لم تعد الحوادث المتكررة على الطرقات السريعة بسبب الماشية والإبل في المناطق البرية حالات فردية بل أضحت مشكلة مزمنة ومؤرقة تحصد الأرواح وتخلف الجرحى والأضرار وتستوجب حلولا ناجعة بتضافر الجهات المعنية.
ولعل أكثر الحوادث المتعلقة بترك الإبل ترعى وتذهب حيث تشاء (تسيب) تشهدها طرقات كبد والمطلاع والصبية والعبدلي والسالمي والملك فهد السريع.
ويمكن القول إن هذه المشكلة متعددة الأضلاع لا تقتصر على مسألة ترك رعاة الإبل والماشية حلالهم طليقا في تلك المناطق الخطيرة بل تتعداها إلى لزوم ضمان السلامة على جوانب تلك الطرقات ومداخلها ومخارجها وانتشار نقاط أمنية وطبية أو النجدة السريعة وصولا إلى تأمين الإضاءة على مسار الطرقات لتوفير الرؤية ليلا.
وأيضا ينبغي لحل هذه المشكلة تقيد رعاة الماشية والإبل بالقوانين المرعية وعدم ترك إبلهم وماشيتهم سائبة تجنبا لأي حوادث مرورية مؤسفة وتأمينا لسلامة قائدي المركبات ومرافقيهم وإبلاغ المخافر المختصة بوقت عبور تلك الإبل والماشية حتى يتسنى اتخاذ الإجراءات اللازمة حفاظا على الأرواح والممتلكات.
وكانت الهيئة العامة للزراعة والثروة السمكية بالتعاون مع بلدية الكويت ولجنة إزالة التعديات قد وضعت خريطة الرعي وحددت الأماكن المسموح الرعي فيها للحيلولة دون وقوع مثل هذه الحوادث المؤسفة.
وعادة ما تتم مصادرة الحلال الموجود في الأماكن الخارجة عن حدود خريطة الرعي وحجزه وتحرير مخالفات على أصحاب الحلال لكن تلك الحوادث تتكرر بسبب إهمال الرعاة وخروجهم عن خارطة الرعي.
ولدى دوريات الإدارة العامة للمرور ودوريات الإدارة العامة لشرطة النجدة ودوريات مديرية أمن محافظة الجهراء ومديرية أمن الأحمدي تعليمات بتشغيل الفلاشر وإغلاق الطريق عند مشاهدة الإبل والماشية تتجاوز الطرق الرئيسية على أن يتم فتح الطريق بعد عبورها.
ويهدف هذا الإجراء إلى الحيلولة دون وقوع حوادث والقضاء على الاختناقات المرورية والمحافظة على سيولة حركة سير السيارات على هذه الطرق والأماكن المحظور الاقتراب منها.
ويعتبر طريق السالمي من أطول خطوط سير السيارات في دولة الكويت حيث يبلغ طوله ابتداء من الدائري السادس المقابل لمنطقة الجهراء وصولا حتى نهاية الطريق عند مركز السالمي الحدودي المحاذي للحدود السعودية نحو 120 كيلومترا.
وتجنبا لمثل هذه الحوادث دعا مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام الأمني بوزارةالداخلية العميد عادل الحشاش جميع قائدي المركبات من المواطنين والمقيمين إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة دائما على الطرقات السريعة أو غيرها والحفاظ على مسافات كافية بين كل مركبة وأخرى والتقيد بحدود السرعة مع ضرورة استخدام حزام الأمان في جميع الأحوال والظروف لتجنب آثار التصادم على الطرقات.
وأكد العميد الحشاش في تصريح لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) اليوم الاثنين على الجميع في حال الضرورة عدم التردد في الاتصال على هاتف الطوارئ (112) للابلاغ عن أي حوادث أو حالات عرقلة لحركة السير.
وبين أن هاتف الطوارئ يعمل على مدار الساعة لتقديم جميع المساعدات الأمنية أو المرورية والإنسانية متمنيا للجميع السلامة والقيادة الآمنة على الطريق.
بدوره أكد مدير إدارة العلاقات والإعلام في الادارة العامة للاطفاء العقيد خليل الامير ل(كونا) حرص (الإطفاء) على سلامة الأرواح والممتلكات في البلاد.
ودعا العقيد الأمير قائدي المركبات جميعا إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر في كافة الأحوال وعلى جميع الطرقات سواء الداخلية أو الخارجية وعدم استخدام الهواتف الذكية أثناء القيادة حرصا على سلامتهم.
في السياق رأى الأمين العام لاتحاد المحامين العرب المحامي الكويتي دوخي الحصبان في تصريح ل(كونا) أن حوادث الإبل السائبة التي تعترض طريق السيارات في الطرق السريعة في البلاد لا تعتبر ظاهرة حتى الآن.
وقال الحصبان إن كل مواطن متضرر لديه كامل الأحقية في رفع قضية على ملاك الإبل التي اعترضت طريقه وخلفت الأضرار بأي نتيجة كانت والجهات القضائية ستبت في أمره.
وعن أبرز الحلول والاقتراحات التي تحد من ظاهرة الإبل السائبة في مختلف مناطق البلاد أوضح أن أهم الحلول هو فرض الوسم على الإبل والتعريف بها وتقديمها في المختارية او المحافظة لتكون مثل بطاقة هوية للابل أو للتعريف بها ويمكن تحديد مالكها خصوصا في حالة وقوع حوادث تصادم.
وأضاف أن “الوسم” يسهل على الأجهزة الأمنية المختصة التعرف بسهولة على ملاك الإبل السائبة أي التي يتركها أصحابها من دون مراقبة فتسير بجوار الطرق وتعرض مستخدميه للخطر.
وأكد ضرورة وضع إجراءات رادعة في مختلف المناطق بهدف تقليل نسبة الحوادث حتى معالجة هذه المشكلة والتي لها تبعات سلبية كبيرة تجاه المجتمع لناحية الخسائر في الأرواح والممتلكات.