الزواج في اليهودية واجب ديني يحرص عليه بشكل أكبر اليهود المتدينين الذين يفضلون إتمام الزواج في سن مبكرة خاصة لو كان اليهودي قادرًا، ووفقًا للشريعة فإن من يرفض الزواج وهو ميسور الحال لا يقل جرمه عن جرم القاتل لأن كليهما “يطفئ نور الله، وينقص ظله في الأرض” وبالتالي تزول الرحمة عن شعب إسرائيل.
ويعتبر الزواج في الديانة اليهودية حدثا مقدسا ويطلق عليه اسم “كيدوشين” أي “التقديس” في إشارة لتقديس الرجل لزوجته وتقديس العلاقة بينهما، وترى اليهودية أن الزواج قضية مصيرية وقرار إلهي كما ذكر في التلمود.
ويقول الحاخامات: إنه قبل تكوين الجنين بـ 40 يومًا يتردد صدى إلهي قائلًا: بنت فلان – لفلان.. أي أن الزوجية “قرار إلهي مقدس”.
وحسب موقع “المغرد” الإسرائيلي فإن الزوجين يتعرفا على بعضهما البعض بواسطة خاطبة تحدد مواعيد لقاءات بينهما بناء على المواصفات التي يبحث عنها كل جانب، كما هو متعارف عليه في العديد من المجتمعات ومنها مجتمع اليهود الشرقيين.
وطريقة التعارف هذه غير مشروطة بفترة زمنية محددة كما أنه ليس هناك عمر معين للزفاف لكن بطبيعة الحال تميل المجتمعات الدينية إلى الزواج المبكر أكثر من المجتمعات العلمانية.
ليلة الحنة
بعد فترة غير محدودة من التعارف، وفي حال توافق الشابين في رغبتهما بالزواج، تحتفل العائلتان بالخطوبة، ويقيم يهود الشتات من الدول العربية وشمال أفريقيا حفل الـ”حنة” المعروف في المجتمعات العربية في الشرق الأوسط قبل ليلة الزواج، وهناك عادة إضافية في الحناء تشمل كسر صحن مزين من قبل والدتي الزوجين احتفالا بمناسبة المشتركة للعائلتين.
متوسط عمر الزواج
وبحسب بيانات صدرت مؤخرًا عن دائرة الإحصاء المركزية في إسرائيل، فإن متوسط عمر الزواج في المجتمع اليهودي المتدين هو 28 عاما عند الرجال و26 عاما عند النساء، كما أن معدل العزوبية عند الرجال يبلغ 65% وتتراوح أعمارهم بين 25-29 مقابل نسبة 50% لدى الجنس اللطيف.
إضافة لذلك يحرم القانون الإسرائيلي الزواج دون عمر 17، أما بين أعمار 17-18 يلزم القانون الحصول على موافقة الوالدين على ذلك.
ثورة التحريم
وفي الماضي سمحت الديانة اليهودية للرجل بالتزوج من عدد من النساء مثل الإسلام، كما ذكر في الكتاب المقدس أن سيدنا إبراهيم تزوج من 3 نساء وسيدنا يعقوب من 4 والملك داود من 6 إلخ، لكن القرن الـ11 ثورة فكرية لتنظيم العلاقات بين الرجال والنساء سميت بـ”تحريم الحاخام جرشون”.
وشمل هذا التحريم والذي وضعه القائد اليهودي الحاخام جرشون مئور هاجولاه، عدة مواضيع أهمها حظر التزوج من أكثر من مرأة واحدة، تعبيرا عن أهمية العلاقة بين الرجل والمرأة وبهدف تحسين قدرة الرجل على التعاطي مع زوجته، وعلى مر العصور التزمت جميع الجاليات اليهودية بهذا التحريم.
عادات قديمة
وكان من العادات القديمة التي يلتزم بها البعض حتى الآن أن عقد الزواج يتم في حضور عشرة أفراد من بينهم الحاخام، ومندوب المحكمة الشرعية وكاتبها، كما كان من العادات أيضا خروج العروس في الليلة السابقة للزواج في صحبة النساء من عائلتها متوجهات إلى بيت العريس، وتقف العروس مع عريسها تحت المظلة بملابسها البيضاء، يحيط بهما المدعوون، وكلاهما واقف في مواجهة الآخر، بينما يرتل الجميع الصلوات الداعية إلى نجاح هذه الزيجة.
حمام ديني
الليلة التي تسبق الاحتفال بالزواج الديني يتوجب على العروس الذهاب إلى “الميكفا” وهو حمام ديني، في صحبة أمها وحماتها وجدتها وعماتها، تحمل سلة من الصفصاف وضع به صابون معطر فاخر ومناشف وزجاجة كولونيا أو ماء ورد وليفة جديدة وقبقاب حمام مبرقش مطعم بالصدف و”طشت” من النحاس أو الفضة.