الحقيقة – العربية نت
في تطور سريع للأحداث في القدس المحتلة والأحياء العربية بعد الهجمات التي شنها فلسطينيون الثلاثاء، مما قد يزيد حالة الاحتقان والمواجهات على نطاق أوسع أفادت أنباء أولية عن عملية طعن جديدة مساء اليوم في مدينة كفار سابا شمال تل أبيب أدت إلى جرح ثلاثة مستوطنين.
وكان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جهاز الشرطة قد أمر باتخاذ إجراءات فورية رداً على هجوم القدس من بينها نصب حواجز على مداخل الأحياء العربية في القدس المحتلة، وإخضاع سكانها لتفتيش دقيق وتسريع هدم منازل منفذي الهجمات من الفلسطينيين ودفن المنفذين خارج مدينة القدس وتسهيل منح تراخيص حمل سلاح لليهود واستدعاء أربع كتائب احتياط من حرس الحدود الإسرائيليين لتنشر في القدس.
كما أعلن وزير الأمن اسحق اهرونوفيتش أن إسرائيل ستقوم بتسهيل حمل الأسلحة للدفاع عن النفس. وقال في حديث مع الإذاعة العامة: “في الساعات القادمة، سأقوم بتخفيف القيود على حمل الأسلحة”، مشيراً إلى أن الأمر سينطبق على أي أحد لديه رخصة لحمل السلاح مثل الحراس الشخصيين أو ضباط الجيش وهم خارج الخدمة.
وكانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين قد تبنت عملية الهجوم على الكنيس اليهودي صباح الثلاثاء، وقالت إن منفذي الهجوم ينتميان إليها.
وقال بيان صحافي “إننا في كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، نبارك هذه العملية”. وهي العملية التي أعقبتها إدانات من عدة عواصم، وحتى من السلطة الفلسطينية.
وقبل ذلك، أفاد مراسل “العربية” في القدس أن حصيلة الهجوم على كنيس يهودي وصلت إلى 5 قتلى، حسب حصيلة رسمية، إضافة إلى 8 مصابين بعضهم في حالة خطرة، بالإضافة إلى فلسطينيين وهما المهاجمان على ما يبدو.
وذكرت الشرطة الإسرائيلية أن القتلى يحملون جنسيات أجنبية، إلى جانب جنسياتهم الإسرائيلية، وتبين أن بينهم بريطانيا و3 أميركيين.
وقال مراسل “العربية” إن منفذا الهجوم على الكنيس هما غسان وعدي أبوجمل من جبل المكبر في القدس، وهما من عائلة الجمل وعمهما جمال الجمل، وهو أسير محرر في صفقة الجندي “شاليط”، وأعادت إسرائيل اعتقاله قبل عدة أسابيع فقط، بينما توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ”رد قوي” على هذا الهجوم.
وترى إسرائيل أن الهجوم يعد نقطة تحول في الوضع الأمني بالقدس، وذلك على ما يبدو، بسبب الخسائر الكبيرة في عدد القتلى والمصابين بالهجوم، وموقع العملية على بعد مرمى حجر من المكان الذى وجد فيه السائق المقدسي مشنوقاً، مما يوحي بأن العملية تبدو وكأنها عملية انتقامية لمقتله.
ودانت السلطة الفلسطينية الهجوم على الكنيس الذي وقع صباح الثلاثاء، ودانت أيضا قتل المدنيين من أي طرف كان.
واتصل وزير الخارجية الأميركي جون كيري برئيس الوزراء الإسرائيلي ونقل له تعازي الإدارة والشعب الأميركيين. وقال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن هجوماً على معبد يهودي بالقدس يشتبه بأن فلسطينيين نفذاه وخلف أربعة قتلى اليوم الثلاثاء هو عمل “إرهابي محض”.
وقال للصحافيين خلال زيارة للندن “ببساطة هذا لا مكان له في السلوك الإنساني”، كما دعا الزعماء الفلسطينيين للتنديد بالهجوم.
ووقع الهجوم في حي هار نوف، وهو يقع غرب القدس وهو يقع على أنقاض دير ياسين الفلسطينية، ويسكنه 30 ألفاً من اليهود المتدينيين، والذين يسمون “الحارديم” وهي منطقة سهلة للمهاجمين.
ومن جهتها، قالت الشرطة الإسرائيلية إن رجلين مسلحين بمعاول وسكاكين يعتقد أنهما فلسطينيان أصابا ثلاثة أشخاص على الأقل في معبد بالقدس قبل أن تطلق الشرطة عليهما النار وتقتلهما.
ومن جهة أخرى، أكد مراسل “قناة العربية” أن حادث إطلاق نار على دورية إسرائيلية في الضفة الغربية تم من خلال سيارة مسرعة أطلقت النار على جيب لدورية إسرائيلية، ولم تقع أية إصابات، وتقوم الشرطة الإسرائيلية بمحاولة العثور على المهاجمين من خلال الأكمنة والحواجز ولكنها لم تعثر عليهم حتى الآن.
وأضاف أن الوضع المتفجر في القدس والضفة الغربية أصلا قد يزداد اشتعالا بعد هذا الحادث، وخاصة أن إسرائيل تخطط لهدم 4 بيوت لمهاجمين فلسطينيين من بينهم منفذا العملية الأخيرة.
وباركت حركتا حماس والجهاد الإسلامي الثلاثاء الهجوم على الكنيس في القدس الذي اعتبرته الجهاد “رداً طبيعياً على جرائم الاحتلال” الإسرائيلي.
واعتبرت حركة حماس أن هذا الهجوم الأكثر دموية منذ سنوات في المدينة المقدسة، هو “رد على جريمة إعدام الشهيد (يوسف) الرموني” السائق الفلسطيني الذي عثر عليه مقتولا الاثنين في حافلته في القدس الغربية، فيما قالت حركة الجهاد الإسلامي إنه “رد طبيعي على جرائم الاحتلال”.