جريدة الحقيقة الإلكترونية
يبدو أن انخفاض أسعار النفط ومرحلة التقشف الحكومي التي تمر بها البلاد أتت بنتائج عكسية إيجابية على قطاع السياحة والسفر الجوي بشكل غير متوقع، فعلى الرغم مما تمر به الكويت من مراحل تقشفية تسعى فيها الحكومة لخفض الإنفاق العام على مختلف قطاعات البلاد، لا سيما بعد أن هبط سعر برميل النفط في العام الماضي 2015 إلى ما دون الـ 20 دولارا للبرميل، إلا أن المواطنين والمقيمين في البلاد مازالوا مستعدين لقضاء صيف هذا العام وإجازة العيد خارج البلاد.
أشار مدير إدارة النقل الجوي سامي خالد عيد، إلى أن نسبة النمو السنوي في حركة رحلات مطار الكويت الدولي تتراوح بين 6 و%8 سنويا وهي نسبة ثابتة منذ ما يقارب الـ 10 أعوام، ويستمر هذا النمو خلال العام الحالي 2016 ليصل عدد الرحلات الجوية في المطار خلال أيام العشر الأوائل من شهر رمضان إلى 2.659 رحلة خلال هذه الفترة فقط.
وجهات صيف 2016
تختلف الآراء حول الوجهة السياحية المفضلة للمواطنين والمقيمين كل عام، وتخلتف الرغبات والتفضيلات على أساس عوامل تحددها الظروف الاقتصادية أو السياسية العالمية، إلا أن حجوزات المسافرين هذا العام شكلت خطوطا رئيسية مختلفة عن الأعوام السابقة، فبرزت الأسباب الأمنية هذا الصيف لتسيطر على الوجهات الأكثر أمنا واستقرارا، بينما الأحداث الاقتصادية هذا العام جذبت محط اهتمام العديد من السياح الكويتيين والمقيمين في اختيار وجهاتهم، خاصة بعد أن تراوحت أسعار تذاكر أوروبا هذا الصيف بين (200 و450 ) دينار كويتي للفرد.
بالنسبة لترتيب الوجهات المفضلة للعام الحالي على أساس حجوزات المسافرين لصيف 2016 فإن لندن سيطرت على أعلى قائمة وجهات السفر المفضلة لدى المواطنين بعد أن قامت السفارة البريطانية في الكويت هذا العام بتفعيل إجراء الحصول على الفيزا «إلكترونيا» دون اضطرار المواطنين الذهاب إلى مكاتب الحجوزات لاستكمال إجراءات السفر هناك، هذا الأمر شكل عاملا أساسيا في استقطات الكثيرين من المسافرين الذين يرغبون بقضاء عطلة الصيف بعيدا عن أجواء الحرارة الشديدة في البلاد.
وبالنظر إلى العوامل المتعددة التي دفعت بـ «لندن» لتكون وجهة الكويتين المفضلة هذا العام، كانت أهمها الأحداث الأخيرة التي شهدت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي خاصة مع المؤشرات العديدة التي تؤكد أن قطاع السياحة في لندن هذا العام سيشهد انتعاشة مختلفة عن الأعوام السابقة بعد تأثر سعر الجنيه الاسترليني وتوقعات بانخفاض سوق العقار، لا سيما وأن نسبة عقارات الكويتيين في لندن وحدها تصل إلى %58.
تركيا
بعد أن كانت تركيا تتصدر أولى الوجهات الأكثر إقبالا عليها من قبل %80 من المواطنين و%20 من المقيمين في البلاد خلال العام الفائت 2015، تراجعت تركيا هذا العام لتصبح في المركز الثاني نتيجة لموجة العنف الارهابية التي تعرضت لها البلاد هناك، وإذا كانت التفجيرات الإرهابية التي عصفت بتركيا خلال هذا العام تسببت في تراجع حجوزات المسافرين إليها من الكويت، فإن أحداث التفجير الإرهابي الأخير الذي شهده مطار أتاتوتورك قد يؤدي في المسقبل القريب إلى خروج تركيا من قائمة السياحة ليس فقط على الصعيد الكويتي وإنما أيضا على الصعيد العالمي. فمن خلال استفسارات عدة مع مكاتب حجوزات السفر والسياحة بعد الأحداث الإرهابية التي شهدها مطار اتاتورك، انقسمت ردود أفعال المسافرين من الكويت إلى تركيا إلى قسمين أولهما قام بإلغاء حجوزات سفره بشكل سريع مع مكاتب السفر ما تسبب بخسارة غير متوقعة لهذه الشركات، فيم قام القسم الثاني من المسافرين بانتظار ما يمكن حدوثه خلال الأيام القليلة المقبلة.
ألمانيا (دول الشنغن)
تحتل ألمانيا المرتبة الثالثة في تفضيلات الوجهات لدى الكويتيين، خصوصا أنها من الدول الموقعة على اتفاقية شنغن التي ألغت فيها الدول المشاركة كل الحدود البرية، حيث يمكن للحاصلين على الـ«فيزا» إمكان التنقل بين هذه الدول مثل «النرويج، سويسرا، بولندا وغيرها من الدول التي يصل عددها إلى 26 دولة». وعلى الرغم من بعض الأرقام التي أشارت إلى أن ألمانيا هي الوجهة الأولى للكويتيين هذا العام، فإن الكثير من المسافرين المتجهين إلى ألمانيا يصلون لها كـ«ترانزيت» وذلك للتنقل بين دول الـ«شنغن» والشهيرة بمساحاتها الطبيعية وأريافها البعيدة عن المدن.
