طالبت الهيئة العليا للمفاوضات الممثلة للمعارضة السورية، الولايات المتحدة بالتصدي لروسيا «التي ترتكب جرائم حرب» في سورية، في الوقت الذي اندلعت اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط الكاستيلو شمال حلب، غداة تشديد قوات النظام الحصار على المدينة.
وقالت عضو الهيئة العليا للمفاوضات بسمة قضماني، في مؤتمر صحافي «ما نفتقده هنا هو رد فعل جاد على السلوك الروسي على الأرض، روسيا تقول شيئاً وتفعل شيئاً آخر».
وأضافت أن فرص عقد جولة جديدة من محادثات السلام تبدو بعيدة على نحو متزايد مع مشاركة روسيا في الغارات الجوية بعد «الكذب على نحو مستمر» بشأن الخطوات التي تقول إنها مستعدة للقيام بها من أجل السلام في سورية.
وكانت الأمم المتحدة قالت إن المحادثات بين وزير الخارجية الأميركي جون كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد تؤدي إلى تفاهم بشأن أكبر عقبتين أمام العودة إلى محادثات السلام، وهما الاتفاق على وقف القصف العشوائي والتوصل لصيغة للتحول السياسي.
لكن كيري اختتم زيارته لموسكو بقوله إنه على الرغم من وجود تفاهم مشترك بشأن الخطوات اللازمة لعودة عملية السلام إلى مسارها، فهناك حاجة لمزيد من العمل قبل إمكان تنفيذ هذه الخطوات.
وأكدت قضماني أن «ما نحتاجه هو تأكيد روسيا من جديد على اهتمامها بعملية سياسية، ولا نرى ذلك».
وأوضحت أن «هذا هو المجال الذي نتوقع أن يرد فيه الأميركيون بشكل أقوى لأن هناك جرائم حرب ترتكب».
وأشارت إلى أنه «في الوقت الذي يتواجد فيه كيري في موسكو ويناقش ترتيباً أمنياً واستهداف الجماعات الإرهابية، تشارك روسيا بشكل كامل في هذه العملية في حلب».
وقالت «نود أن نعرف ما نوع الضمانات التي تستطيع الولايات المتحدة الاتفاق عليها مع روسيا»، مؤكدة أن «ما نريده هو ضمانات قوية بشأن إعادة وقف العمليات القتالية».
وأضافت أنه يجب أن تتمكن الولايات المتحدة وحلفاؤها في أوروبا والشرق الأوسط من اتخاذ خطوات للتأثير بشكل أقوى للتصدي لروسيا، ولكن يبدو عدم وجود مثل هذه الإجراءات.
وأحكمت القوات السورية، أول من أمس، الحصار على الأحياء الشرقية في حلب الواقعة تحت سيطرة مقاتلي المعارضة بعدما قطع بشكل كامل طريق الكاستيلو، آخر منفذ الى تلك الأحياء التي يقطنها اكثر من 200 ألف سوري.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن الاشتباكات تواصلت بين قوات النظام والفصائل المقاتلة في محيط الكاستيلو في شمال حلب، كما تتعرض الأحياء الشرقية لغارات جوية.
وأعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه إزاء قطع طريق الكاستيلو «أمام الإمدادات الإنسانية من وإلى شرق مدينة حلب»، خصوصاً بسبب «الكثافة السكانية المرتفعة في هذه المنطقة».
وقال إنه يوجد في الأحياء الشرقية حالياً «غذاء يكفي لـ145 ألف شخص على الأقل لمدة شهر واحد ومستلزمات طبية تكفي من أربعة أشهر إلى خمسة»، مؤكداً «الحاجة العاجلة للمزيد من المساعدات المنقذة للحياة».