ما قبل عصر النفط وإنشاء الجمعيات الخيرية يحضر الأب في نهاية رمضان ميزانه من الدكان فيزن زكاة الفطر، وكانت عادة تمرا أو قمحا أو أرزا.
الأب يزن بالميزان والأم تطلب من الأولاد أن يوزعوها حسب طلبها.
الأب والأم والأولاد فرحون مستبشرون، ويحضر مع أولاد الأسرة أولاد الجيران يشاركونهم الفرحة، فكل بيت يأخذ دوره لاستعمال الميزان، وأولاد الحي ذكورا وإناثا يتبعون الميزان من بيت الى بيت، كل يأخذ دوره في بهجة ومسرة.
أما في زماننا الحاضر فإن رب الأسرة يعد أفراد أسرته بينه وبين نفسه، ثم يخرج زكاة الفطر نقودا يدفعها إلى إحدى الجمعيات الخيرية، والأولاد والزوجة أصبحوا لا يعرفون إن كانت هناك زكاة فطر.
أنا لا أعترض على دفع الزكاة نقدا، لكن بشرط إظهار الشعيرة.
ربما بعض الحجة أن بعض مستحقي زكاة الفطر هم من العمال الفقراء فلا يستفيدون من زكاة الفطر المعتادة لأنهم لا يطبخون.
ومجمل القول ان الشريعة تسمح بإخراج زكاة الفطر من سائر قوت أهل البلد، وهو أمر يصلح لكل زمان وكل مكان.