الرئيسية / عربي وعالمي / إمبراطور اليابان لا يحق له التنازل عن العرش

إمبراطور اليابان لا يحق له التنازل عن العرش

في خطابٍ تلفزيونيّ دمعت له عيون اليابانيّين، عبّر الإمبراطور أكيهيتو عن قلقه من عدم تمكّنه من أداء مهامه بشكلٍ كاملٍ بسبب تقدّمه في العمر، ما تُرجم على أنّه رغبة في التّنازل عن العرش.
على مدى عشر دقائق، تحدّث أكيهيتو في خطابه النادر، عن عمره المتقدّم وصحّته المتعبة، مبدياً خوفه من أن لا يقوى «كلّما تقدّم في العمر» على أن يقوم بـ«مهامه» تجاه الشّعب اليابانيّ.
وذكّر أكيهيتو شعبه بتجاوزه الثّمانين من العمر، موضحاً أنّه عندما يُفكّر في مستوى لياقته البدنيّة الّذي «يتراجع تدريجيّاً» فإنّه يخشى من أن «يصبح من الصّعب» عليه أداء واجباته «كرمزٍ للدّولة بكلّ ما أملك من طاقةٍ مثلما أفعل حتّى الآن».
وعلى الرّغم من أن لا سلطةَ سياسيّة للإمبراطور في اليابان، إلا أنّ أكيهيتو لم يعتبر أنّه من الصّائب الاستمرار في تقليص مهام الإمبراطور الرّسميّة، وهو ما كان عمد إليه الإمبراطور خلال الفترة الأخيرة بسبب تدهور صحّته. وكان أكيهيتو خضع، الشّهر الماضي، إلى جراحةٍ في القلب، كما أنّه يعاني من سرطان البروستات ويخضع للعلاج.
وفي خطابه الّذي أتى بعد يومين على الذّكرى الواحدة والسّبعين لإطلاق الولايات المتّحدة القنبلة النّوويّة على مدينة هيروشيما، وقبل يومٍ واحدٍ من ذكرى إطلاقها على مدينة ناكازاكي، لم يتوانَ أكيهيتو عن إبداء مخاوفه على أفراد العائلة المالكة الّذين سيأتون من بعده. ويحلّ محلّ الإمبراطور اليابانيّ وريثه على العرش، وهو ابنه ناروهيتو (56 عاماً). ولأنّ الدّستور اليابانيّ يمنع النّساء من التّربّع على العرش، يرث ناروهيتو شقيقُه الأمير أكيشينو، بدلاً من ابنته الوحيدة، ليذهب التّاج بعد ذلك إلى ابن شقيقه هيساهيتو ذي الأعوام التّسعة.
وبحسب الدّستور، لا يحقّ للإمبراطور التّنازل عن العرش، وعليه أن يتابع مهامه حتّى وفاته. ولم يغفل أكيهيتو عن هذه الحقيقة، إذ قال «حتّى في هذه الحالة، لا تتغيّر حقيقة أنّ على الإمبراطور أن يتابع مهامه حتّى نهاية حياته، حتّى ولو كان غير قادرٍ على تحمّل كامل مهامه بصفته إمبراطوراً».
وعلى الرّغم من أنّ عامّة الشّعب اليابانيّ تتعاطف مع رغبة أكيهيتو بالتّنازل عن العرش، إلا أنّ خطوة كهذه ليست بالسّهولة المتخيّلة. فالتّنازل عن العرش، أو التّقاعد، يتطلّب تعديلاتٍ دستوريّة لا يُبدي المحافظون رغبةً في الإقدام عليها. ويخشى المحافظون، ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي واحدٌ منهم، من توسّع دائرة الاحتمالات المقبلة حول العرش الملكيّ في حال السّماح للإمبراطور بالتّنحّي، في خطوةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخ اليابان الحديث. وبالنّسبة للمحافظين، تأتي إمكانيّة السّماح للنّساء بالتّربّع على العرش على رأس تلك الاحتمالات. كما أنّهم قلقون من احتمال نشوب صراع مع إمبراطورٍ جديد.
ورث أكيهيتو العرش في العام 1989 بعد وفاة والده هيروهيتو الّذي خاضت اليابان الحرب العالميّة الثّانية في عهده. وسعى لتضميد جراح الحرب في آسيا خلال رحلاتٍ في الخارج وعمل على تقريب العائلة الإمبراطوريّة من الشّعب.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*