يحتشد مئات الأتراك، في ساعة متأخرة من ليل الثلاثاء أمام أحد مراكز الشرطة في مدينة اسطنبول بينما تصدح أصوات الأغاني الوطنية من مكبرات للصوت نصبت في المكان الذي يشهد منذ يوم الجمعة الماضي احتجاجات متواصلة ضد انقلاب عسكري فاشل.
وتعد مراكز الشرطة في المدينة التركية الكبيرة بشقيها الأوروبي والآسيوي، مركزاً رئيسياً اختاره السكان لاعتصاماتهم التي يميزها العلم التركي والأغاني الوطنية، ما يشكل مانعاً من الصعب على عناصر الشرطة تجاوزه والخلود إلى النوم بعد أيام متواصلة من الاستنفار الأمني.
وساهمت الشرطة التركية إلى جانب جهاز الاستخبارات في فشل الانقلاب بشكل كبير بعد أن تصدوا بالسلاح لمجموعات عسكرية حاولت السيطرة على مقرات الحكومة.
وأظهرت صورة جرى تداولها بشكل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي مجموعة من عناصر الشرطة وهم يفترشون الأرض للراحة والنوم في أحد المخافر المعروفة باسم ” الأمنيات” التي يصعب مغادرة عناصرها إلى المنازل هذه الأيام بسبب استنفار أمني كبير أعقب محاولة الانقلاب.
وقال أحد عناصر الشرطة في مركز منطقة ” جيكميكوي” لمراسل “إرم نيوز” إنه وزملاءه مرهقون بشكل كبير بسبب الاستنفار الأمني المستمر منذ يوم الجمعة، بينما من الصعب الراحة والنوم في المركز بسبب الصخب المحيط به.
وأضاف الشرطي التركي الشاب بينما كان يلوح بيده للمعتصمين أمام المركز، من الصعب أن تنام بينما يتجمع مئات الأشخاص ليشكروك ويحيوك ويطالبوك بالحفاظ على بلادهم.
وبينما كان الشرطي يتحدث، علت هتافات المحتشدين وتداخلت مع أصوات الأغاني الوطنية ، لتحية مسيرة بالسيارات باتت ظاهرة في كل شوارع اسطنبول خلال الأيام الماضية.
وقال أحد المعتصمين في المكان، إنه يتواجد يومياً في المساء أمام المركز، وسيواظب على ذلك حتى تطلب الحكومة من الناس العودة للمنازل.
وكان قادة البلاد قد أكدوا أن البلاد تحت سيطرتهم وأن الانقلاب قد فشل، لكنهم طالبوا الناس بالبقاء في الشوارع والساحات ” لأن الخطر مازال قائماً”.
وفي استجابة جماهيرية واسعة لنداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أطلقه ليلة الانقلاب، مازالت شوارع المدينة وساحاتها مليئة بالمؤيدين للحكومة.
وسهل النقل المجاني في وسائل النقل العامة المملوكة للحكومة، في تنقل كثير من سكان المدينة الكبيرة من ساحة لأخرى، فيما لا يغادر آخرون مكان اعتصامهم، بينما يتناول فريق ثالث طعامه في الساحات.
وقال معتصم آخر أمام مركز شرطة ” جيكميكوي” ” البلاد في خطر، ليس هذا وقتاً للراحة والنوم، يجب أن نقاوم قبل أن يضيع كل شيء، ستنتهي هذه الأيام الصعبة قريباً وسيكون لدينا كثير من الوقت للنوم”.