تراجع سعر برميل النفط الى ادنى مستوى له في اربع سنوات الخميس بنيويورك بسبب موجة بيع في سوق متخوفة من وفرة العرض في مقابل آفاق طلب ضعيف، علاوة على ارتفاع سعر الدولار.
وتراجع سعر برميل النفط المرجعي الخفيف (سويت لايت كرود) تسليم كانون الاول/ديسمبر ب 2,97 دولارا عند 74,21 دولارا، منهيا المعاملات عند ادنى مستوى له منذ ايلول/سبتمبر 2010 في سوق نيويورك.
واظهرت ارقام وزارة الطاقة اليوم ان الولايات المتحدة انتجت اكثر من تسعة ملايين برميل يوميا في الاسبوع الذي انتهى في السابع من الشهر الحالي، وهو رقم قياسي منذ كانون الثاني/يناير 1983، اي عندما قررت الوزارة البدء في نشر احصاءاتها.
وقد بدأ التداول باسعار النفط على انخفاض بسبب موجة من المبيعات في سوق تخشى فائضا في العرض امام احتمالات طلب متراجع وسعر صرف قوي للدولار.
وحوالى الساعة 14,20 ت غ، فقد سعر برميل النفط المرجعي الخفيف في سوق التداول في نيويورك (نايمكس) تسليم كانون الاول/ديسمبر 87 سنتا ليصل الى 76,31 دولارا، في ادنى مستوى له منذ بداية تشرين الاول/اكتوبر 2011، قبل ان يتدهور اكثر.
ورغم ان الولايات المتحدة لا تصدر النفط الخام، فان هذه الزيادة القوية في الانتاج الاميركي تنسحب على السوق العالمية بما انها تسمح للبلد بخفض وارداته ما يجبر مزوديه السابقين على ايجاد منافذ اخرى.
السعودية تنفي شن “حرب أسعار” نفطية
السعودية تنفي شن “حرب أسعار” نفطية وزير النفط السعودي يقول إن بلاده لم ترغب في تسييس النفط، معتبراً أن أسعار النفط عملية تجارية بحتة خاضعة للعرض والطلب.اكابولكو (المكسيك) – بعد أشهر من الصمت خرج وزير النفط السعودي علي النعيمي اليوم الأربعاء ليؤكد مجددا السياسة التي تتبعها المملكة منذ وقت طويل والتي تهدف الى استقرار الاسواق العالمية مهونا من شأن الحديث عن “حرب أسعار” لكن لم يبدر عنه أي مؤشر على رده على تراجع أسعار الخام.
وفي أول تصريحات علنية له منذ هبوط أسعار النفط العالمية إلى أدنى مستويات لها في أربعة أعوام قرب 80 دولارا للبرميل قال النعيمي ان المملكة أكبر منتج للنفط في العالم تريد العمل “مع المنتجين الآخرين لضمان استقرار الأسعار لما فيه مصلحة المنتجين والمستهلكين وصناعة النفط بوجه عام.”
وقال النعيمي في مؤتمر في منتجع أكابولكو المكسيكي “الحديث عن حرب أسعار علامة على سوء فهم مقصود أو غير ذلك ولا أساس له من الواقع.”
ولم تعقب السعودية على غير العادة علانية على هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها منذ عام 2010 الأمر الذي جعل بعض المراقبين يتساءلون هل بدأت السعودية تتخلى عن سياسة إدارة السوق لتتابع بدلا من ذلك العمل من أجل أهداف جيوسياسية.
وقال النعيمي في المؤتمر:”نريد اسواق نفط مستقرة واسعارا مستقرة لأن في ذلك مصلحة للمنتجين والمستهلكين والمستثمرين. ولذلك فإنه من الضروري ان يستمر الحوار بين أوبك والبلدان المنتجة من خارج اوبك والمستهلكين.”
وهبطت أسعار العقود الآجلة لنفط برنت في أكتوبر تشرين الأول دون 83 دولارا للبرميل ويوم الثلاثاء سجلت 80.46 دولار أدنى مستوى لها منذ العام 2010.
وتعقد منظمة أوبك اجتماعا في 27 من نوفمبر تشرين الثاني سيدرس فيه المنتجون مسألة هل ينبغي خفض الانتاج لدعم الأسعار التي هوت قرابة 30 في المائة منذ يونيو حزيران.
وكرر النعيمي بعضا من المواقف المألوف للمملكة ومنها أن استقرار الأسواق في مصلحة المنتجين والمستهلكين وأن السوق لا السعودية هي التي تحدد في نهاية المطاف الأسعار وان المعادلة السعرية الشهرية لصادراتها تتحدد وفقا لمجموعة من عوامل السوق ولا شيء غير ذلك.
وكانت اسعار النفط تراجعت بفعل توقعات متزايدة بان السعودية مهتمة بالحفاظ على حصتها من السوق أكثر من اهتمامها بدعم الأسعار واشار بعض المتعاملين إلى تخفيضات في المعادلة السعرية الشهرية لصادرات المملكة من النفط كدليل على هذا.
وهون النعيمي من شأن هذا الرأي قائلا “أرامكو السعودية تسعر النفط وفقا لإجراءات التسويق السليمة. لا أكثر ولا أقل. ويأخذ هذا في الحسبان مجموعة من العوامل العلمية والعملية منها حالة سوق النفط.”
ولم يدل النعيمي بتعقيب بشأن الإجراء المحتمل اتخاذه في اجتماع منظمة أوبك في 27 من نوفمبر. وكان بعض أعضاء المنظمة طالبوا باتخاذ إجراء لدعم الأسعار التي هوت أكثر من 30 في المائة منذ يونيو حزيران لكن الأعضاء الرئيسيين في الخليج قالوا حتى الآن إنهم لا يرون حاجة إلى تقييد الإنتاج.
وقال محللون إن تصريحات النعيمي غطت موضوعات مألوفة ومكررة ولم يلق ضوءا جديدا على وجهة نظره بشأن احتمال حدوث نقطة تحول في أسواق النفط. ويجعل صعود طفرة إنتاج النفط الصخري في الولايات المتحدة وضعف الطلب في أوروبا والصين بعض المحللين يتنبأون بسنوات من اسعار النفط المنخفضة.
وقال جون كيلدوف الشريك في صندوق أجين كابيتال للتحوط في نيويورك “هذا هو العهد بالنعيمي في حديثه فلا يقول صراحة ما سيفعله في اجتماع أوبك. ومن تحليل كلماته يبدو لي أن السعوديين لن يخفضوا الإنتاج. فالابقاء على وضعهم في السوق مهم أكثر من أي شئ آخر للسعودية الآن.”
وقال مايك ويتنر رئيس بحوث النفط والسلع الأولية العالمية في سوسيتيه جنرال “هذه التصريحات تشبه إلى حد كبير تصريحات جرينسبان في افتقارها عن قصد للوضوج.”
وسألت رويترز في وقت لاحق هل أسعار النفط الحالية عادلة فلم يجب.
وعلى الرغم من ارتفاع الطلب العالمي فإن اوبك تتوقع أن يهبط الطلب على نفطها في عام 2015 إذ أن زيادة المعروض من خارج المنظمة ولاسيما في الولايات المتحدة بسبب طفرة إنتاجها من النفط الصخري تسبب ضغوطا على حصة اوبك في السوق.
وكان أعضاء في أوبك منهم الكويت قالوا إنه من غير المحتمل إجراء خفض في الآنتاج في الاجتماع القادم للمنظمة لكن بعض المندوبين بدأوا يتحدثون بشكل غير رسمي عن ضرورة اتخاذ إجراء ما لكنهم يشيرون إلى أن التوصل إلى اتفاق لن يكون سهلا.