قال الباحث والمحلل السياسي في معهد الفكر الاستراتيجي التركي جاهد طوز اليوم الأحد ان تنظيم (الكيان الموازي) عبارة عن جماعة استغلت الدين وضمائر الناس في تركيا وتغلغلت في الدولة.
واضاف طوز في مقابلة مع وكالة الأنباء الكويتية (كونا) ان الحكومة التركية اطلقت مسمى (الكيان الموازي) أو (الدولة الموازية) على جماعة فتح الله غولن المقيم في الولايات المتحدة.
وأوضح ان هذه الجماعة كانت دعوية وحركة اسلامية تميزت بالدراسات والتعليم واستقطبت مجموعات كثيرة من الشعب التركي الذي قدم لهم المساعدة لاسيما من رجال الأعمال.
وأشار الى ان هذا التنظيم اسس المدارس والجوامع في تركيا ولديه أنشطة في جميع مجالات العمل وله دور في الداخل التركي عن طريق الشركات ورجال الأعمال معتبرا انه استغل وضعه في السابق كحركة دعوية واسلامية وفتح الكثير من المدارس في دول العالم التي ادركت بشكل واضح أنها جماعة “ارهابية”.
وفي هذا السياق لفت طوز الى ان الصومال اعلن أمس السبت اغلاق مدارس (الكيان الموازي) وطلب مغادرة اعضاء المدارس خلال اسبوع واحد معربا عن اعتقاده بأن كثيرا من دول العالم ستتخذ مثل ذلك الاجراء.
واوضح انه مع ظهور حزب العدالة والتنمية في الساحة السياسية التركية بدأ مراقبة هذه الجماعة التي اصبح لديها بعض المشاكل مبينا ان الحزب قرر خوض عمليات ضد افراد (الكيان الموازي) بوجود العديد من الأدلة والوثائق.
وقال ان هذه الجماعة كانت لا تعمل وفق قوانين الدولة وانتشرت بشكل سريع في جميع مؤسساتها وتقلد اعضاؤها المناصب العليا سواء في المؤسسات القضائية أو الجيش أو التعليم أو المؤسسات الأخرى لاسيما الأمنية.
ولفت الى ان الرئيس التركي رجب طيب اردوغان شن عملية ضد هذا التنظيم عام 2013 عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء واستمرت المعركة بين الدولة والتنظيم الذي عمد الى العمل ضد حزب العدالة والتنمية بشكل خاص وضد تركيا بشكل عام.
واضاف ان الدولة قامت بتطهير المؤسسات الامنية والمؤسسات الأخرى من بعض اعضاء التنظيم لكنهم بقوا في الجيش وادركوا أنهم لا يستطيعون ان ينجحوا بأعمالهم لذلك قام انصاره بعملية الانقلاب لكن الشعب افشل مخططاتهم “الارهابية” التي ينفذونها ضد مصالح تركيا.
وعزا اسباب قيام منفذي الانقلاب بهذه العملية الى ادراكهم بتغيير قياديين في داخل الجيش والعناصر المنتمين الى (الكيان الموازي) في اجتماع مجلس الشورى العسكري الذي سينعقد برئاسة اردوغان الشهر القادم مشيرا الى ان هذه الفرصة الاخيرة لهم ولكنهم لم ينجحوا.
وعن مطالبة تركيا للولايات المتحدة بتسليم غولن قال طوز ان الرئيس والحكومة التركية على حق وان هؤلاء “ارهابيون” وبالتالي ستدرك واشنطن هذه الحساسية التركية ومن الممكن ان تسلم غولن لأنقرة.
وأوضح ان هناك حملة اعتقالات كثيرة في صفوف التنظيم وعزل آخرين من مناصبهم في مؤسسات مختلفة ممن لهم دور في الانقلاب معربا عن اعتقاده بأن الحكومة التركية ستتخذ كافة التدابير اللازمة.
يذكر أن الحكومة التركية تتهم جماعة فتح الله غولن بالتغلغل في سلكي الشرطة والقضاء والوقوف وراء حملة الاعتقالات التي شهدتها تركيا في 17 ديسمبر 2013 بذريعة مكافحة الفساد كما تتهمها بالوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية وتلفيق تسجيلات صوتية.
وشنت القوات الامنية التركية حملة اعتقالات واسعة ضد عناصر (الكيان الموازي) في أجهزة الدولة المختلفة بينهم ضباط برتب عالية ومسؤولون كبار.
وولد فتح الله غولن في مدينة (ارضروم) شرقي تركيا عام 1941 ونشأ في عائلة متدينة وكان بيت والده مضيفا للعلماء والمتصوفين ما ساهم في مجالسة غولن للكبار والاستماع الى احاديثهم.
وعين غولن اماما في جامع (اوج شرفلي) في مدينة (ادرنة) غربي تركيا وهو في سن ال20 وبدأ عمله التوعوي في مدينة (ازمير) بجامع (كستانه بازاري) ثم عمل واعظا متنقلا يلقي الندوات ويجيب عن أسئلة الناس خاصة الشباب. وأسس منبرا لإجراء حوار بين كافة المفكرين باختلاف انتماءاتهم وفي عام 1990 أسس حركة غولن التي وجدت صداها في تركيا ثم خارجها وهي حركة تمتلك مدارس عديدة ولها صحفها ومجلاتها وتلفزيوناتها الخاصة بالاضافة الى شركات واعمال تجارية ومؤسسات خيرية.
وفي عام 1999 هرب إلى الولايات المتحدة عندما أظهرت لقطات بالفيديو تصريحات له بالسعي لاقامة دولة اسلامية في تركيا حيث منح الاقامة الدائمة (البطاقة الخضراء) بعدها بعامين.
ويعيش فتح الله غولن في منفاه الاختياري بجبال بوكونو في بنسلفانيا بالولايات المتحدة منذ عام 1999 ويتمتع بتأثير كبير في تركيا وأنحاء مختلفة من العالم.