قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الحكومة بحاجة لاستخلاص الدروس من الأخطاء التي صاحبت استعداد بريطانيا للمشاركة في غزو العراق، في أول رد مبدئي له على صدور نتائج تحقيق طال انتظاره بشأن الحرب.
وأضاف كاميرون في إشارة لتقرير تشيلكوت «أعتقد أن أهم ما يمكننا فعله هو أن نتعلم حقا الدروس من أجل المستقبل.. والدروس التي تم استخلاصها واضحة للغاية».
من جهته، أكد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق توني بلير اليوم أنه تصرف بما فيه ‘أفضل مصلحة’ لبريطانيا بعدما وجه تقرير لجنة التحقيق في حرب العراق انتقادات قاسية لكيفية إدارته اجتياح هذا البلد عام 2003.
وقال في بيان أصدره مكتبه ‘سواء وافق أشخاص أو عارضوا قراري دخول الحرب ضد صدام حسين، لقد اتخذته بحسن نية وبما رأيت أن فيه أفضل مصلحة للبلاد’.
وتابع بلير: ‘اتخذت قرار خوض الحرب في العراق بنية خالصة’، وأضاف: ‘أتحمل المسؤولية الكاملة لأي أخطاء دون استثناء أو عذر’.
وكان رئيس لجنة التحقيق البريطانية في حرب العراق جون شيلكوت اليوم أشار الى أن المخططات البريطانية لفترة ما بعد اجتياح العراق عام 2003 ‘كانت غير مناسبة على الإطلاق’.
وقال رئيس اللجنة التي شكلت قبل سبع سنوات ‘رغم التحذيرات، لقد تم التقليل من شأن عواقب الاجتياح. المخططات والتحضيرات للعراق في فترة ما بعد صدام (حسين) لم تكن مناسبة على الإطلاق’.
وأشار الى أن ‘تقدير حجم تهديد أسلحة الدمار الشامل العراقية جاء دون مبررات مؤكدة’.
وينشر اليوم أخيرا تقرير لجنة التحقيق حول مشاركة بريطانيا المثيرة للجدل في الحرب في العراق في 2003 المنتظر منذ سبع سنوات.
وأفضى عمل «لجنة شيلكوت» التي تحمل اسم رئيسها جون شيلكوت الى تقرير طويل من 2.6 مليون كلمة يفترض ان يركز على الظروف المثيرة للجدل التي احاطت بدخول بريطانيا الحرب في العراق بقرار من توني بلير عام 2003.
واستمعت اللجنة في إطار تحقيقها الى 120 شاهدا بينهم العمالي توني بلير وغوردون براون الذي تولى رئاسة الحكومة خلفا له.
وهذا التقرير الذي طلب في 2009 وكان يفترض ان تنشر نتائجه خلال عام، تحول بحد ذاته الى قضية مثيرة للجدل بعد إرجائه مرات عدة، مما دفع عائلات الجنود الذين قتلوا في العراق الى توجيه إنذار للسلطات تحت طائلة ملاحقات قضائية.
وينوي بعض هؤلاء مقاطعة جلسة عرض التقرير الذي سيجري في قاعة للمؤتمرات في لندن اعتبارا من الساعة التاسعة بتوقيت غرينتش من اليوم الأربعاء، بدعوة من ائتلاف «أوقفوا الحرب» (ستوب ذي وور).
وقال جانيس بروكتر التي قتل ابنها مايكل ترينش في العراق في 2007 وهو في الثامنة عشرة من عمره، لوكالة الأنباء البريطانية إن التقرير «لن يقدم لي أي نتائج او تعزية». وأضافت إن توني بلير «أرسل 179 فتى الى الجزرة. ليست هناك أي عدالة».
وبلير الذي ترأس الحكومة بين عامي 1997 و2007 متهم بتضليل الشعب البريطاني بتأكيده وجود أسلحة للدمار الشامل في العراق، وهو ما لم يتم التثبت منه أبدا.
وقتل عشرات الآلاف من العراقيين في الحرب والعنف الطائفي الذي أعقب ذلك. وشارك نحو 45 الف جندي بريطاني في الحرب بين عامي 2003 و2009، لقي 179 منهم حتفهم