حذّر خبراء من أن الامتناع عن تناول الزبد، والقشدة، والجبن، وغيرها من الأطعمة الدهنية يزيد من البدانة وتكون له تبعاتٌ كارثية على الصحة العامة.
تقريرٌ نشرته صحيفة «دايلي ميل» البريطانية، أشار إلى ما ذكره المنتدى القومي للبدانة ومؤسّسة الصحة العامة، أن معظم ما يصل إلينا من معلوماتٍ حول الأطعمة الصحية هي معلومات مغلوطة ضمن تقريرٍ أصدره المنتدى يتّهم الهيئات الصحية العامة بالتواطؤ مع صناعة الغذاء.
ودعا المنتدى إلى إجراء «تعديل جذري» للإرشادات الغذائية، زاعماً أنه يتعيّن أن نزيد من تناول الدهون، بدلاً من شيطنتها والحدّ من تناولها.
ووصف التقرير أيضاً زيت عبّاد الشمس باعتباره «مجرّد طعام»، ونصح العامة بالامتناع عن حساب السعرات الحرارية، محذراً أن ممارسة التمرينات لا تساعد على نقصان الوزن.
بينما انتقد خبراء آخرون تلك المزاعم الجدلية، واتهموا مؤلفي التقرير بانتقاء الأدلة التي تتلاءم مع وجهات نظرهم.
ويقول مؤلفو التقرير إن «جذور ذلك الوباء تكمن في تسلط فكرة تناول الأطعمة منخفضة الدهون على الجميع في عالم اليوم». ويذكر التقرير دراساتٍ تؤكد أفضلية الأطعمة مرتفعة الدهون ومنخفضة المواد الكربوهيدراتية.
ونص التقرير على أن «تناول الأطعمة التي تحتوي على منتجات ألبان كاملة الدسم مثل الجبن، واللبن، والزبادي، يمكن أن يقلّل من فرصة الإصابة بالبدانة».
وتابع التقرير بقوله «وتحتوي معظم الأطعمة الطبيعية والمغذية المتاحة، اللحوم والأسماك، والبيض، ومنتجات الألبان، والمكسرات، والحبوب، والزيتون، والأفوكادو، على دهون مشبعة».
ورأى التقرير أيضاً أن علم الطعام قد انحرف عن مساره جراء التأثيرات التجارية، حيث يمارس ممثلو الصناعات الغذائية تأثيراً هائلاً على دليل الأغذية الملائمة للصحة العامة.
ويعدّ أسيم مالهوترا، أحد معدّي التقرير، عضواً مؤسساً بمؤسسة الصحة العامة، وهي مؤسسة خيرية تضمّ متخصصين في مجال النظم الغذائية، وعلماء، وأطباء.
وذكر أسيم، أن الأطعمة منخفضة الدهون ربما تكون «أكبر خطأ في التاريخ الطبي الحديث يؤدي إلى تبعات كارثية على الصحة العامة».
وأضاف استشاري أمراض القلب «تناول الدهون كي تتمتّع بالنحافة ولا تخف، فالدهون صديقة للإنسان. وقد حان الوقت الآن لاستعادة الدهون إلى وجباتنا الغذائية».
على الجانب الآخر، قال البروفيسور توم ساندرز من جامعة كينجز بلندن «إن مزاعم تناول الدهون دون الإصابة بالبدانة سخيفة. فإذا تناولت الكثير من الدهون، ستصاب بالبدانة».