جريدة الحقيقة الإلكترونية
عندما تنثر الدنيا شعرها الأسود الغجري ليملأ سمائها من الأفق إلى الأفق… وتقف أمام مرآتها الفضية اللامعة كالبدر… وتبدأ بمشط شعرها الاسود الفاحم الطويل ومن ثم تزينه بتلك المشابك البراقة الملونة..عندها فقط ينصب مخيم السيرك الكبير ذو الخيام الملونة المتعددة ذات العروض الشيقة المختلفة … يجذبني ذاك الإحتفال الصامت…
دخلت المخيم كما البقية الذين تشدهم المهرجانات الليلية لأجد أول خيمة كتب عليها “عروض الحب”…فأتلهف لدخولها فمن منا لا يهوى أو يحب…لأرى من الحب روائع العروض…
دخلت وأمعنت النظر حتى في تفاصيلها،فرأيت الخيمة زينت بحديقة ورود ملونه ذات رياحين متعددة والفراشات برشاقتها تلهو بها دون هدف..وعطر الزهور وشذاها يملأ المكان..وكأن الدنيا في صباح بهيج لا ليل سرمدي..فتقدم اثنين هما محبين …
لقاء..فحديث عيون صامت…فهمسة..فضحكة..فطأطأة رأس خجلة..فرقصة باليورانية رشيقة.. فعناق حنان وكأن أحدهما أما حانية على الآخر ترحمه من عذابات الدنيا وشقاء الفقد..
فأحسست بتلك التنهيدة الجميلة تداعب جوفي وتخرج مع أنفاسي سحرا..لعلها تسحر من أحب غائبا فيحضر إلي.
واعتلت محياي تلك البسمة
فدخلت غرفتي وألقيت بنفسي على سريري ثم اعتدلت وتناولت قرآني من على الطاولة الجانبية..وقرأت به حتى اطمأنيت وارتاحت نفسي وخلا فكري وأثلج صدري حتى تسلل النوم لعيني خلسة وقرآني محتضنته على صدري.
فما أجمل من اللجوء إلى الله تعالى ..كافي الهم ومفرج الكرب.. كاشف الضر… لا يندم كل من طرق بابه المفتوح أمامنا في كل وقت.
“ألا بذكر الله تطمئن القلوب”
#بقلمي/بتول السراب
