بدأت الحكومة البريطانية اتصالات عاجلة مع دولة الإمارات من أجل الحصول على مزيد من المعلومات بشأن ثلاث مؤسسات بريطانية أدرجتها أبوظبي مؤخراً على قوائم الإرهاب، وهو ما يعني أن لندن قد تتخذ إجراءات بحق المؤسسات المشار إليها، في الوقت الذي تجري فيه المملكة المتحدة تحقيقاً منذ أبريل الماضي لتحديد ما إذا كانت جماعة الإخوان المسلمين ضالعة في أعمال إرهابية أم لا.
وذكرت صحيفة الـ’تايمز’ أن المؤسسات البريطانية الثلاث التي أدرجتها مؤخراً الإمارات على قوائم الإرهاب ترتبط بشكل أو بآخر بجماعة الإخوان المسلمين، في الوقت الذي نقلت فيه الصحيفة عن ناطق باسم الحكومة البريطانية قوله: ‘طلبنا مزيداً من التوضيحات من دولة الإمارات بشأن ارتباط المؤسسات المشار إليها بالإرهاب والآثار العملية المترتبة على إدراجها ضمن القائمة’.
وكانت حكومة الإمارات قد أدرجت 83 منظمة من مختلف أنحاء العالم على قوائم الإرهاب لديها، من بينها ثلاث منظمات بريطانية هي: ‘هيئة الإغاثة الإسلامية’ و’الرابطة الإسلامية في بريطانيا’ و’مؤسسة قرطبة’، وهي مركز دراسات وأبحاث.
وكشفت جريدة الـ’تايمز’ أن ‘هيئة الإغاثة الإسلامية’ أبرمت عقوداً مع جهة حكومية في لندن تصل قيمتها إلى 12.5 مليون جنيه استرليني (19.5 مليون دولار).
أما ‘الرابطة الإسلامية’ في بريطانيا فتقول الـ’تايمز’ إن جماعة الإخوان المسلمين هي التي أسستها بلندن في العام 1997.
هذا وقد أثار قرار مجلس الوزراء الإماراتي حول اعتماد قائمة تضم عددا من التنظيمات التي أسماها بـ«الإرهابية» من مختلف دول العالم، منها المجلس الإسلامي النرويجي. قلقا واسعًا بين المنظمات المدرجة في القائمة من حول العالم. لتنفس العديد منها صلتها بأي شكل من أشكال دعم التنظيمات الإرهابية ونشطاتها.
وحذر نشطاء ودعاة وباحثون من أن القائمة السوداء التي وضعتها الإمارات العربية السبت لما وصفتها بالجماعات والتنظيمات الإرهابية والقاضية بوضع 83 منظمة وجماعة على لائحة الإرهاب، قد تؤدي إلى تقوية الإرهابيين الحقيقيين كتنظيم الدولة الإسلامية، وتجعلها تبدو أكثر قوة.
وقد طالبت وزارة الخارجية النرويجية من الإمارات توضيحاً تبين فيه أسباب إدراج المجلس الإسلامي النرويجي في قائمة الإرهاب، نافيًة صلته بتلك النشطات ومبدية استغرابها من القرار.
بدورها، أبدت منظمة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» تعجّبها واستنكارها الشديد من إضافتها لقائمة الجماعات الإرهابية الإماراتية، واصفًة ذلك بـ «التحرك الغريب» للسلطات الإماراتية.
وطالبت «كير» في بيان نشرته أمس الأحد عبر مواقع التواصل، طالبت السلطات الإماراتية بتوضيح أبعاد تشكيل هذه القائمة «الصادمة والغريبة» من منظورها، حيث أنه «ليس هناك أي أساس واقعي لإدراج كير وغيره من منظمات الحقوق المدنية والأمريكية والأوروبية وجماعات الدعوة الإسلامية في هذه القائمة»، على حد تعبيرها.
وأضاف البيان الصادر عن المنظمة، أنها مثل بقية المؤسسات التي تمثل التيار الرئيسي للمجتمع المسلم الأمريكي، وتُعد نموذج للدعوة، وهي على نقيض تام عن التطرف والعنف.
وتابع البيان بالقول «إننا ندعو مجلس وزراء الإمارات العربية المتحدة لمراجعة هذه القائمة وإزالة منظمات مثل مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية، والجمعية الأمريكية الإسلامية ومنظمات المجتمع المدني الأخرى التي تعزز سلميا الحقوق المدنية والديمقراطية والتي تعارض الإرهاب كلما حدث ذلك، أينما وقعت وأيا كان حاملها».
هذا وتُعد «كير» أحد أكبر منظمات الحريات المدنية الإسلامية والدعوة في أمريكا. وتتمثل مهمتها في تعزيز فهم الإسلام، وتشجيع الحوار، وحماية الحريات المدنية، وتقوية المسلمين الأمريكيين، وبناء التحالفات المعنية بنشر العدالة والفهم المتبادل.
ومن بين العديد من مبادرات مكافحة الإرهاب، انضمت «كير» مؤخرا إلى عددا من العلماء والزعماء المسلمين الوطنيين والمحليين في واشنطن العاصمة، لإطلاق رسالة هي الأولى من نوعها هناك، باللغتين العربية والإنجليزية، وكان قد وقعه عليها أكثر من 120 من علماء الإسلام الدوليين وقادة المسلمين، وناشدت الرسالة بدحض فكر الجماعات الإرهابية، خاصة «داعش». كما حثت مؤيدي هذه الجماعات على «التوبة والعودة إلى دين الرحمة».
من جهتها أعلنت الولايات المتحدة أنها تجري اتصالات مع الإمارات بشأن إدراج منظمتين إسلاميتين أميركيتين في قائمة ‘الإرهاب’ التي ضمت 83 منظمة وحركة وحزبا.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية جيف راثكي إن واشنطن تحاول الحصول على معلومات إضافية حول دوافع الإدراج.