الرئيسية / عربي وعالمي / الغارديان: خلاف المليشيات سهّل تفجير مزار شيعي بالعراق

الغارديان: خلاف المليشيات سهّل تفجير مزار شيعي بالعراق

ألمحت صحيفة الغارديان البريطانية إلى أن المليشيات “المدعومة من إيران” في العراق، تقف وراء التفجير الذي استهدف ضريح السيد محمد مؤخراً، مشيرة إلى أن المليشيات تتنافس لأجل الاستثمار في المزارات “الشيعية”.

الصحيفة اللندنية أضافت: إن “المليشيات الشيعية المدعومة من إيران كانت قد تنافست سابقاً من أجل الاستثمار في هذه المزارات الدينية؛ لما تدره من أموال هائلة، ويعتقد أن الاختراق الأخير في بلد (تفجير مزار السيد محمد) شمال بغداد، كان بسبب هذا التنافس الشيعي، وهو ما بدا واضحاً في أعقاب تبادل الاتهامات بين سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر، وبين عصائب أهل الحق التابعة لقيس الخزعلي، المنشق عن التيار الصدري”.

الغارديان نقلت من جهتها آراء شخصيات مختلفة من العراق تشير إلى أن تنظيم “الدولة” هو المتسبب في تفجير المناطق الشيعية، ثم عاد ليستهدف “المزارات الشيعية” أيضاً.

وهم يرون -وفقاً للصحيفة- أن “التنظيم” بعد أن فقد السيطرة على المزيد من الأراضي التي كان يسيطر عليها في العراق، عاد إلى استراتيجيته القديمة المتمثلة بمهاجمة “الأضرحة الشيعية”؛ وذلك بهدف إشعال فتيل “حرب طائفية من جديد، على غرار ما حصل عام 2006، عقب تفجير مرقد ديني شيعي في سامراء”.

وتضيف الغارديان: إن “الموصل باتت هي المدينة الوحيدة تقريباً التي تخضع لسيطرة التنظيم بعد أن تمت استعادة الفلوجة الواقعة على بعد 62 كم إلى الغرب من العاصمة بغداد، بعد أن كان التنظيم يسيطر على مساحات شاسعة في البلاد بعد منتصف عام 2014، ووصل إلى تخوم العاصمة بغداد”.

وتشير الصحيفة إلى أن “القوات العراقية -وفي أعقاب الهجوم على مرقد السيد محمد في قضاء بلد، الواقع شمال العاصمة بغداد، قبل يومين- عززت من وجودها قرب الأضرحة الدينية؛ خشية من تكرار عمليات الاستهداف من قبل التنظيم”.

الهجوم الذي استهدف ضريح السيد محمد قبل يومين، يعد الأول من نوعه منذ تفجيرات سامراء عام 2006، التي أدت إلى اقتتال طائفي وموجات نزوح سكاني كبير، وفقاً للصحيفة، التي استطردت بالقول: “اليوم، وبعد مرور 10 أعوام، فإن التوترات الطائفية ترتفع بشكل حاد مع كل تفجير يستهدف منطقة شيعية، وهو ما يجعل استهداف الأضرحة التي يقدسها الشيعة أمراً خطيراً”.

وتابعت: “تنظيم داعش -على ما يبدو- بات أكثر حاجة إلى اللجوء للأساليب القديمة التي كانت تنتهجها القاعدة، ومنها استهداف الأضرحة الشيعية، وأيضاً استهداف الأحياء الشيعية في بغداد، كما حصل مع تفجير حي الكرادة الدموي في وسط العاصمة بغداد”.

وتنقل الغارديان عن مصطفى الصوفي، أحد سكان منطقة بلد، حيث وقع الهجوم على ضريح السيد محمد، أن “البعض يتهم النازحين السنة الموجودين قرب بلد بالتحريض على استهداف المرقد”.

الصحيفة تلفت النظر إلى أن “معظم العراقيين المشردين داخلياً هم من المناطق السنية التي كانت محاصرة من قبل داعش، وكثير منهم يسكنون في البلدات والقرى الموجودة في ضواحي بغداد”، برغم ذلك فإن الصوفي يقول: “لكنني لا أعتقد أننا سوف نعود إلى مخاطر 2005-2006″؛ والسبب بحسب رأيه “لأنه لا يزال هناك بعض الانضباط في الشارع حتى الآن”.

وتضيف الغارديان: “من جهته اعتبر أبو سلام، أحد شيوخ القبائل في بلد، أن استهداف المرقد يراد منه إعادة الحرب الطائفية، معتبراً أن الهجوم جاء رداً على استعادة القوات العراقية لمدينة الفلوجة”.

في حين أكد مسؤول أمني عراقي، بحسب الصحيفة، أن “استهداف المزارات الشيعية في العراق من قبل التنظيم هو دلالة على أن التنظيم، وزعيمه أبو بكر البغدادي، بات يشعر باليأس، وأنه لم يعد بذات قوته السابقة”.

وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أقال عدداً من القادة الأمنيين في بغداد على خلفية تفجير الكرادة، الذي أودى بحياة 292 شخصاً، بالإضافة إلى تدمير هائل في المنطقة، كما قبل العبادي استقالة وزير الداخلية محمد الغبان.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*