ما يخرق المراوحة اليومية في لبنان هو الهجوم الاميركي الصاعق على «حزب الله»، ويقال في بيروت ان العيون الاميركية العابرة للقارات، والعابرة للجيوب، اكتشفت كعب اخيل في الحزب فراحت تكيل الضربات.
الذين قرأوا قانون العقوبات الاميركي من المتعاطفين مع «حزب الله» لاحظوا «فظاعات النصوص». وانها اشد وقعاً من الصواريخ التي يباهي بها الامين العام حسن نصرالله، وتدمر كل المعمارية المالية للحزب.
البعث وصفوا القانون بالتسونامي، لكونه اثار الهلع لدى شخصيات ومؤسسات وافراد عاديين، ويقال ان الاعصار يزعزع اموالا تقدر بـ50 مليار دولار لو حدث هذا سيدخل لبنان في النفق المالي والمصرفي. واشنطن تقول ان هدفها محدد بدقة.
في السياق كان هناك شهادة لمساعد وزير الخزانة الاميركية لمكافحة الارهاب دانيال غلايزر امام احدى لجان الكونغرس، جاء فيها ان حكومة بلاده عازمة على تنفيذ قانون العقوبات ضد «حزب الله»، لكن بما يعني الحفاظ على قوة النظام المالي وسلامته في لبنان.
اضاف «لا نستهدف اي مكون او طائفة، بل مجموعة واحدة هي حزب الله»، ليشير الى ان «الولايات المتحدة فرضت عقوبات على اكثر من 100 شخصية تنتمي الى الحزب».
مشاريع في الكونغرس
لكن بموازاة كلام غلايزر، حملت اخبار واشنطن كلاما عن مشاريع تقدم بها السيناتور جون شاهين وتتعلق بدعوة الاتحاد الاوروبي لاعتبار «حزب الله» منظمة ارهابية بالتزامن مع لائحة جديدة لوزارة الخزانة.
مثل هذه القوانين تبدأ بخبر بسيط سرعان ما يشق طريقه
الى تلة الكابيتول ويتحول الى قانون بأسنان حادة.
عمليات تطبيق القانون وارتداداتها السياسية والمصرفية، كانت جزءاً من محادثات الجمعة بين الرئيسين نبيه بري وتمام سلام، واتفاق على معالجات هادئة في انجاح احتواء العلاقات المتوترة بين «حزب الله» والمصرف المركزي.
غير ان الحزب يذهب بعيداً في تفسير ابعاد القانون، وانه في الكواليس كلام: «بعد داعش» «حزب الله».. وهو الكلام اياه الذي يقول ان التسوية في سوريا لن تتحقق الا بتقرير مصير هذين التنظيمين.
الحريري والمحرقة الإيرانية
الى ذلك، وفي الاطلالة الرمضانية الثانية، حمل رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على «حزب الله»، مشيراً الى انه «دفع بنفسه الى حرب مجنونة بطلب من إيران ودفاعاً عن بشار الأسد في وجه شعبه، ويغامر بتدخل في اليمن والبحرين والعراق، ويمنع اكتمال النصاب في المجلس النيابي لانتخاب رئيس».
ورأى «ان هذا الواقع كبد لبنان المئات من القتلى والآلاف من الجرحى، ووضع بلدنا في مواجهة الاجماع العربي مما انعكس تراجعاً في عدد السياح والمستثمرين»، مضيفاً انه وضع شاذ ومؤقت لان غالبية اللبنانيين ومن كل الطوائف، يتمسكون بانتمائهم الى العروبة والى الاجماع العربي».
وندد الحريري ب «المحرقة الايرانية»، مشدداً على ان اللبنانيين يرفضون تدخل ايران في اي دول عربية، ويرفضون، وان كان رفض بعضهم صامتاً، ان تستخدمهم ايران حطباً للنيران السورية وللفتن المتنقلة.
فرنسا والتعقيدات اللبنانية
بموازاة ذلك، واذ تتردد معلومات حول جهود بعيدة عن الضوء تقوم بها باريس مع عواصم عربية واقليمية ذات صلة بالشأن اللبناني، في موضوع الاستحقاق الرئاسي، توقفت الجهات الرسمية عند وصف وزير الخارجية جان رمارك ايرولت للوضع اللبناني ب «الصعب للغاية» لا سيما مع وصول عدد النازحين السوريين الى %40 من عدد اللبنانيين وهو «رقم قاتل».
المراوحة حتى طاولة الحوار
كل شيء يراوح مكانه الآن بانتظار طاولة الحوار في 21 يونيو، حيث من المتوقع ان يركز بري على «السلة المتكاملة» التي تبدأ باقرار قانون للانتخاب.
ولاحظ بري ان الانتخابات البلدية عرّت القوى السياسية الى حد استخدام التعبير العامي «هرهرت».
الى ذلك وصف وزير الشؤون الاجتماعية رشيد دباس الوضع السياسي بأنه في «حالة عقم مخيفة».
وقال «ان طرابلس لم تعد تحتمل تطرفاً، وليس هناك سوى الرئيس الحريري باستطاعته لجم التطرف، لكونه منفتحاً على الطوائف كافة، وهو ليس حالة تختصر بنتائج انتخابات، بل يشكل حالة عامة للاستقرار والاعتدال، وكل من يحاول تقليص حجمه ودوره لن ينجح».
من جهة اخرى، كشف وزير العدل المستقيل اشرف ريفي عن «وسطاء خير بيني وبين الرئيس الحريري، ويجب ان نلتقي ونعود الى ثوابت الرئيس رفيق الحريري».