من الملازم أول في مركز أمني حساس، إلى ثلاثة أخوة ضباط في وزارة الداخلية، رائد يعمل رئيس مخفر في العاصمة، وملازم أول يعمل ضابط مخفر، وضابط اختصاص، وعسكري في وزارة الدفاع، «نجوم» في «التزوير» و«نجوم» على الأكتاف، نسجتها قضايا التزوير في الجنسية الكويتية، فبات السوري بمبلغ من المال كويتياً بالتأسيس، وتحول أبناؤه الى ضباط يحمون الأمن ويسهرون عليه، وهم يعلمون انهم «مزيّفون».
قصة أخرى من قصص التزوير، التي قال عنها وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح أنها كثيرة، وأن العين الأمنية لها بالمرصاد، فيما شخّص النائب الدكتور عبدالله الطريجي الحالة بأن هناك الآلاف من الكويتيين المزيفين.
مصادر أمنية قالت إن معلومات وردت الى إدارة البحث والمتابعة التابعة للادارة العامة للجنسية ووثائق السفر، تفيد بوجود شخص من أصل سوري اصبح كويتيا بالتأسيس.
وأضافت أن «الكويتي المُزيّف» استشعر الخطر وأحس بان هناك تحريات تدور حوله عن كيفية حصوله على الجنسية الكويتية ففر مغادرا البلاد، واستكملت إدارة البحث والمتابعة تحرياتها وتوصلت الى أن كويتيا يدعى (ع.خ) اتفق مع السوري (ح.م) على أن يدلي المتهم الأول ببيانات مزيفة وغير صحيحة لدى الإدارة العامة للجنسية ووثائق السفر، تحوّل السوري الى كويتي بالتأسيس، باعتبار أنه شقيق الكويتي من أبيه، وحصل ذلك في العام 1975 وبالفعل حاز السوري على جواز سفر كويتي باسم (ح.خ) وتمتع بكل مزايا الجنسية الكويتية.
وأفادت التحريات، وفقا للمصادر الى أن للكويتي المزيّف شقيقاً وشقيقة يقيمان في الكويت، وعلى ذلك تم تجهيز ملف كامل بالقضية مدعم بالمعلومات والبيانات الموثقة ورُفع الى نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد، الذي أوعز الى وكيل وزارة الداخلية المساعد لشؤون الجنسية والجوازات اللواء الشيخ مازن الجراح متابعة القضية، فأعطى أوامره بضبط المتهمين.
وتابعت المصادر: تم تشكيل فرقة من رجال مباحث الجنسية تكون مهمتها جمع مزيد من التحريات اللازمة، تمهيداً لضبط الجناة بعد معرفة اماكنهم، حيث تم استصدار إذن من النيابة العامة وانتقلت قوة من رجال مباحث الجنسية الى منطقة الجليب حيث سكن شقيق السوري فتم ضبطه وبمواجهته بما اسفرت عنه التحريات اقر بصحتها وافاد بأن الكويتي المزور شقيق له من ابيه السوري، كما تم ضبط الشقيقة وبمواجهتها بما اسفرت عنه التحريات اكدت صحتها وافادت بأنها شقيقة الكويتي المزور من اب سوري.
وقالت المصادر أن التحريات توصلت الى أن السوري الذي أصبح كويتياً بالتأسيس لديه ابناء غالبيتهم يعملون في وزارة الداخلية، من بينهم ضابط برتبة رائد ويعمل رئيس مخفر في محافطة العاصمة، وآخر برتبة ملازم أول يعمل ضابط مخفر، وثالث ضابط اختصاص خريج اكاديمية سعد العبدالله، كما لديه ابن يعمل عسكرياً في وزارة الدفاع، والباقون يعملون في مركز حساسة بوزارة النفط.
وقالت المصادر إنه تم ضبط الجميع، وعلى رأسهم الأب المزيف الذي تمتع بمزايا مالية دون وجه حق تؤمنها الجنسية الكويتية، منها الوظيفة والحصول على قرض زواج، وسكن وخدمات صحية وتعليم وسوى ذلك من مميزات يحصل عليها المواطن الكويتي، وأحيل المتهمون جميعا الى سرايا النيابة بعد تقييد قضية حملت رقم 21/ 2016 جنايات الجنسية بناء على تزوير في محررات رسمية.