هو ذئب.. اعتاد على الهجوم وأن يكون ضاريا في معاركه …لا يعرف الرحمة
فلم تنجو غزال من فكه… ولا ريم من قبضته
وذات يوم..
هجم على قطيع غزلان ولاذوا بالفرار إلا ظبية صغيرة لم تفهم ما هو الوضع … لم تستوعب إلا والذئب يقف خلفها مكشرا عن أنيابه.
فنظرت إليه باستغراب واقتربت منه..فتعجب الذئب بأنها لم تلذ بالفرار كالبقية.
نعم..اقتربت منه أكثر وأكثر واشتمت رائحته..وبعدها اخذت تتقافز حوله.. وتصدر أصواتا جميلة..لماذا؟!
لأنها لم تكترث لشكله الخارجي..بل اشتمت رائحة قلبه الرحوم
فأحس الذئب كأنها قالت:”افتح يا سمسم”
فأزاحت ذاك الحجر الذي سد بوابة قلبه، ففاضت منه المشاعر فابتسم… وسرحت به الذكريات بعيدا..فرأى نفسه ذئبا صغيرا يلهو حول أمه… أيقظت ذلك الشعور الجميل الذي رقد في قلبه سنين حتى نسيه.
فألف هذه الظبية التي هي بمثابة قلبه و روحه
فأصبح لا يحيى إلا بها…وهي لا تأمن إلا له وبه
.
هذا هو الحب…
وتكوين العلاقات السليمة الدائمة….
ترويض تلك المشاعر الثائرة الضارية
وإيجاد طريقة لتعايش مختلفين
#بقلم/بتول السراب