهيئة المناخ الملائم لإنجاحها بما في ذلك احترام وقف الأعمال القتالية من جميع الأطراف.
واشار الى انه اجرى كذلك سلسلة من اللقاءات الثنائية مع الوفود على مدار اليومين الماضيين تطرقت إلى تفاصيل وآليات الانسحاب وتسليم السلاح واستئناف الحوار السياسي واستعادة مؤسسات الدولة وغيرها من المواضيع التي سيتضمنها الاتفاق الشامل موضحا أن النقاشات ركزت ايضا على الضمانات والتطمينات المطلوبة من الطرفين لضمان تطبيق الاتفاقات والتفاهمات.
وقال ان الاطراف بدأت في هذه المرحلة تناول مسائل محددة وقضايا تفصيلية شائكة في إطار المرجعيات المتفق عليها مضيفا انه تم الاتفاق على استمرارية عمل لجنة الأسرى والمعتقلين التي تم تعزيزها بخبراء من الطرفين.
وكشف عن وصول وفد من اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى الكويت يوم امس الأربعاء بدعوة منه حيث التقى الوفد الأطراف كلا على حدة لإطلاعهم على دور اللجنة الدولية في عمليات إطلاق وتبادل الأسرى في مناطق الحرب وإجراءات وآليات عملها.
وقال انه شارك ايضا في لجنة مغلقة لمجلس الامن امس عبر الأقمار الصناعية قدم خلالها احاطة حول آخر مستجدات المشاورات والاستماع الى توصيات الدول الأعضاء والإجابة على تساؤلاتهم اضافة الى استعراض ما تم التوصل إليه من تفاهمات مبدئية وعرض الحلول والآليات التي تجري مناقشتها.
وذكر ولد الشيخ احمد انه قدم لمجلس الامن في جلسته ايضا ملخصا عن الدعم الذي يحتاج اليه مكتبه بما في ذلك دعم الترتيبات الأمنية المؤقتة التي سيجري الاتفاق عليها.
وفيما يتعلق بعمل لجنة التهدئة والتواصل أكد عودة ممثلي وفد انصار الله والمؤتمر الشعبي العام الى العمل في اللجنة بعد تعليق استمر يوما واحدا موضحا ان اللجنة «مستمرة في عملها بجدية .. فيما نبحث حاليا في عدة خيارات لدعم عمل اللجان المحلية وتعزيزها من الناحية التقنية».