الرئيسية / عربي وعالمي / الاحتلال ينظم الاحتفالات بذكرى احتلال القدس وسط صمت عربي واسلامي

الاحتلال ينظم الاحتفالات بذكرى احتلال القدس وسط صمت عربي واسلامي

يخطط الاحتلال الإسرائيلي في القدس  الأحد، للعديد من الفعاليات الاحتفالية بذكرى مرور 49 عاما على احتلال المدينة بشطرها الشرقي والمسجد الأقصى المبارك، وسط صمت عربي وإسلامي وتهافت على ما يسمى مؤتمرات دولية للسلام.
وأطلقت المؤسسة الإسرائيلية اسم “يوم القدس” على احتفاليات اليوم، في إشارة إلى ما تعتبره “توحيدا للمدينة” بعد احتلال شطرها الشرقي عام 1967، وبذلك تبعث برسالة إلى العالم بأنها ماضية في مسلسل تهويد وضم القدس الشرقية، في مخالفة واضحة للمواثيق الدولية التي تعتبر القدس الشرقية مدينة تحت الاحتلال.
وفي استفزاز واضح لمشاعر المسلمين وأهل القدس العربية، تنظم أذرع الاحتلال المختلفة عصر اليوم مسيرة احتفالية بالأعلام الإسرائيلية تمر داخل الأحياء العربية وتصل إلى المسجد الأقصى المبارك، وقد التمست جمعية “مدينة أممية” على المسيرة إلى المحكمة العليا، وقالت في التماسها إن المسيرة تشكل استفزازا للمسلمين عشية شهر رمضان، ومن المقرر أن تناقش العليا الالتماس في الساعات القادمة.
وفي حديث مع الشيخ كمال خطيب، رئيس لجنة الحريات، حول الاستفزازات الإسرائيلية الصارخة لمشاعر العرب والمسلمين، أشار إلى أن العربدة الإسرائيلية في القدس والاقصى، تتجبر في ظل حالة من الهوان والضعف العربي والإسلامي، مؤكدا أن ذلك لن يطول وأن الحق لا بد أن يعود لأهله.
وأضاف: “هناك جملة مشهورة للقائد المسلم أبو مسلم الخولاني قال فيها، ان كل قوم في اقبال دولتهم شجعان، أي المقصود حينما تكون الدولة قوية وصاحبة هيمنة تظهر مظاهر ذلك على افرادها مثل التحدي والعنفوان، وهذا ما يحصل عندما تتم الدعوة لشبيبة الأحزاب اليهودية على اختلافها، ليأتوا يرقصوا بالأعلام داخل القدس والأحياء الإسلامية، وفتح جرحنا من جديد تزامنا مع الليلة الاولى من ليالي رمضان، وبالتي فإن كل هذا الصلف يعكس ما عليه اسرائيل من قوة وجبروت، مقابل ما عليه العرب من هوان وتجبر للطواغيت والظلمة الذين يستعرضون قوتهم على شعوبهم وليس لاسترداد القدس التي ضيعوها وفرطوا فيها العام 1967”.
وأكد أن المظاهر الاحتفالية التي تنظمها المؤسسة الإسرائيلية بالقدس المحتلة وتجنيد الآلاف من عناصر الشرطة لحماية الاحتفالات واستعراض عضلاتهم، بالإضافة إلى اعلان نتنياهو الخميس الفائت عن القدس “عاصمة اسرائيل الموحدة والابدية” ورفضه الذهاب إلى مؤتمر باريس، كل هذا يعكس حقيقة تعامل ونظرة إسرائيل الساخرة لكل ما يقال عن مؤتمرات واجتماعات.
وتابع الشيخ كمال: “لا شك أن الواقع الحالي والنفاق والمصالح الدولية كلها عناصر تساعد في المضي بمشاريع المؤسسة الإسرائيلية لتهويد القدس والمسجد الاقصى المبارك”.
وحول الموقف العربي الرسمي مما يجري وإن كان ثمة دعوة لتحرك عربي!!
قال الشيخ كمال: “نحن لن نستغيث بأموات واقول إن هذه الأنظمة العربية بلا استثناء لا تستحق شرف تحرير القدس والمسجد الاقصى المبارك، فهي طاهرة لن يحررها الا اطهار شرفاء ولن يكسر قيدها الا شرفاء، لا يمكن ان يعيد لها حريتها عبيد، وعلى العبيد أن يحرروا انفسهم اولا لا ان يحرروا القدس”.
وتابع: “اؤكد أن شعبنا رغم كل الظروف التي تحيط به، فهو وحده المؤتمن على القدس والقضية الفلسطينية حتى تتهيأ الظروف، وانا أراها رأي العين وتختمر الان في المحيط العربي والاسلامي، فرغم كل ما يحصل لكن إن شاء الله النصر قادم، وهي مرحلة المخاض الذي من بعده الميلاد، هو الالم الذي سينفجر منه الامل، ما يحصل يراه البعض الام احتضار وانا اراه آلام مخاض، وحتما سينعكس ما يحدث في العالم العربي على القدس والأقصى، وقادة المؤسسة يدركون ان مآل الشعوب ان تنتصر وان مآل المجرمين والقتلة الى مزابل التاريخ، لذلك يسعون لاستغلال كل فرصة للإبقاء على الطواغيت أمثال السيسي وبشار الاسد وغيرهم من الطغاة، لذلك اقول إن شعوبنا هي المعول عليها وليس الحكام العبيد، وأنا على يقين أنه كما رحل الاحتلال الصليبي بعد 90 سنة عن القدس والاقصى، حتما ويقينا سيرحل الاحتلال الاسرائيلي عن مدينة القدس حتى لو مضى على ذلك 50 عاما”.
من جانبه عقّب السيد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا، في حديث إلى موقع “فلسطينيو 48” على الاحتفالات الإسرائيلية بذكرى احتلال القدس، قائلا: “هذا تاريخ صهيوني مصطنع وليس جزءا من تاريخ القدس وانما هو جزء من مشروع خطير يستهدف مصادرة هوية وتاريخ ومستقبل القدس، وهو بالمفهوم الموضوعي يشكل استفزازا لأبناء شعبنا الفلسطيني من خلال التلويح ببناء الهيكل الثالث واستفزاز الناس عشية شهر رمضان”.
وقلل من أهمية التحركات الدولية مضيفا: “نحن نتابع ما يشاع عن تحركات سياسية اقليمة وعالمية، ولكنها وإن وجدت فيها بعض نقاط الضوء المحدودة مثل ما يوجد في المبادرة الفرنسية، الا ان هذه التحركات لا تستجيب للحدود الدنيا لحقوق الشعب الفلسطيني وخاصة في مدينة القدس عاصمة فلسطين، حيث يجري تبني كبير للرواية الصهيونية المفتعلة والمصطنعة”.
ودعا بركة إلى التحرك العربي في مواجهة مخططات الاحتلال، وقال: “التسليم بما تقوم به اسرائيل هو خطير ليس لأنه مناف للمواثيق فقط، بل لأنه مناف لقواعد العدل الطبيعي المتعلق بحقوق الشعب الفلسطيني، وفي كونها مدينة محتلة منذ حزيران 67، نحن نتابع مطالب نتنياهو الوقحة بشأن المبادرة العربية وهو يطلب ان يجري التطبيع قبل الانسحاب، هذا في اعتقادي تمادي على الحقوق العربية وعلى تلك المبادرة التي كانت كريمة جدا مع اسرائيل، عندما اعطتها حق الاعتراض على أي تسوية لقضية اللاجئين، عمليا المبادرة العربية تحتوي عناصر هامة تتجاوب مع الحق الفلسطيني ولكنها تنتكس في موضوع حقوق اللاجئين ثم يأتي نتنياهو الان ليطالب حتى بتنازلات اكبر، الامر الذي يجب أن يقابل برفض مطلق وفهمنا ان هذا الرفض موجود، والمطلوب عمليا هو الاصرار بوجه العنجهية الاسرائيلية على الشرعية الدولية بكل قرارتها ابتداء من قرار 194 بشأن اللاجئين ووصولا الى قرار الاعتراف بفلسطين كدولة وعاصمتها القدس”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*