«أنا لها ولكل عظيمة»، هذا المثل ينطبق على إبراهيم الضفيان، الذي استقبل الموت مقبلا غير مدبر، لنجدة جيرانه من حريق كاد يتلهم الأخضر واليابس، منقذا أسرة تتكون من نساء وأطفال، ليسقط بعدها أرضاً ويتوفاه الله.
صرخات الجيران دفع زيد الضفيان للتوجه مع ولده إلى مطبخ منزل جيرانه، الذي شبت فيه النار. عن هذا الموضوع قال زيد : «دخلت مع والدي منزل جيراننا بعد مكالمة هاتفية لوالدتي في المنزل خرجنا على إثرها لنجد مطبخ محترق ودخان كثيف».
وأضاف: «كان والدي يقوم معنا بنفس الدور ويطفئ الحريق في المطبخ بعد أن أمن الأطفال والنساء في المنزل ليتم السيطرة على الحريق وإخماده».
لكن عند وصول الدفاع المدني، وخروج زيد ووالده، تفاجأ زيد بسقوط والده على الأرض نتيجة اختناقه جراء الدخان، الذي خنق المنزل. وقال عن هذا: «عند الذهاب لأحد المستوصفات القريبة حاول الطبيب إنعاش قلبه المتوقف لكنه توفي رحمه الله».
ابنه الأكبر مبارك يرى أن والده قدم روحه في سبيل النخوة والفزعة وهو ليس بمستغرب فوالده يحب الخير للناس رغم وجود أبنائه إلا أنه لم يركن للراحة والجلوس.
الضفيان الذي عمل في هيئة الرياضة منذ سنوات، شهد له العديد من زملاء العمل بنبل أخلاقه وشهامته.
قال ناصر الحميدي : «زميلي الضفيان مات بنبل وشرف وشهامة. لم يبخل في فزعته تجاه جاره أو يوكلها لأحد أبنائه بل قام بها بنفسه وهذا نبل وشهامة عاش عليها في جميع تعاملاته معنا».
منصور بن عبيد، صديق الضفيان في العمل، هو الآخر قال: «ما فعله إبراهيم لم يكن غريبا عليه فهو دائما يسبق الناس لفعل الخير والفزعة له».