احتشد اكثر من خمس ملايين تركي في مدينة اسطنبول اليوم الاحد استجابة لدعوة اطلقها الرئيس رجب طيب اردوغان للتنديد بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي حدثت في منتصف الشهر الماضي.
وقال اردوغان خلال مظاهرة مليونية في اسطنبول ان الشعب التركي اعطى العالم درسا في الحفاظ على استقلال الوطن ومواجهة الانقلاب مشيرا الى ان تركيا قادرة على مواجهة المؤامرات.
واضاف ‘شعبنا له تاريخ حافل من النضال وليس غريبا وقوفه في وجه الانقلابيين فشعبنا اثبت ان بلدنا قادر على دحر كل المؤامرات الداخلية والخارجية’.
وقال اردوغان لقد اظهر الشعب التركي في 15 يوليو الماضي ان هذا البلد لا يمكن تدميره مشيرا الى ان الشيء الوحيد الذي لم تحسب له منظمة (فتح الله غولن) حسابا هو الشعب التركي وايمانه ووعيه.
وحول اعادة عقوبة الاعدام الى التشريع التركي بعد 12 عاما من ازالته قال اردوغان ان الاعدام مسموح به في دول عديدة منها الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا وغيرها من الدول فلماذا لم يكون هناك حكم الاعدام في تركيا.
وتابع في هذا السياق ان ‘البرلمان هو المخول بالموافقة على القرارات الحاسمة المطلوبة لمواجهة المجرمين’.
وقال الرئيس التركي ‘مدبرو الانقلاب خططوا لكل شيء لكنهم نسوا الشعب التركي’ مؤكدا ‘قانونية الاجراءات التي اتخذت ضد فلول الانقلابيين في تركيا’.
من جانبه هاجم رئيس حزب (الشعب الجمهوري) كليجدار اوغلو تنظيم الكيان الموازي وقال في اشارة الى زعيمه ‘يجب ان لا يحصل القضاة على الاوامر من شخص موجود في بنسلفانيا .. يجب ان يكون السلك القضائي حرا نزيها’.
وقال اوغلو ان المحاولة الانقلابية التي شهدتها دولتنا هي اسوأ محاولة انقلابية تعرضت لها تركيا معتبرا ان ما جرى فتح ‘بابا جيدا لحلول الوسط السياسية’.
ودعا اوغلو الى المحافظة على النظام البرلماني التركي الموجود منذ 150 عاما مضيفا ان ‘شرذمة من القوات العسكرية استهدفوا تركيا باجمعها وقصفوا البرلمان واحيي رئيس البرلمان وزملاؤه الذين صمدوا في البرلمان رغم القصف’.
اما رئيس حزب (الحركة القومية) دولت بهتشلي فشن هجوما لاذعا على تنظيم فتح الله غولن (الكيان الموازي) الذي تقول الحكومة انه يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة.
واعتبر بهتشلي ان غولن اراد استهداف الشعب التركي لان وحدته كانت تزعجه واتهم التنظيم ب’استغلال الدين الاسلامي والتحالف مع الارهاب لحياكة المؤامرات’.
واضاف ‘لا توجد وسيلة للتخلص من عناصر منظمة الكيان الموازي واسيادهم الذين استشروا كالسرطان في الدولة سوى تطهيرها منهم’.
وفي اشارته الى العناصر الذي نفذوا محاولة الانقلاب وصفهم بهتشلي ب ‘الظالمين’ وقال انهم ‘لبسوا لباس القوات المسلحة التركية واستخدموا اموال الشعب لقصفنا وتوجيه الرصاص لشعبنا’.
وفي السياق ذاته قال رئيس هيئة الاركان التركية خلوصي اكار رئيس هيئة الاركان التركية ‘في 15 من يوليو الماضي وقعت خيانة نفذتها منظمة غولن التي اخترقت الجيش التركي’.
واضاف اكار ان الجيش التركي اطاع اوامر رئيس الجمهورية وتصدى للمنظمة الارهابية وخيانتها.
واكد رئيس هيئة الاركان التركية ان الشعب التركي الاصيل لم يخف او يتردد امام دابات الخونة واظهر بطولة نادرة متابعا ‘سنظل نكافح جماعة غولن وكل اعداء الشعب التركي فنحن في الجيش التركي تحت امرة السيد رئيس الجمهورية والشعب التركي’.
كما توجه رئيس الشؤون الدينية التركي محمد غورماز بالدعاء الى الله من اجل تعزيز وحدة وتكاتف الشعب التركي في مواجهة كافة محاولات الانقلاب والمؤامرات التي تحاك ضده.
وتوج (تجمع الديمقراطية والشهداء) في منطقة يني قابي على الطرف الجنوبي من المنطقة التاريخية في اسطنبول ثلاثة اسابيع من المظاهرات الليلية التي نظمها اتراك في ميادين بانحاء مختلفة من تركيا.
وتعد هذه المرة الاولى التي يلتقي فيها الرئيس اردوغان مع رؤساء احزاب المعارضة في منصة واحدة والتوجه للجماهير.
وتعكس هذه المظاهرة مؤشرات على انتهاء الخطر الذي حدق بتركيا خلال وعقب محاولة الانقلاب ورسالة من الحكومة للشعب التركي في ان خطر الانقلابيين قد زال لا سيما وان رئيس الجمهورية وكبار المسؤولين في البلاد تجمعوا في مكان واحد.
وشاركت عدد من المدن التركية في يوم ‘الديموقراطية والشهداء’ وخرج الآلاف من تلك المدن حاملين الاعلام منددين بمحاولة الانقلاب الفاشلة.