تنوعت اهتمامات الصحف البريطانية في تناولها لشؤون الشرق الأوسط بين التوتر الفلسطيني الإسرائيلي وآثاره الإقليمية، وختان الإناث في مصر، والمحادثات النووية الإيرانية.
في صحيفة فاينانشيال تايمز، نطالع تقريرا عن التهديد الذي يشكله التوتر بين الفلسطينيين وإسرائيل على صفقة غاز مرتقبة بين الأردن والدولة العبرية.
وتشير الصحيفة إلى أن هناك معارضة شديدة داخل الأردن للصفقة التي تمتد 15 عاما، وتقضي بشراء المملكة ما قيمته 15 مليار دولار من الغاز الطبيعي من احتياطي حقل ليفياثان الإسرائيلي.
ويقول مسؤولون أردنيون إن الصفقة، التي مازالت بانتظار موافقة الحكومة، ماضية قدما، لكن أي توتر جديد بشأن المسجد الأقصى سيهدد كافة مجالات التعاون بين الجانبين، ومنها صفقة الغاز، بحسب التقرير.
ووقعت شركة الكهرباء الوطنية الأردنية في سبتمبر/ ايلول اتفاقا بالأحرف الأولى مع شركتي نوبل إنرجي الأمريكية وديلك الإسرائيلية. وقبل اندلاع التوتر الشهر الماضي، قال وزير الطاقة الأردني إن بلده ماض في توقيع الصفقة في نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري.
ومن شأن الاتفاقية أن تنهي اعتماد الأردن على إمدادات الغاز المحدودة من مصر وتقليل الفاتورة السنوية للطاقة بما يقدر بنحو 1.4 مليار دولار.
لكن ثمة معارضة للاتفاقية تنمو وسط جماعات المجتمع المدني وبين السياسيين، بحسب فاينانشيال تايمز.
وتنقل الصحيفة عن يحيى محمد السعود، النائب ورئيس لجنة فلسطين بالبرلمان الأردني، قوله إن “الأردنيين غير مستعدين للقبول بهذه الاتفاقية. سأعود لامتطاء الحمار وتدفئة بيتي بالخشب قبل أن أفكر في الحصول على الغاز من إسرائيل.”
اهتم عدد من الصحف بالقرار القضائي بتبرئة أب وطبيب في مصر من الاتهام بالتسبب في مقتل طفلة (13 عاما) أثناء خضوعها لعملية ختان، وذلك في أول محاكمة من نوعها في أكبر دولة عربية.
ووصفت صحيفة الغارديان حكم البراءة بأنه “سحق الآمال بأن حكما هاما سيثني الأطباء المصريين عن استمرار العمل بهذه الممارسة واسعة الانتشار.”
وتابع نشطاء ومسؤولون القضية على أمل أن تبعث رسالة قوية إلى الأطباء، مفادها أنه لن يتم التسامح مع ختان الإناث، المحظور بموجب القانون منذ عام 2008، بحسب الصحيفة.
لكن الحكم بعث بعكس هذه الرسالة، بحسب عاطف أبو العينين، المحامي بمركز المرأة للإرشاد والتوعية القانونية.
وقال أبو العنين “بالطبع لن يكون هناك رادع لأي طبيب بعد هذا. أي طبيب بوسعه القيام بأي ختان للإناث الآن.”
بدورها، اهتمت صحيفة التايمز بالموضوع، حيث قالت إن الحكم تسبب في “صدمة”.
ونقلت الصحيفة عن سعاد أبو دية، الممثلة الإقليمية لمنظمة “المساواة الآن” الحقوقية، قولها “كنا نعوّل على أن يكون الحكم بالإدانة، وذلك كدرس لكافة الأطباء الذين يقومون بختان الإناث في مصر.”
وأضافت أبو دية أن “هذا خطوة إلى الوراء في الحركة من أجل إنهاء الختان في مصر، والذي ينتهك حقوق الإنسان وحقوق المرأة.”
وكانت منظمة “المساواة الآن” هي التي دفعت بالقضية إلى أروقة المحكمة، وقد قررت الاستئناف ضد حكم البراءة.
وفي صحيفة الغارديان، نطالع افتتاحية تحث زعماء إيران على التمسك بما تراه “فرصة العمر” للتوصل إلى اتفاق في المحادثات بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
وفي هذا الإطار، تقول الصحيفة إن الرئيس الأمريكي، باراك اوباما، يريد تحقيق إنجاز دبلوماسي مع دخوله آخر عامين في منصبه.
وتشير الافتتاحية إلى أن اوباما بعث 4 رسائل إلى المرشد الإيراني، آية الله عي خامنئي، في دليل إضافي على “الاحترام المتبادل” الذي عرضه في عام 2009.
وفي أحدث هذه الخطابات، قال اوباما إن وجود تنظيم “الدولة الإسلامية” كعدو مشترك لإيران والولايات المتحدة، فإن البلدين أصبحا في موقع مختلف تماما.
وعلى الجانب الآخر، بعث الرئيس الإيراني، حسن روحاني، إشارات إيجابية لأسباب ليس أقلها أن انخفاض أسعار النفط العالمية تعني أن من الضروري تخفيف العقوبات المفروضة على بلده، بحسب الغارديان.
وتذهب الصحيفة إلى أن السؤال هو ما إذا كان كل هذا كافيا للخروج بنتيجة من المحادثات التي تصل موعدها الأخير يوم الاثنين المقبل.
إصابات بمواجهات في القدس وعباس يستنجد بقادة العالم
أسفرت المواجهات التي اندلعت مساء الخميس بين شبان فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي في ضاحية أبو ديس وحي جبل المكبر بمدينة القدس المحتلة عن إصابة 12 فلسطينيا، في وقت بعث فيه الرئيس الفلسطيني محمود عباس رسائل عاجلة إلى عدد من القادة السياسيين دعاهم فيها للتدخل الفوري لوقف تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
وأفاد مراسل قناة الجزيرة الاخبارية في القدس إلياس كرام بأن مواجهات اندلعت في الساعات الأخيرة بضاحية أبو ديس شرق القدس، وأنها أوقعت 12 إصابة بين الفلسطينيين.
وفي حي جبل المكبر بالقدس اقتحمت قوات الاحتلال خيمة العزاء للشهيدين غسان محمد أبو جمل (27 عاما) وعدي عبد أبو جمل (22 عاما) منفذي عملية الكنيس اليهودي، وقمعت القوات الإسرائيلية من كانوا فيها بقنابل الصوت والغاز قبل أن تنسحب وتتمركز على مداخل الحي وتغلقه.
وأضاف المراسل أن قوات الشرطة الإسرائيلية قامت بالتزود بقنابل الصوت والغاز، مما يدل على عزمها تنفيذ عملية اقتحام أخرى للخيمة.
وتدور مواجهات منذ ساعات الصباح في حي جبل المكبر بالقدس الشرقية، حيث أغلق الشبان الفلسطينيون الطريق المؤدي لجبل المكبر، ورشقوا قوات الشرطة الإسرائيلية بالحجارة، وردت الشرطة بإطلاق قنابل الصوت وقنابل الغاز المدمع باتجاه المتظاهرين دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
في غضون ذلك، بعث الرئيس الفلسطيني رسائل عاجلة إلى السكرتير العام للأمم المتحدة بان كي مون، ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ووزير خارجية روسيا سيرغي لافروف، والمفوضة السامية للعلاقات الخارجية والأمنية في الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغريني، ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير دعاهم فيها للتدخل الفوري لوقف تصعيد الاعتداءات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني.
كما دعا عباس إلى وقف الاعتداءات على المسجد الأقصى المبارك وهدم البيوت، والنشاطات الاستيطانية والاغتيالات والاقتحامات والاعتقالات ومصادرة الأراضي.
وأكد أن دولة فلسطين تبذل جهودا كبيرة في مجال التهدئة، إلا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية سيؤدي إلى تصعيد دوامة العنف والفوضى والتطرف، محملا الحكومة الإسرائيلية نتائج وتبعات هذه السياسات.