الرئيسية / كتاب الحقيقة / عندما رحل الجزاف هلل البعض سروراً !!

عندما رحل الجزاف هلل البعض سروراً !!

ننشر إليكم مقال للكاتب محمد حميد أسدخص به  مقاله بعنوان ((عندما رحل الجزاف هلل البعض سروراً !! )) نص المقال أدناه، والتعليق لكم:-

شهدت الهيئة العامة للشباب والرياضة طفرة في جميع القطاعات ومختلف الإدارات حيث عمد اللواء المتقاعد فيصل مساعد الجزاف لتبني سياسة الإنفتاح مع الشباب المبدع ومكافأة المنتج مع قمع الموظف أو المتطوع البليد على حدٍ سواء .
لقد كانت له بعض السلبيات نتيجة القانون الذي يحد من صلاحياته بفصل أو عزل أصحاب الشيخوخة الإدارية كما تعرض لموجة من الهجمات التي كانت بمثابة تصفيات سياسية ناتجة عن التحالفات العقيمة للكتل السياسية، والنتيجة كانت قرار تصفيته وإبعاده عن الهيئة إلى أجل غير مسمى ليدخل في موجة من القضايا القانونية بين أروقة المحاكم ويعين الشيخ أحمد المنصور الصباح عوضاً عنه، هلل الكثيرون من الذين يميلون إلى عبادة الجالس على مقعد الرئاسة وآخرون من مرتادي الديوانيات السياسية حيث تطبخ القرارات وتنفذ صباحاً في الهيئات الرسمية والوزارات، فكانت النتيجة المؤلمة عودة الشيخوخة الإدارية وإنتشرت حالة التململ بين العاملين المجتهدين وصولاً إلى قمة الإحباط حتى من تلك العصبة التي هللت سروراً وإنتفخت كروشاً من وجبات البوفيه المفتوح بين الحين والآخر …
أعرف بأني بهذا المقال معرض للكثير من المتاهات القانونية ولا أبالي إن وقعت على الموت أو وقع الموت علي فكلاهما سيان، فالهيئة العامة للشباب والرياضة وجدت للشباب وكل عاملٍ فيها يتوجب عليه فهم تلك القاعدة التي تقول بأن حكومة الكويت متمثلة بصاحب السمو أمير البلاد حفظه الله ورعاه قد وضعوا آمال كبيرة على تنمية الشباب من خلال تعيين حملة الشهادات العليا لخدمة الشباب بشكل أفضل وليس للتسلق على ظهور الشباب، وحيث أني متطوع في الهيئة مندو عام ١٩٩٤ حتى يومنا هذا فإني أشعر بالإحباط كما العديد من المدراء المسؤولين الذين يخافون على مقاعدهم الجلدية من الزوال إذا ما صرحوا بتلك المشكلات التي تواجههم والمتمثلة في تجميد البعض منهم وإصدار قرارات ندب أو ترشيح عناصر ثم التلاعب لصالح مجهول وتغيير تلك القرارات، بالإضافة إلى معاقبة بعض الموظفين بعد أشهر من العمل المتواصل بتقييدهم غياب لعدم تطبيق القرارات الصادرة وخصم من مرتباتهم ولا يقتصر الأمر على ذلك حتى يصل لعدم صرف مكافآتهم المالية وفق الميزانيات المقررة !!!
على سبيل المثال وهو من واقع الحال الذي تعايشت معه بنفسي، طلب منا العمل كمدرب تنمية بشرية في مبادرة مراكزنا ضمن مبادرة للهيئة العامة للشباب والرياضة و وزارة الدولة لشؤون الشباب، وكنا فرحين بذلك ومعنا ما لا يقل عن عشرون مدرب ومدربة وآخرون كمشرفين على النشاط الرياضي، ومع انطلاق الفعالية أبلغنا بأن الميزانية المرصودة للإعلام والمطبوعات والتي تتجاوز العشرون ألف دينار قد هربت من الصرف إلى جهة غير معلومة بعد الموافقة عليها وجاري البحث عنها إلى يومنا هذا …!!!
لم تقتصر التضحيات على ذلك فقد تم بلع مكافآت المدربين بعد إتمام أعمالهم وعدم منح المشاركين شهادات الحضور التي وعدوا بها بسبب تأجيل حفل التكريم لأجلٍ غير مسمى، بغض النظر عن ذلك كله فقد تم شكر العاملين في المبادرة بشكل راقي جداً حيث نطق من أخاف ذكر إسمه بتصريح مختصر مفيد قائلاً “هذا بربس” !!
بت أضن بأن الأمر مبيت حتى يتم إغلاق الهيئة العامة للشباب والرياضة وتحويل إداراتها والعاملين فيها و ورثها من مراكز ومباني إلى وزارة الشباب التي بدورها تعرضت لإنتقادات من ديوان المحاسبة وشهدنا إعتراف وكيل الوزارة بالصحف الرسمية أنهم يجاهدون لإيجاد حل لتلك المخالفات !!
برأيي الموجوع إن الحل يكمن في خلق مناخ عمل إيجابي تنافسي عن طريق تعيين الشباب ذوي الإندفاع والطموح وبرامج العمل لإنقاذ الشباب الكويتي و إصدار قرار بتحويل أصحاب حذاء الشيخوخة الإدارية للتقاعد الإجباري، فنحن اليوم بأمس الحاجة للعمل في سبيل خلق مصادر بديلة للنفط بعد انهيار أسعاره ولن يكون ذلك إلا عن طريق تمكين حقيقي للشباب وفتح المجال أمام المبادرات بأسلوب عالمي بعيداً عن المحسوبية والواسطة التي زادتنا تعاسة فوق ما نحن نعيشه من تعاسة، وهنا أجدني أتذكر قول الله جل جلاله في محكم التنزيل بسورة الرعد “لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللهِ إِنَّ اللهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ (١١)” .
أخيراً أناشد قائد الإنسانية بما يملك من إنسانية للنظر لنا نحن شباب الأمة بعينه الرحيمة وإنقاذنا من جهلاء القوم من وزراء قلتهم كما هي كثرتهم لا يكفونا شر الفرقة ولا يعملون على جمع كلمتنا حول إعمار كويتنا الغالية .

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*