الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / شجرة تنتج 100 مليار دولار

شجرة تنتج 100 مليار دولار

وفقًا لتقديرات أخيرة، فإن صناعة القهوة في العالم تصل قيمتها إلى 100 مليار دولار.

 

حبات القهوة التي تجمع من مزارع تقع معظمها في دول فقيرة ونامية، تُصدّر إلى كل جهات العالم؛ ليباع كوب القهوة بمبلغ يتجاوز أحيانًا ما يحصل عليه المزارع في يوم كامل.

 

القهوة ليست فقط المشروب الأكثر شعبية على الإطلاق حول العالم، لكنها تمثل واحدة من أكبر الصناعات التي دفعت الرغبة في السيطرة عليها، إلى اندلاع حروب عسكرية وسياسية، يكفي أن تعرف أن حجم تجارة القهوة حول العالم يأتي في المرتبة الثانية مباشرة، بعد حجم تجارة البترول الخام، ما هي إذن الأرقام خلف ملايين أكواب القهوة التي تستهلك يوميًا حول العالم؟

 

تُزرع القهوة في مزارع شاسعة يقع كثير منها في دول أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل، وبيرو، بالإضافة إلى فيتنام، وإندونيسيا، وكولومبيا. تمتد قائمة الدول لتشمل الكثير من الدول النامية التي تعاني في الغالب من إشكالات اقتصادية وسياسية.

 

وتمول الشركات متعددة الجنسيات صغار المزارعين؛ في مقابل الحصول على نسبة لا تتجاوز 10٪ من عوائد الصناعة. الجزء الأكبر تحصل عليه شركات التصنيع والتوزيع في أمريكا والاتحاد الأوروبي. يتناول العالم سنويًا ما يقارب 500 مليار كوب من القهوة،

زرعت كل حبوبها في مزارع يعاني أصحابها من أوضاع اقتصادية سيئة، ويتم إجبارهم ـ في كثير من الأحيان ـ على بيع القهوة لشركات معينة، بأسعار يتم تحديدها سلفًا من قبل رجال الأعمال المهيمنين على الصناعة.

 

تشير الأرقام أن هذا العام شهد انخفاضا ملحوظًا في معدلات بيع القهوة حول العالم عن العام السابق؛ تعود أسباب هذا التراجع الى ثقافة الطعام والشراب الصحي الذي بدأ ينتشر مؤخرًا في الغرب؛ إذ تركز الكثير من المنظمات الصحية على توعية المواطنين بضرر تناول القهوة بشكل يومي؛ مما أثر بشكل ملحوظ على مبيعات الصناعة حول العالم.

 

المنظمة العالمية للقهوة، وهي مؤسسة تجمع كبار المصنعين والموردين، صرحت بأنه من المتوقع أن يستمر هذا التراجع في الأعوام القادمة؛ بسبب ضعف الاستهلاك العالمي.

 

مقارنة ببقية المتاجر والمنافذ التي تركز خدماتها على بيع المنتجات الغذائية تُعد متاجر بيع القهوة الأكثر نموًا. صحيح أن تصدير حبوب القهوة الخام يقل تدريجيًا، لكن في المقابل ما زال استهلاك أكواب القهوة الجاهزة في تزايد مستمر.

 

شركة «ستار بكس» ـ على سبيل المثال ـ وهي أحد أكبر سلاسل بيع القهوة حول العالم، تُعد ثالث أكبر سلسلة متاجر لبيع الطعام من حيث النمو في الولايات المتحدة الأمريكية وحدها. تعلم صُناع القهوة على مر السنوات كيف يُعظمون العوائد على كوب القهوة؛ حيث تستطيع ستار بكس تحويل قيمة كوب القهوة من خُمس دولار عند البيع إلى أرباح قد تصل إلى أربعة أو خمسة دولارات؛ وهو ما يُفسر النمو الملحوظ في عدد متاجر بيع القهوة حول العالم.

 

الأرقام الصادرة عن الصندوق العالمي للحياة البرية تشير إلى أن أكثر من 60٪ من الدول التي تعاني من تصحر الغابات هي دول منتجة للقهوة بشكل أساسي.

 

في الماضي كان يتم زراعة القهوة في أماكن معينة؛ حتى تلائم الظروف المناخية المطلوبة لنمو حبة القهوة.

 

مع التطور التكنولوجي أصبح بالإمكان زراعة القهوة بتكلفة أقل على مساحة شاسعة باستخدام التكنولوجيا، والمواد الكيميائية؛ مما زاد من رغبة الشركات في تجريف أكبر عدد من الغابات، وتحويلها إلى مزارع لحبوب القهوة.

 

هذه العملية أثرت بالطبع على صناعة القهوة؛ إذ اختلفت الجودة، وأصبحت القهوة التي لا تُستخدم فيها مواد كيميائية تباع بأسعار أعلى من القهوة العادية.

 

بعيدًا عن مئات الأنواع من القهوة الموجودة في الأسواق، هناك نوعان أساسيان للقهوة: القهوة العربية، وقهوة «روبوستا». تعود أصول زراعة القهوة العربية جغرافيًا إلى منطقة الشرق الأوسط، وهي أجود أنواع القهوة، ويتم استخدامها بشكل محدود في تصنيع القهوة التجارية في المتاجر الكبرى، مثل «ستار بكس» و«دانكن دونتس».

 

في المقابل قهوة «روبوستا» أقل من ناحية الجودة، وتحتوي على نسبة «كافيين» أعلى من تلك الموجودة في القهوة العربي، وتدخل بشكل واسع في صناعة القهوة الفورية، أو ماكينات صناعة القهوة الجاهزة.

 

أحد الأسباب التي تؤدي الى عدم حصول المزارعين على عوائد كافية من صناعة القهوة، هو صعوبة الزراعة، والعناية بأشجار القهوة؛ تحتاج شجرة القهوة في المتوسط إلى حوالي 5 سنوات؛ حتى تكون مكتملة، وقادرة على إنتاج حبوب صالحة للتصنيع.

 

تنتج شجرة القهوة الواحدة حوالي نصف كيلو جرام فقط من القهوة الخام؛ وهو ما يعني حاجة المزارعين إلى مساحات كبيرة لإنتاج كميات كافية من القهوة؛ لسد حاجة الموردين والمصنعين حول العالم.

 

ساسة بوست

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*