جديد الحقيقة
الرئيسية / اقتصاد / الشطي: 15 محورا تحدد سقف تعافي اسعار النفط خلال السنه

الشطي: 15 محورا تحدد سقف تعافي اسعار النفط خلال السنه

قال المحلل النفطي الكويتي محمد الشطي اليوم الاحد ان هناك 15 محورا ستظل تحظى باهتمام السوق النفطية العالمية على مدار العام الحالي باعتبارها المحددة لسقف تعافي الاسعار.
واضاف الشطي في لقاء مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) ان من ابرز هذه المحاور هو استمرار تأثر الانتاج النفطي في مناطق مختلفة لأسباب فنية وجيوسياسية فضلا عن ضعف اسعار النفط الخام.
واوضح ان هذه المحاور تضم متابعة مدى نجاح دول بعينها مثل إيران في رفع انتاجها دون تأثير على مسار الاسعار واقبال المنتجين على “آلية التحوط” كضمانة مستقبلية في الاسواق الاجلة والمحافظة على الارباح بأقل الخسائر بعد بلوغ الاسعار مستوى ال50 دولارا للبرميل الواحد وبدء انخفاض المخزون العالمي بعد بلوغ الذروة.
وذكر ان من اهم المحاور هو التحول في هيكلة اسعار النفط باتجاه (الباكورديشين) أي “عندما تكون الاسعار الحالية اعلى منها مستقبلا” بغية تشجيع السحوبات من المخزون بما يحقق توازن العرض والطلب ودعم الأسعار علاوة على تعافي الطلب العالمي مدعوما بالتوسع في قطاع النقل والبتروكيماويات واستهلاك الجازولين والنافثا.
واشار الى ان هذه المحاور تضم ايضا تعافي الاسواق الناشئة لاسيما الهند والصين ورفع اسعار الفائدة الأمريكية وسط مؤشرات ايجابية لأداء الاقتصاد الامريكي فضلا عن دخول العديد من المصافي النفطية برامج الصيانة تأثرا بضعف هوامش الأرباح.
واكد الشطي ان اداء الاقتصاد العالمي يعد عاملا حيويا ومحركا رئيسيا لأنماط استهلاك الطاقة بأنواعها مع التأثير على التوسع الصناعي والديموغرافي وكذلك تناقص المعروض من النفط الخفيف الفائق النوعية مع تأثر الانتاج في افريقيا وامريكا.
واضاف ان متابعة مقدار انخفاض انتاج النفط الصخري في امريكا بمنزلة اهم عوامل التأكد من توازن السوق مبينا ان متابعة تحرك الفروقات ما بين نفطي (خام الإشارة برنت) و(الأمريكي) ستؤثر على أنماط واردات النفط الخام الى امريكا.
واوضح انه من المحاور المؤثرة ايضا هو استجابة نشاط انتاج النفط الصخري مع تعافي اسعار نفط خام الإشارة برنت “لان درجة عودة الانتاج الى المستويات السابقة ستؤثر على سقف اسعار النفط”.
وافاد بأن اجمالي انتاج منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) مقابل الطلب عليه سيظل محط اهتمام السوق العالمية كونه يحدد حجم التنافس بين المنتجين بغية المحافظة على اسواقهم فضلا عن سلوكيات وتحرك بيوت المضاربة “التي لا يشك احد في دورهم في دعم أي توجه للأسعار سواء في الصعود او الهبوط من خلال الشراء وتعزيز مراكزهم او البيع من اجل جني الأرباح وتقليل الخسائر”.
وذكر الشطي ان معدل اسعار النفط الخام (مزيج برنت) وصل في الفترة ما بين يناير ويونيو 2016 الى 38 دولارا للبرميل الواحد في حين وصل معدل النفط الخام الكويتي الى مستوى ال33 دولارا للبرميل مشيرا الى ان فرق الاسعار بينهما يدور في فلك خمسة دولارات للبرميل الواحد.
ولفت الى ان متوسط اسعار النفط الخام الكويتي بلغ منذ بداية السنة المالية الحالية 2016 -2017 نحو 40 دولارا للبرميل “وهو مؤشر ايجابي ينم عن اوضاع أفضل للسوق”.
واوضح ان المتابع لأسواق النفط يلاحظ مدى تأثر الإنتاج في مناطق عديدة حول العالم حيث انخفض انتاج نيجيريا من النفط الخام من معدل 9ر1 مليون برميل يوميا خلال يناير 2015 الى نحو 2ر1 مليون برميل خلال مايو الماضي “وهذا الهبوط مرشح للزيادة والاستمرار لأشهر قادمة على الأقل”.
وقال ان انتاج فنزويلا انخفض من 4ر2 مليون برميل يوميا في يناير 2015 ليبلغ 1ر2 مليون برميل يوميا خلال مايو الماضي وهو ما حدث في ليبيا والتي انخفض انتاجها من 500 ألف برميل يوميا في ابريل 2015 ليبلغ حاليا 300 ألف برميل مبينا ان “الامر يتعلق بشكل رئيس بأوضاع ليبيا الجيوسياسية”.
ولفت الشطي الى انه لا يمكن انكار دور (اوبك) في ضمان أمن المعروض بأسواق النفط حيث نجحت في رفع انتاجها من النفط الخام من 8ر30 مليون برميل يوميا في يناير 2015 الى 6ر32 مليون برميل يوميا في مايو الماضي بزيادة قدرها 8ر1 مليون برميل رغم أجواء ضعف أسعار النفط وتوفر المخزون العالمي عند مستويات قياسية.
واوضح ان هناك ثلاثة تطورات تعزز تماسك مستويات اسعار النفط وهي استمرار تعافي الطلب العالمي وانخفاض انتاج النفط من خارج (اوبك) ويشمل النفط الصخري فضلا عن الاوضاع الجيوسياسية في العديد من دول المنظمة مثل فنزويلا ونيجيريا وليبيا “وهو ما زاد من تخوف السوق حول نظام أمن الإمدادات بالرغم من كفاياتها حاليا”.
وافاد بأن هذه التطورات تؤكد ضرورة ارتفاع اسعار النفط باتجاه يفوق مستوى ال50 دولارا للبرميل الواحد بهدف ضمان استمرار الاستثمار في انتاج نفط جديد تحتاجه الاسواق العالمية مستقبلا الى جانب ضرور تفادي التعرض لقفزات في الاسعار تسهم في ضعف اداء الاقتصاد العالمي.
واكد انه في ضوء هذه الأجواء تأتي سياسة (اوبك) “المتوازنة” للإنتاج والتي تقضي باستمرار الاستثمار في تطوير الانتاج وفق التوجهات الاستراتيجية للدول من دون استهداف اغراق الاسواق.
واعتبر ان هذه السياسة لأوبك خلقت اريحية باسواق النفط عززتها التصريحات المتوازنة لوزراء النفط والبترول والطاقة بالدول الاعضاء في المنظمة بعد مؤتمرهم ال169 في فيينا الخميس الماضي حيث عكست اجواء ايجابية تعزز قنوات التواصل والتعاون لاستقرار الاسواق والاسعار.
وتوقع الشطي بروز مؤشرات ثابتة للتعافي في اسواق النفط العالمية خلال الأشهر القادمة منها بدء موسم الطلب على الجازولين وتوقعات استمرار انخفاض الانتاج من خارج (اوبك) فضلا عن السحوبات من المخزون بما يصب في توازن الاسواق مع نهاية العام وبلوغ اسعار (برنت) مستوى ال55 دولارا للبرميل.
وشدد على انه “رغم أجواء التعافي تظل هناك مخاطر” حيث يتخوف السوق من حدوث عده أمور تستحق الوقوف عندها منها تباطؤ أداء الاقتصاد الصيني بشكل غير متوقع وإمكانية حدوث حالة كساد اقتصادي عالمية مشابهة لأزمة 2008.
واكد ان من ابرز مخاوف السوق هو التنافس ما بين المنتجين واضطراب العلاقات بينهم وعودة نشاط انتاج النفط الصخري بمعدلات عالية وبقاء اسعار النفط الخام عند مستويات الاسعار الحالية لفتره أطول ما قد يؤثر على وفره الامدادات النفطية مستقبلا.
وذكر ان من اهم المخاطر بقاء متانة الدولار الامريكي بينما يشهد العالم تباطؤ في معدلات النمو فضلا عن التخوف من تخلى (اوبك) عن دورها في تنظيم وادارة الامدادات وبالتالي تبقى الاسواق تحت رحمة المضاربين او امكانية بلوغ الطلب العالمي مستويات الذروة واستمرار المخزون النفطي عند مستوياته التاريخية المقدرة حاليا ب380 مليون برميل.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*