قال المدير الفني لمنتخب الكويت الوطني جورفان فييرا إنه لم يقرر بعد ما إذا سيترك تدريب الأزرق أم لا، لكنه أوضح أن كل شيء بات محتملاً، كما ذكر أن ما حدث حين خسر الأزرق الكويتي بخمسة أهداف نظيفة من المنتخب العماني كان طارئاً، مشيراً إلى أن أول من يتحمل المسؤولية بالطبع هو المدرب، “فهناك مجلس إدارة لاتحاد الكرة سيرى ماذا يفعل، وأنا كذلك سأرى ماذا أفعل”.
حديث فييرا جاء في حوار أجرته معه صحيفة البيان الإماراتية، قبيل مغادرة بعثة المنتخب الكويتي العاصمة الرياض، بعد الهزيمة الكارثية التي تعرض لها أمام نظيره العماني وأقصته من الدور الأول من البطولة ووصفت بـ «الفضيحة» كما وضعت “فييرا” في هذا الموقف الصعب، إذ انهالت عليه الاتهامات والمطالبة بإقالته.. إلا أنه قال أنه يملك شجاعة المواجهة لأنه يدرك المسؤولية التي يتحملها.
لست “خروفاً”
وفي البداية سألته حول ما إذا كان يرغب في عدم الاستمرار لاسيما بعد تصريحات رئيس الاتحاد الكويتي الشيخ طلال الفهد بعد المباراة بأنه باقٍ في منصبه، أوضح «ربما استقيل وربما لا، لم أقرر بعد وكل شيء محتمل (قبل مغادرة البعثة للرياض).
وأعتقد أن اتحاد الكرة حر في اتخاذ ما يراه مناسباً، والشيخ طلال رجل ذكي ويعلم ماذا يفعل ويثق في عملي، وأكرر أن ما حدث أول من أمس كان طارئاً، وأول من يتحمل المسؤولية بالطبع هو المدرب، هناك مجلس إدارة لاتحاد الكرة سيرى ماذا يفعل، وأنا كذلك سأرى ماذا أفعل.
وأكرر انني لدي الحرية في اتخاذ قراراتي، وأنا لست كالخروف أوقع عقداً وعلي أن أحني رأسي بعدها طوال مدة العقد، فإذا أرادوا استمراري استمر وإذا لم يريدوا أرحل، لا أقبل بهذا، أنا أيضاً حر لأقرر بقائي من عدمه في أي مكان أقوم بتدريبه، وأملك القوة لاتخاذ مثل هذه القرارات، وأقوم بها بنفسي وليس بأمر أي شخص آخر.
الرحيل أو البقاء
وعن ما تردد عن تقديم استقالته من منصبه أوضح «هم أحرار فيما يقال، وأنا كذلك حر في الرحيل، هناك عقد بيني وبين اتحاد الكرة الكويتي، هم بإمكانهم إقالتي، وأنا أيضاً بإمكاني الاستقالة، لم يكن هناك أي حديث بعد المباراة مباشرة في هذا الموضوع نظراً لعدم وجود وقت، خصوصاً وأن الأعصاب مشدودة ولم يكن الوقت المناسب لقول أي شيء، وكذلك الاتحاد أخذ الوقت الكافي والهدوء، ورؤية الموقف، وأنا أتخذ قراري والاتحاد أيضاً».
الحياة مستمرة
وقال فييرا إن «الهزيمة التي تعرضنا لها لن تدمر حياتي، فكم من المنتخبات والفرق الكبيرة خسرت بمثل هذه النتيجة الثقيلة وبأهداف أكثر من الخماسية، هذه هي كرة القدم وهذه هي حياتي كمدرب، فقد أفوز غداً بخماسية لأنني أملك إنجازاتي والعمل الذي قمت به على مدار سنوات ويعرفه الجميع، والحياة سوف تستمر ولن تتوقف على مجرد الخسارة في مباراة، لأنه في كل يوم نتعلم درساً جديداً، ولكن علينا الاستفادة منها لاكتساب خبرات جديدة أيضاً.
هزيمة كارثية
وأضاف :«اعترف أن الهزيمة كارثية، ولكننا بالفعل ارتكبنا أخطاء كثيرة، ولعبنا أسوأ مبارياتنا في البطولة، ونحن من أعطى المنتخب العماني الفرصة للفوز بهذه الطريقة، فلم يكن لدينا ردة فعل قوية، وفتحنا الباب وقلنا لمنتخب عمان «مرحباً»، هذه هي الحقيقة.
وإذا كنا خرجنا بنتيجة ثقيلة، ذلك بسبب أخطائنا، لا أقلل من كفاءة وأفضلية منتخب عمان ومدربه، ولكن نحن من جعلنا مهمتهم أكثر سهولة، وجميع اللاعبين فقدوا تركيزهم تماماً وحماسهم، لعبنا بشكل سيىء، والحظ أيضاً لم يكن في صفنا.
إلا أننا وبرغم الخماسية لو كانت انتهت مباراة الإمارات وعمان بالتعادل لكنا في نصف النهائي، فكل المنتخبات كانت تملك فرصة التأهل، مع كل الاحترام والتقديم لمنتخبي الإمارات وعمان وما قدماه، لا أوافق على أنهما المنتخبان اللذان استحقا التأهل، لأن المنتخبات الأربعة كانت لديها فرصة الصعود في الجولة الثالثة الحاسمة».
لا ألوم اللاعبين
وتابع :«لا ألقي باللوم على أي لاعب في المنتخب بسبب ارتكاب الأخطاء، لأنها ليست طريقتي وأسلوبي، وأنا اعتدت على تحمل المسؤولية، وجميع اللاعبين شعروا بالضغط والمسؤولية الملقاة على عاتقهم في المباراة من أجل التأهل، فماذا أستفيد إذا قلت إن «فلاناً» أخطأ.
ولكن أحد الأسباب المهمة في الخروج بهذه النتيجة الثقيلة الضغط الكبير على اللاعبين برغم أن هذا الضغط واقع على كل المنتخبات حتى منتخب اليمن، الذين قالوا عنه إنه ليس لديه مشكلة حتى لو خسر بنتائج كبيرة وقع تحت الضغط وعانى منه، لأن الجميع أراد الفوز.
وأعتقد أنه لا يمكننا اللعب بشكل جيد طوال الوقت وفي كل المباريات، فقد قدمنا أداءً جيداً أمام العراق والإمارات، وكنا الأفضل حظوظاً ولكننا للأسف لم نستغل هذه الميزة وانهار الفريق».
صعوبات كثيرة
وأشار فييرا إلى أن المنتخب الكويتي واجه صعوبات كثيرة في الإعداد للبطولة برغم أنه قدم أداءً جيداً – من وجهة نظره – في أول مباراتين إلا أن الإعداد لم يكن كافياً، وقال :«صحيح أن كل المنتخبات كان لديها صعوبات بسبب البطولات المحلية وازدحام الأجندة ولكن الأمر كان أصعب بالنسبة لنا.
واعتقد أن دولاً مثل السعودية والإمارات مثلاً في مستوى آخر من ناحية والإعداد والتنظيم، وفي الكويت لدينا أندية كثيرة ولكن القليل منها يملك هيكلة واضحة وفرقاً جيدة مثل القادسية والكويت وكاظمة والسالمية، والعديد هاجموني، لماذا أغلب لاعبي المنتخب من القادسية والكويت.
ولكن هذا لا يعني أن الفرق الأخرى ليس لديها لاعبون جيدون، يملكون نوعية اللاعبين الجيدين، ولكن يحتاجون إلى إعداد أكثر وخبرة أكبر، وهذه الأندية لا تلعب مباريات دولية كثيرة، والدوري الكويتي ليس دورياً قوياً، كما أن اللاعبين ليسوا محترفين وإنما هواة لأنهم يعملون في وظائف وبعضهم مازال في مرحلة الدراسة.
ومنهم من ينبغي عليه الحصول على تصريح من وظيفته للسفر مع المنتخب، هناك العديد من الأمور تحتاج إلى التغيير في الكويت لبناء فريق قوي، فالكويت لديها لاعبون جيدون على المستوى التكتيكي والفني، وأثبتوا ذلك بالفعل، ولكن لبناء منتخب قوي يجب أن يكون هناك دوري قوي أيضاً.
الحرص والحذر
وأكد ان «ما حدث أمام عمان لا يحدث كل يوم، ففي مباراة الإمارات كانت ردة فعل اللاعبين قوية، ولكن أمام عمان الضغط عليهم، خصوصاً وأن الهدفين الأول والثاني تم تسجيلهما في الدقائق الأخيرة من الشوط الأول.
ودائماً كنت أنبه اللاعبين أنه علينا الحرص والحذر في أول وآخر عشر دقائق بالتحديد من كل شوط، لأن معظم الأهداف تأتي في هذه الدقائق، وفي آخر الشوط الأول من مباراة عمان استقبلنا هدفين بأخطاء غبية وساذجة، ولكن قد يقول البعض، اللاعب أخطأ وتسبب في الهدف، إلا أنه عليك أن تقيم الضغط الواقع على اللاعبين.
واعترف بأننا أخطأنا ودفعنا الثمن، مشيراً إلى أن المنتخب الكويتي عانى في فترة الإعداد بعد أن انضم إلينا 10 لاعبين مصابين في معسكر أبو ظبي الأخير قبل البطولة بـ 6 أيام فقط من دون أي تدريبات، وبالتأكيد هذا أثر على أداء الفريق، ظهرنا بمستوى أفضل بدنياً أمام العراق والإمارات، ولكن اللياقة البدنية لم تكن كافية في المباراة الثالثة، والوقت كذلك كان قصيراً لأننا كنا في سباق مع الزمن.
علاقة جيدة
وأضاف : «علاقتي مع الشيخ طلال ليست فقط بين رئيس اتحاد ومدرب، فهي جيدة للغاية، نحن أصدقاء منذ عام 86 واحترم الشيخ طلال وأي قرار قد يتخذه الاتحاد إذا لم أتخذ قراراً من جانبي فأنا احترمه، وأقدر ما قاله عن استمراري مع الفريق وثقته في عملي.
ولكن علينا أن نرى بعض الأمور المهمة، من جانبي غيرت العديد من الأشياء في منتخب الكويت، فالمنتخب أصبح يلعب بطريقة مختلفة، فأنا كمدرب أريد رؤية فريقي يلعب كرة قدم مفتوحة، دفاعية وهجومية، وأرفض أيضاً التدخل في عملي».
وعن الهجوم والضغوط الشديدة التي يتعرض لها قال:«لا أبالي بمن يهاجمني فهم يعرفون كرة القدم، اعتدت على ذلك، وقبل أيام الجميع كان يريد تقبيلي ولكن اليوم بسبب أنني خسرت بالخمسة الجميع يسبني، وذلك يصدر من الأشخاص الذين يتعاملون بوجهين، أما أنا فأتعامل بوجه واحد فقط، وهذا هو الاختلاف.
مشيراً إلى أنه «لا أهتم بما يفكر فيه الناس لأن في المنطقة العربية كل الناس خبراء في كرة القدم، برغم أنه لا أحد منهم عمره قام بالتدريب، ولا حتى ارتدى حذاءً رياضياً في قدمه ودخل به ملعب كرة، لا أهتم بمثل هذا النوع من التقييم، واليوم من السهل جداً الحصول على أموال كثيرة من العمل كمحلل في التليفزيون».
وأضاف :«أعتقد أن الناس في المنطقة العربية يحبون صنع سيناريوهات درامية مثل أفلام الرعب، نحن لا نحتاج إلى كل هذه الضجة، في أوروبا كل الأندية قد تخسر وبنتائج كبيرة ولكن في اليوم التالي تسير الأمور وكأن شيئاً لم يحدث.
ولكن هنا مع أي خسارة ثقيلة تصاحبها دراما للأحداث، ومن جانبي لدي القدرة على المواجهة واستطيع أن أسير في الشارع بنفس الطريقة سواء كنت فائزاً أو خاسراً فلا يوجد ما يغيرني، فقد واجهت الجميع بعد المباراة بشجاعة».
مشكلة خليجية
وشدد على أن مشكلة الكرة الخليجية في إقالة المدربين المستمرة، موضحاً: «كم من المدربين تم تغييرهم في نادٍ واحد الموسم الماضي على سبيل المثال، أنا لا أقول نادياً بعينه، ولكن الكثير كما يعلم الجميع، كما أن مدرب عمان لوجوين كان في وجه المدفع إذا خسر لأقيل ولكنه الآن بطل، لا يوجد مدرب يستطيع فعل شيء من دون الحصول على الوقت.
هم يحضرون المدرب وينتظرون منه السحر، ولدي تجارب شخصية أيضاً، كمدربين نحن نأتي ليطلقوا علينا الرصاص، ونصبح ضحايا عندما نخسر، وحتى إذا لم أستمر مع منتخب الكويت لن أجلس في البيت، وأنا هنا في الخليج من 79، وربما إذا تلقيت عروضاً في منطقة أخرى لم لا تجربة التدريب في دول أخرى؟ فقد حققت الكثير في منطقة الخليج، ولدي آلاف من الأصدقاء في كل المنطقة ككل.
حزن
كرر فييرا اعتذاره للجماهير الكويتية على الأداء المخيب ولكل من توقع كرة قدم مختلفة من الأزرق، وقال :«أنا لست المدرب الأول الذي خسر بخمسة أهداف، ولن يتغير شيء في شخصي، بالطبع أشعر بالحزن والسوء، وإذا لم أشعر بذلك فهذا يعني أنني لا اهتم بعملي أو بالمنتخب، وأظهر وجهي للجميع لأنني لا أخاف من المواجهة».
نفي
مشاكل غير مؤثرة
نفى فييرا أن تكون المشاكل التي أحاطت بالمنتخب الكويتي خلال البطولة أثرت على الفريق، مؤكداً أن اللاعبين كانوا بعيدين عن أي مؤثرات خارجية في البعثة أو تصريحات المسؤولين تجاه الآخرين، وأشار إلى أن كأس الخليج كانت محطة في البرنامج الموضوع للمنتخب في الفترة الحالية، والخطوة التالية كأس آسيا في استراليا، في حالة استمراري سأواصل العمل، وليس معنى خروجنا من البطولة أن الحياة ستنتهي، وأظل «أخبط رأسي في الحيط».
فرص
الموقف صعب في كأس آسيا
عن فرص المنتخب الكويتي في كأس آسيا والمنتخبات العربية بشكل عام قال فييرا :«إذا تكرر ما حدث في كأس الخليج وانضم اللاعبون للمنتخب قبل أيام أو حتى والفريق ذاهب إلى استراليا ستكون الأمور في غاية الصعوبة، على المنتخب الكويتي الإعداد بطريقة أفضل.
خصوصاً وأن كل المنتخبات في خليجي 22 مستوياتها كانت في صعود وهبوط، ولكن المهمة في كأس آسيا صعبة للغاية، لوجود منتخبات قوية مثل استراليا واليابان وكوريا والصين أوزبكستان وإيران، والمستوى مختلف تماماً عن بطولة الخليج.