يقول باحثون إن الحكومة الأميركية تنفق مليارات الدولارات سنويا على دعم المزارعين ولكن استهلاك قدر كبير من المواد الغذائية التي تُصنع من تلك المنتجات الزراعية المدعومة يمكن أن يزيد من خطر إصابة الناس بأمراض القلب.
وذكر تقرير في دورية جاما للطب الباطني أن كلما أكل الناس كميات أكبر من المواد الغذائية المصنوعة من تلك المنتجات الزراعية المدعومة زاد احتمال أن يصبحوا بدناء وأن تصبح لديهم مستويات غير طبيعية من الكوليسترول وارتفاع السكر في الدم.
ويقول الباحثون إن الدعم الزراعي الاتحادي الحالي يساعد في تمويل إنتاج الذرة وفول الصويا والقمح والأرز والسورغوم ومنتجات الألبان والماشية الحية وهي مواد غذائية غالبا ما تُحول إلى حبوب مقشورة ودهون عالية ومواد غذائية مصنعة غنية بالصوديوم وعصائر غنية بالسعرات الحرارية ومشروبات محلاة بشراب الذرة الغني بالفركتوز.
وقالت كارين آر. سيجيل من المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والتي قادت فريق البحث «نعرف أن تناول قدر كبير من هذه المواد الغذائية يمكن أن يؤدي إلى البدانة وأمراض شرايين القلب والنوع الثاني من السكري.»
ولكن الدعم يساعد في إبقاء أسعار هذه المنتجات منخفضة مما يجعلها في متناول الناس بشكل أكبر.
وقالت سيجيل «كان من بين مبررات القانون الزراعي الأمريكي في عام 1973 ضمان توافر معروض كبير من المواد الغذائية بأسعار معقولة للمستهلكين».
وأضافت «السلع الغذائية المدعومة هي مواد غذائية تُصنع من محاصيل مدعومة اتحاديا لضمان توافر إمدادات كافية من الطعام للشعب الأميركي ومن ثم فهي لا تكون عرضة للتلف أو التخزين مثل الذرة والقمح والأرز للحد من خطر حدوث عمليات فساد».
وقالت سيجيل إن الخطوط الإرشادية الغذائية في الولايات المتحدة توصي بالتشديد على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة ومنتجات الألبان منزوعة الدسم أو قليلة الدسم واللحوم الخالية من الدهون والدجاج والأسماك والبيض والمكسرات.
وقال راج باتيل من جامعة تكساس في أوستين والذي كتب تعليقا على تقرير سيجيل إن الدعم الحكومي كان استراتيجية لدعم المجتمعات الريفية ولمواجهة الجوع في السبعينات.
وقال إن من السهل تعريف الناس بضرورة تناول الفواكه والخضروات الطازجة بدلا من السلع المدعومة في الأغذية المصنعة «ولكن تحمل نفقات الغذاء الصحي يمثل تحديا لملايين الأميركيين.. فنحو 50 مليون أميركي يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ومن غير المنطقي أن ننحي باللوم على أبناء الطبقة العاملة الفقيرة في عدم قدرتهم على تحمل نفقات الإقلال من الطعام المدعوم وتناول قدر أكبر من الفواكه والخضروات الطازجة عندما يكون نظامنا الغذائي الحديث مهيأ بشكل أكبر لتشجيع الجميع على تناول تلك المحاصيل السلعية».