الرئيسية / أقسام أخرى / منوعات / تقنيات حديثة لمعالجة تلوث الأغذية

تقنيات حديثة لمعالجة تلوث الأغذية

تؤكد تقارير حديثة لمنظمة الصحة العالمية أن العالم يشهد مؤخرا ارتفاعا كبيرا فى معدلات الأمراض المرتبطة بسلامة الغذاء، وأنه لابد من اتخاذ كافة التدابير اللازمة لتقليل المخاطر الصحية التى يتعرض لها الإنسان عن طريق الغذاء الملوث،
وفى إطار تحقيق متطلبات جودة وسلامة الأغذية عقدت مؤخرا بهيئة الطاقة الذرية ندوة تحت عنوان (سلامة الغذاء والتقنيات النووية) والتى نظمتها الجمعية المصرية لسلامة الغذاء بالمركز القومي للبحوث بالتعاون مع مركز بحوث وتكنولوجيا الإشعاع ، وذلك تحت رعاية د.عاطف عبدالحميد رئيس هيئة الطاقة الذرية. وصرحت د. لمياء سليم أمين عام الجمعية ومنظم الندوة بأن المحاور تضمنت نظرة شاملة عن تقنية معالجة الأغذية بالإشعاع ودورها في تحقيق سلامة الغذاء والتشريعات المتعلقة بهذه التقنية، وكذلك دور التطبيقات النووية الحديثة لإطالة فترات صلاحية الغذاء واستخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية فى الكشف عن غش اللحوم هذا علاوة على كيفية تحقيق متطلبات جودة وسلامة الأغذية. وأشار د.على حماد أستاذ علوم وميكروبيولوجيا الأغذية إلى أنه توجد أنواع عديدة من الطفيليات الضارة التى تصيب الحيوانات والدواجن والأسماك وتنتقل إلى الإنسان عن طريق لحومها وأعضائها المختلفة مسببة العديد من الأمراض الخطيرة، وفى الأعوام الأخيرة تم رصد وتسجيل عدد من الحالات المرضية وهى فى تزايد مستمر بسبب تناول فواكه وخضراوات طازجة بها طفيليات وصلت إليها من خلال مياه الرى أو الأسمدة العضوية. وأكد أن تقنية معالجة الغذاء بالإشعاع قد أثبتت فاعلية عالية فى التحكم والسيطرة على هذه الكائنات الحية الدقيقة التى تسبب مخاطرللإنسان، حيث تستعمل جرعات إشعاعية تتراوح ما بين (2 إلى 7 كيلوجرامات) فى إزالة جميع أنواع البكتيريا الممرضة والبكتيريا المفرزة للسموم الداخلية غير المتجرثمة، كما تستعمل جرعات إشعاعية أعلى نسبيا تصل إلى 10 كيلوجراات فى قتل خلايا جميع الفطريات المفرزة للسموم الفطرية الموجودة فى الغذاء، أما الجرعات الإشعاعية المنخفضة فهى كافية لوقف دورة حياة الطفيليات ووقف العدوى بها.

وعن التشريعات المتعلقة بمعالجة الأغذية بالإشعاع، أشار د.حماد إلى أن هيئة دستور الغذاء الدولية عام 1983 أصدرت المواصفات القياسية للأغذية المعالجة بالإشعاع، وكذلك دستور المصادر الإشعاعية المستخدمة وضوابط استخدامها، مما أعطى ضمانة للحكومات وللمستهلكين وثقة فى سلامة الغذاء المعالج بالإشعاع الأمر الذى ترتب عليه موافقة أكثر من 70 دولة من دول العالم على تطبيق هذه التقنية لتحقيق أغراض حفظ وصيانة وسلامة الغذاء.

وحول استخدام تقنيات البيولوجيا الجزيئية فى الكشف عن غش اللحوم، أشار د.طارق المغربى أستاذ ورئيس معمل البيولوجيا الجزيئية بالمركز القومى لبحوث وتكنولوجيا الإشعاع بهيئة الطاقة الذرية إلى دور تفاعل البلمرة المتسلسل PCR فى الكشف عن الكائنات الحية الدقيقة في الأغذية، موضحا أهمية تحديد أنواع الحيوانات المستخدمة فى منتجات اللحوم التجارية فيما يتعلق بالنواحى الاقتصادية والصحية، ويتم ذلك باستخدام تقنيات مختلفة مثل تفاعل البلمرة المتسلسل (PCR) وقصر تعدد الأشكال طول القطعة (PCR-RFLP).

وفى محاضرة مهمة عن سلامة الغذاء والتطبيقات النووية الحديثة لإطالة فترات صلاحية الغذاء وضح الدكتورمجدى محب الدين أستاذ سموم وملوثات الغذاء بالمركز القومى للبحوث أنه من السهل تقييم مدى فعالية وكفاءة نظم سلامة الغذاء بالنظر إلى مصادر الخطر المعروفة عند الحلقة الأخيرة من السلسلة الغذائية، وهى مرحلة تناوله أو مايعرف أحيانا “مائدة الإنسان”.

عن ALHAKEA

اضف رد

لن يتم نشر البريد الإلكتروني . الحقول المطلوبة مشار لها بـ *

*