يشكّل شهر رمضان المبارك موسماً مهماً لشركات الحج والعمرة، التي يتهافت عليها الناس بشكل كبير خلال هذه الفترة بهدف أداء مناسك العمرة.
ولكن يبدو أن الطلب هذا العام فاق كل التوقعات، وهو ما أدى إلى رفع الأسعار بشكل جنوني، إذ يشير خبراء لـ «الراي» إلى أن تكلفة الغرفة الواحدة في أحد الفنادق المطلّة على الحرم المكي تصل إلى 4 آلاف دينار خلال العشر الأواخر!
قد يرى البعض أن المبلغ كبير (وهو كذلك بالفعل) لشريحة كبيرة جداً من الناس، لكنه في المقابل يبدو عادياً وبسيطاً بالنسبة لشريحة أخرى، على الرغم من أنه يفوق تكاليف رحلة الحج للفرد.
ولدى استطلاع آراء ذوي الخبرة في ميدان الحج والعمرة والسفر، يؤكد هؤلاء أن الإقبال هذا العام زاد عن رمضان الماضي بل وفاق التوقعات، لافتين في الوقت ذاته إلى أن الغالبية العظمى من أهل الديرة لا تفضل أداء العمرة في العشرة الأواخر نظراً لغلاء الأسعار.
الزعبي
يقول الرئيس التنفيذي، والمالك لشركة أركان العالمية لتنظيم رحلات العمرة، أيمن الزعبي، إن الإقبال على العمرة خلال العشر الأواخر من شهر رمضان الحالي فاق التوقعات نظرا للإقبال الشديد خصوصا من خارج دولة الكويت، إذ إن غالبية حجوزات الراغبين بأداء هذه الشعيرة جاءت من قطر والإمارات على حساب الحجوزات المحلية.
ويضيف أن الكويتيين يفضلون العمرة خلال العشرين الأول والثاني، خصوصا فترة الأسبوع الأول، حرصا على عدم تفويت حفلة القرقيعان في منتصف رمضان، مشيراً إلى الإقبال زاد عن العام الماضي لأسباب تعود بدرجة أساسية إلى المرونة الكبيرة التي تبديها السلطات السعودية في منح التأشيرات لغير الخليجيين.
ويؤكد الزعبي أن شركته التي يعتبرها الوريث الشرعي لشركة مشاعر، هي الوحيدة في الكويت التي تنشط في استقبال طلبات الحجز للعمرة والحج من خارج دولة الكويت، خصوصا من الإمارات العربية المتحدة وقطر والمغرب وتركيا.
ويؤكد أن نحو 90 في المئة من الفنادق في مكة المكرمة تبيع حجوزات العشرة أيام الأخيرة من رمضان كاملة، وليست مجتزأة، لافتاً إلى أن هذا الأمر يوافق القطري والإماراتي ولا يوافق الكويتي، بسبب غلاء سعر الحجز في تلك الفترة.
وفيما يشير الزعبي إلى ان المعتمر القطري أو الاماراتي يفضلون الذهاب إلى المدينة المنورة خلال العشر الأواخر، يشدد على أن نحو 10 وربما 20 في المئة فقط من الكويتيين يرغبون بذلك.
وعن الأسعار يبين الرجل أن أسعار الفنادق في تلك الفترة تكون أعلى من السعر وقت الحج، موضحا أن سعر الغرفة في فندق 5 نجوم تتراوح ما بين 200 إلى 400 دينار في الليلة الواحدة، شاملاً الفطور والسحور، على أن تكون الحجوزات لمدة 10 أيام، في حين أنها تتراوح أسعار الغرف نفسها في الأيام العادية ما بين 50 إلى 100 دينار للغرفة الواحدة مع وجبة فطور.
وبمقارنة أسعار الفنادق في رمضان الحالي مع العام الماضي، يؤكد الزعبي أن الاسعار زادت بنسبة 30 في المئة للغرفة الواحدة في فنادق الخمس نجوم.
كبشة
من ناحيته، يتفق المدير العام في شركة سفريات مساعد الصالح، كمال كبشة، مع الزعبي لجهة عدم رغبة الكثير من الكويتيين في أداء العمرة خلال فترة العشر الأواخر من شهر رمضان، لأسباب أبرزها غلاء الأسعار، منوها بأن الكويتيين هم رقم واحد بالنسبة إلى حجوزات الفنادق في منطقة الحرم بشكل عام على مدار السنة.
ورأى أن هناك عوامل عديدة ساهمت في زيادة الإقبال على العمرة هذا العام، وأهمها انتهاء بعض أعمال التوسعة داخل وخارج الحرم المكي، وفتح أبواب كانت مغلقة بسبب التوسعات (بوابة الملك عبدالله) الى جانب غياب أي حديث عن أمراض التي كانت تثير رعباً خلال السنوات القليلة الماضية.
ويشير الى أن الفنادق في مكة المكرمة كلها «فل» خصوصا المطلة على الحرم المكي، والأسعار متفاوتة بين تلك الفنادق والفنادق الأخرى ذات المستويات المختلفة، فمثلا هناك زيادة في أسعار فنادق الخمس نجوم بنسبة تصل الى 10 في المئة، بالنسبة الى الفنادق القريبة من الحرم، بينما تلك الاسعار تنخفض كلما كانت الفنادق أبعد عن الحرم، مشيرا الى أن جميع الفنادق في منطقة الحرم «فل».
وأفاد كمال كبشة بأن تكلفة الفرد الواحد في فترة العشر الأواخر تتراوح بين 1400 إلى 2500 دينار للشخص الواحد، في غرفة لشخصين.
ويضيف أن هناك عدداً من الفنادق الجديدة دخلت الخدمة خلال الأشهر الأخيرة، وساهم دخولها في تخفيض الأسعار، خصوصا تلك غير المطلّة على الحرم المكي.