الرئيسية / كتاب وآراء / لا تتورط بعلاقة مع كاتبة ما! للرجال فقط!

لا تتورط بعلاقة مع كاتبة ما! للرجال فقط!

لا تتورط بعلاقة مع كاتبة ما …. وإن كنت قد فعلتها وتورطتْ …..فعليك السلام !
هل سبق وأن أيقظتك مثانتك الممتلئة ليلا حتى تفرغها لترتاح؟
هي ستوقظها حروفها ولن تكتفي بسكبها على أوراقها البيضاء لترتاح منها .. بل أن هذه الحروف ستولّد حروفا أخرى وسيجب على فتاتك حينها ترتيبها ورصّها حتى تحقق الرضا لنفسها أولا قبل كلماتها …
هل جرّبت شعور الجوع في أحد الصباحات الشتوية الباردة … تلك التي تستيقظ فيها على رائحة خبز والدتك … ثم بعد ذلك ذاك الشعور الذي يقودك عنوة إلى المطبخ لتفطر حتى قبل أن تفرّش أسنانك؟ ….
هي ستوقظها صباحا أفكارها المتعطشة لقراءة أي خبر في جريدة أو أي مقال في مجلة ولا بأس لديها أن تكتفي بكوب قهوة … فعقلها الجائع له الأولوية بالتغذية بدلا من معدتها …
وماذا بعد ذلك؟
في عيد ميلادها لن تكتفي برسالة هاتفية وهدية ملفوفة بشرائط حمراء أو وردية … هي لن ترضى ولو بمائدة عشاء في أحد المطاعم الفاخرة ولا حتى بحفلة راقصة … هي تهمها أن تكتب كلماتك بخط يدك … بتعبيرك أنت لا أن تسرق قصيدة شعرية وإن كانت من تأليف نزار قباني أو بدر السيّاب … هي لن تقنعها كلمات أغنية …. هي تحتاج أن تشعر بكل شيء قبل تقديمه … تحتاج لوردة لا تذبل … تحتاج لحديث مصفوف بإحكام … كصفّ كرات البلياردو… وإياك أن تخطئ بتشكيل كلمة ما … بكسرها مثلا وهي مفتوحة … لأنك ستكسر قلبها حينها … ومشاعرها كذلك … سيفقدها التركيز في تصحيح الكلمة عن الاستمرار بمجاراة حديثك … وربما توقف حديثك بأكمله لتصحح لك المفردة …
وحتى وإن قلت جميع الكلمات صحيحة …. فالمصحح اللغوي عادة لا يشعر بحلاوة الكلمات لأنه ينشغل بالبحث عن الأخطاء وإصلاحها … ولكن ربما تشهد لك الدرجة التي تحوز عليها على درجة أعلى في قلبها…. ولا تقل بأني لم أخبرك حينها!
ربما لم تقتنع بكلامي بعد! …. سأعطيك المزيد
الفتاة الكاتبة لن تكتفي بعيش شخصيات أبطالها على الورق … أن تعيّشهم الحب دون أن تعيشه … أن تذيقهم الحزن دون أن تتذوقه … أن تعطيهم الأمل دون أن تعّوض عطاءها … بمعنى آخر أنها ستمل من عيش الأحداث في الخيال لذلك فهي تريد تجريب كل جديد حتى تستلهم منه ما يدفعها لمواصلة الكتابة …. هنا سيقع دور البطولة عليك …. وعليك تحقيق جميع رغباتها ….
وسأضيف إليك أمرا آخر …. هي سترغب كذلك بتجريب ما قرأته في القصص والروايات الأخرى حتى وإن كانت تؤمن بأن هذه الأمور لا تحدث إلا في القصص والروايات …..فعالمها واسع وخيالها خصب وما دمت قد رضيت بأن تكون جزءا من هذا العالم … فتحمّل!
لا اظن الفكرة قد وصلت إليك حقا … وأرى في عينيك أنك ترغب بالمزيد!
حسنا …. سأعطيك المزيد
هي أنثى كاتبة … ولو كانت أنثى فقط دون أن تكون كاتبة لأتعبتك بتفاصيل يومها المملة … فما بالك بكاتبة تكتب المئات من الأوراق دون أن تملّ … والعظيم في الأمر أنها تستمع بما تكتب …. بالطبع ستطالبك بالتفاصيل في كل شيء … بالالتزام في كل موعد…. وحذارك من النسيان لأنها رغم انشغالها فهي تدوّن كل شيء على ورق …. هي تؤمن بالتدوين أكثر من الثرثرة … ربما تجيد الاستماع لأن لغتها صامتة ولكنها ستطالبك بأن تفهمها دون أن تتكلم… أن تشعر بها … لذلك فإن تورطت حقا مع فتاة تعشق الكتابة …. فعليك تعلّم لغات جسدية ( لا لفظية ) أخرى كلغة العيون مثلا … لأنها تؤمن بأن كل شيء خيالي سيكون شاعري وكل شيء سحري سيكون رومانسي حينها ….
سأختتم مقالي بشيء ربما يكون السبب الأقوى من بين ما ذكرت … هل تقبل عزيزي الرجل أن ينازعك آخر في الفتاة التي تحب؟ …. إذاً فكيف ترضى عن عشقها للكتابة وأنت تدري!
وكيف تقبل تقبيلها للقلم كل مساء وأنت ترى ذلك بعينيك ؟ …. ثم كيف ترضى لبطلتك هذه أن تسرح وتمرح مع أبطال روايتها في الخيال … ان تحادثهم ولو كان في الأحلام!
إني لأشفق على حالك يا أخي …

بقلم: فوزية البدواوي

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*