اصطبغت زيارة ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للولايات المتحدة الأمريكية، التي بدأها اليوم الإثنين، بالطابع الاقتصادي، نظراً لطبيعة الوفد الذي رافقه في الزيارة، والذي ضم عدداً من كبار الاقتصاديين في المملكة.
وتوقّع الخبير الاقتصادي والعسكري السعودي “علي التواتي”، أن يتصدر الجانب الاقتصادي الزيارة بثلاثة ملفات رئيسة هي: توطين تكنولوجيا صناعات عسكرية، والاستفادة من الخبرات الأمريكية في مجال الضرائب، إضافة إلى الخبرات والتعاون في مجال الطاقة والنقل والبنية الاساسية.
وقال التواتي، في تصريحات إعلامية، إن السعودية لديها استثمارات بنحو تريليون دولار في الولايات المتحدة، بين استثمارات حكومية وأخرى خاصة.
وأضاف، أن السعودية لديها تعاون سابق مع الولايات المتحدة في مجال الصناعات العسكرية، وكانت تتضمن عقود استيرادها للأسلحة والطائرات من الولايات المتحدة شرطاً بنقل التكنولوجيا وجزء من المعرفة الخاصة بالصناعة، ما أدى إلى وجود شركات صناعات الكترونية متقدمة في مجال أنظمة وتوجيه الصواريخ بشراكة بين البلدين، وأصبح لدى هذه الشركات عملاء كبار.
وتابع، “المملكة تود ألا تكون مستهلكا فقط.. بل تجذب الخبرات والمعرفة والتكنولوجيا للتصنيع محلياً”.
وذكر أن المحور الثاني، الذي من المتوقع أن تركز عليه زيارة ولي ولي العهد، هو الاستفادة من الخبرات الأمريكية في فرض الضرائب المختلفة بحكم عدم خبرة السعودية فيها، لعدم وجود أنظمة ضرائب في المملكة معمول بها.
أما الملف الاقتصادي الثالث بحسب الخبير، فيرتبط بالطاقة والنقل والبنية الأساسية، وقال بشأنه: “السعودية لا تطلب معونات بل تعاونا مشتركا، وهو ما برز في اعتماد الرياض من مرحلة الدراسات لرؤية 2030 وبرنامج التحول الوطني 2020 على شركتين أمريكتين هما ماكينزي وبوسطن جروب”.
وكانت الحكومة الأمريكية كشفت مطلع يونيو/ حزيران الجاري، أن جملة حيازة السعودية من الأوراق المالية الأمريكية بلغت 184 مليار دولار حتى يونيو/حزيران 2015، بتراجع 10 مليارات دولار عن يونيو/ حزيران 2014.
ويضم الوفد وزير المالية السعودي إبراهيم العساف، ووزير التجارة والاستثمار ماجد القصبي، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء محمد آل الشيخ رئيس هيئة سوق المال سابقا)، ورئيس الهيئة العامة للترفيه أحمد الخطيب رئيس شركة جدوى للاستثمار سابقاً، والمستشار في أمانة مجلس الوزراء محمد الجاسر محافظ البنك المركزي سابقاً.
ويضم الوفد أيضاً المستشار في الديوان الملكي المشرف العام على مكتب وزير الدفاع فهد بن محمد العيسى، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن فياض بن حامد الرويلي، والمستشار في الديوان الملكي محمد بن ابراهيم الحلوة، والمستشار في الديوان الملكي رأفت بن عبدالله الصباغ.
وبحسب برنامج التحول الوطني المعلن عنه، الإثنين الماضي، تنوي السعودية فرض ضرائب القيمة المضافة وضرائب على التبغ والمشروبات الغازية وضرائب دخل على الأجانب المقيمين في البلاد.
ووافق مجلس الوزراء السعودي الإثنين الماضي، على برنامج “التحول الوطني” أحد برامج “رؤية المملكة العربية السعودية 2030″، ويشمل البرنامج 543 مبادرة بتكلفة إجمالية 268 مليار ريال (71.5 مليار دولار).
وأعلنت السعودية في 25 أبريل/ نيسان الماضي رؤية اقتصادية لعام 2030، تهدف إلى خفض اعتمادها على النفط الذي يشكل المصدر الرئيس للدخل.
الرياض – إرم نيوز