بعد عام على نشوب الصراع السياسي والعسكري والاضطرابات الشعبية في اوكرانيا، واحتلال روسيا لشبه جزيرة القرم وضمها الى الاتحاد الروسي، يتوجه الاوكرانيون اليوم (الاحد) الى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد للبلاد وسط ازمة اقتصادية تعتبر الاخطر من نوعها تشهدها منذ اعلان استقلالها بعد سقوط الاتحاد السوفييتي في اواخر ثمانينات القرن الماضي، وحرب غير مسبوقة تخوضها مع الحليف السابق، وصراع داخلي مسلح مع جماعات انفصالية ذات اصول اثنية روسية في الاجزاء الشرقية والجنوبية، تطالب بالانفصال والانضمام الى الدولة الام تسببت حتى الآن في ارغام اكثر من 824 الف شخص على ترك منازلهم وفقا لبيانات مفوضية الامم المتحدة العليا للاجئين في جنيف التي اعلنت ان 430 الف شخص نزحوا داخل البلاد، فيما فر 387 الفا الى روسيا، وطلب 6600 اللجوء الى الاتحاد الاوروبي و581 الى روسيا البيضاء.
واظهر استطلاع للرأي اجرته مجموعة (راتينغروب) ان الحزب الحاكم برئاسة الرئيس بترو بورشينكو هو الاوفر حظا للفوز بالانتخابات حيث رجحت حصوله على نسبة %33.5 من الاصوات، ويليه الحزب الراديكالي الذي يقوده الشعبوي اوليغ لياشكو الذي سيحصل وفقا للتوقعات على نسبة %12.8، فيما حزب اوكرانيا القوية المنشق على نسبة %7.8 من الاصوات. وسيأتي حزب «الجبهة الشعبية» التي يقودها رئيس الوزراء ارسين ياتسينوك الرابع حيث سيحصل على نسبة %8.9، اما حزب المناطق بزعامة الرئيس السابق يانكوفيتش فلن يخوض الانتخابات واعلن مقاطعته لها واصفا العملية السياسية الجارية بغير الشرعية.
مصاعب في الأقاليم
وسيتوجه نحو مليون من اصل 5.2 ملايين ناخب في منطقتي دونيتسك ولوغانسك التي شهدت عمليات عسكرية طاحنة بين الانفصاليين والجيش الحكومي، ومازالت لها جيوب فاعلة حتى الآن على الرغم من ابرام اتفاق هدنة الى صناديق الاقتراع، ما سيؤدي الى شغل 14 مقعدا على الاقل من اصل 32 مخصصة لهاتين المحافظتين، هذا فيما اقرت اللجنة الانتخابية بانه 14 بلدة ومدينة لن يكون بمقدور سكانها المشاركة بالاقتراع. ولايزال الوضع الامني في منطقة دونباس الانفصالية هشا ما يعني ان الاقتراع هنا لن يتحقق، واسفرت الاعمال الحربية في الشرق عن اكثر من 3700 قتيل منذ ابريل الماضي وحتى الان.وذكرت وكالة (تاس) الروسية للانباء ان الانتخابات لن تجري في سيفاستبول والقرم لاسباب مفهومة.
ويجمع المراقبون على ان الاحزاب الخمسة الاولى التي ستتجاوز نسبة الـ%5 اللازمة لتخطي العتبة الى البرلمان سيكون بمقدورها من دون اي صعوبات او مشاكل تشكيل ائتلاف حكومي كونها تحتل الاغلبية النيابية، فضلا عن انها تشترك جميعها في كونها كانت معارضة لنظام يانكوفيتس السابق، وتميل الى التحالف مع الغرب، والابتعاد عن روسيا ولديها برامج متقاربة الى حد كبير للاصلاحات السياسية والاقتصادية وحل المعضلات الملحة التي يواجهها المجتمع.