مع كل دفعة قبول جديدة تدخل جامعة الكويت في دائرة الأزمة، كونها باتت متخمة بأعداد هائلة من الطلبة فوق طاقتها الاستيعابية التي لا تتجاوز 25 الف طالبا وطالبة، بينما تجاوزت أعداد المسجلين 40 الفاً للعام الدراسي المقبل، ليفرض التساؤل نفسه: كيف تستطيع الجامعة توفير شعب دراسية تكفي لهذا العدد؟
وكشفت آخر احصائية رسمية صادرة عن مكتب نائب مدير الجامعة للتخطيط عن أن عدد الطلبة المقيدين بالجامعة للعام الدراسي 2015/2016، بلغ 37978 طالبا وطالبة، بينما تخرج 5037 طالبا وطالبة، وبالتالي مع التحاق 6669 طالبا وطالبة مستجدين للعام 2016/2017 سيتجاوز عدد الطلبة 40 الفا.
وقبلت الجامعة قبل ايام 6669 طالبا وطالبة للالتحاق بكلياتها مقسمين على فصلين، حيث سيلتحق بالجامعة في الفصل الدراسي الاول 5913 طالبا وطالبة، وفي الفصل الثاني 755، بينما كان قد تقدم للجامعة 7277 طالبا مستوفيا للشروط، الا ان بعضهم التحق بالبعثات الداخلية والخارجية وآخرون تم رفضهم.
وجاء رفض بعض الطلبة من المتقدمين للجامعة رغم استيفائهم للشروط بسبب عدم اختيارهم لكل الرغبات في التخصصات الدراسية المتاحة أمامهم، بالتالي كان يحق للادارة الجامعية ان ترفضهم في حال لم يكونوا ذوي اولوية في القبول في التخصصات التي اختاروها، اذا كان هناك من يسبقهم بالمعدل المكافئ والرغبات، الا ان هذه اللائحة ايضا لم تستطع انقاذ الجامعة من قبول عدد اقل.
مصادر مطلعة أبلغت القبس أن «الجامعة بلغة الارقام لا تستطيع قبول اي طالب جديد كونها فاقت طاقتها الاستيعابية» الا ان حلولا ترقيعية كانت ترفع بعض الشيء من طاقتها كاقرار التدريس بالعبء الاضافي للاساتذة، كبديلا للحل الجذري في تعيين كوادر تدريسية.
ولما كان هذا الحل مكلفا على الميزانية لم يكن من الذكاء الاستمرار به في ظل سياسة تقشف تتبعها كل المؤسسات الحكومية فلم يعد بإمكان الجامعة البقاء مستثنية عن القاعدة، كون المخصصات المالية للاعباء الاضافية كانت مرتفعة، خاصة وان الجامعة لم تستطع تعيين كادرا تدريسيا يفي باحتياجاتها من الشعب الدراسية بكلفة اقل، فكان الحل تخفيض العبء الاضافي من مقررين لكل استاذ الى مقرر واحدا، لتتفاقم ازمة توفير الشعب الدراسية، بينما التوقعات تسير باتجاه الغاء العبء الاضافي للتدريس بالكامل.
الى ذلك، كشفت تغريدات طلاب من مختلف الكليات بالجامعة عن ازمة في الشعب الدراسية لدى تسجيلهم للمقررات في الفصل الدراسي الاول بينما اعلن اساتذة عبر حساباتهم في «تويتر» عن استعدادهم للتطوع في حال لم تستطع الجامعة توفير الشعب اللازمة بالتدريس من دون مقابل، لكن مسؤولين عن اعداد الجداول الدراسية في بعض الكليات، اعلنوا عبر حساباتهم في معرض ردودهم على الطلبة ان هناك شعباً ستتحول الى «مختلطة» للاناث والذكور نظرا للحاجة، بينما استغربت مصادر «لماذا الالتفاف والقانون صريح ويسمح بالشعب المختلطة؟»