أشاد النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح اليوم الاثنين بعمق العلاقات بين دولة الكويت والاتحاد السويسري على الصعيدين الرسمي والشعبي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها الشيخ صباح الخالد في افتتاح احتفالية بذكرى مرور خمسين عاما على اقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بمشاركة عدد من كبار الشخصيات الدبلوماسية والسياسية.
واوضح الشيخ صباح الخالد ان الاحتفال بذكرى مرور نصف قرن على العلاقات بين البلدين الصديقين يأتي استكمالا وتتويجا مؤسسيا لمسيرة طويلة من العلاقات كان عنوانها التعاون التجاري بين البلدين.
واضاف ان الكويت كانت منذ القرن التاسع عشر مصدرا رئيسيا للؤلؤ الثمين الذي عرف طريقه الى الاسواق السويسرية التي كانت تحتاجه في صناعات الساعات والمجوهرات كما كان تجار الكويت هم اول من مهدوا لادخال البضائع السويسرية الى منطقة الخليج العربي.
واشار الى ان نمو العلاقات التجارية بين الجانبين الكويتي والسويسري تطور في الاتجاهين حيث بلغ مجمل الميزان التجاري بين البلدين 47ر4 مليار دولار خلال الفترة من عام 2006 وحتى عام 2015 كما ارتفعت الاستثمارات الكويتية في سويسرا خلال السنوات ال15 الماضية وصولا الى 9ر7 مليار دولار الى جانب ارتفاع معدلات الاقبال السياحي الكويتية على سويسرا سنويا.
واعرب الوزير الكويتي عن قناعته بأن كلا من الكويت وبرن تتشاطران الرأي بأن هذه الاحتفالية ليست فقط لاستذكار علاقات دبلوماسية تقليدية بين بلدين صديقين بل هي ايضا عرفان وتقدير لشبكة واسعة ومتشعبة من القواسم المشتركة بينهما على مختلف الأصعدة.
واضاف ان سويسرا ودولة الكويت التزمتا سياسيا بالسير في اطار معايير نبيلة وحقة مبدؤها وايمانها صون السلام العالمي وتحقيق الرفاهية البشرية ومنهجهما وطريقهما هو التعاون المشترك واحترام الآخر وعدم التدخل في شؤون الغير والحياد الايجابي.
كما لفت الى ان الكويت وسويسرا تتطلعان الى تحقيق العدل والمساواة وترسيخ مبادئ الحرية والديمقراطية والارتقاء بالفضاء الانساني الى مستوى الطبيعة الانسانية الحقة النابذة للشر والمرحبة بالخير والتواصل والسلام.
واضاف ان هناك امثلة عديدة على هذا التوافق السويسري – الكويتي في هذه الرؤية من بينها على سبيل المثال لا الحصر “موقفهما المشترك من الجرح النازف في اليمن الشقيق اذ استضافت سويسرا الجولات الاولى لمشاورات السلام بين الفرقاء اليمنيين والتي تم استكمالها خلال الأشهر الاربعة الاخيرة في دولة الكويت برعاية مبعوث الامين العام للامم المتحدة الخاص الى اليمن اسماعيل ولد الشيخ احمد”.
ولفت الى ادراك الجانبين الكويتي والسويسري مدى كارثية الاوضاع الانسانية التي يعانيها هذا البلد المنكوب مع اعتزام برن والكويت مواصلة الجهود سويا من اجل تحقيق السلام المنشود.
واضاف وزير الخارجية الكويتي ان الملامح الرئيسية للعلاقات المشتركة بين البلدين تدل بجلاء على ما للجانب الانساني من مساحة واسعة في سجل الهوية الوطنية اذ تعد سويسرا الحاضنة والمنارة الوضاءة الكبرى للمؤسسات والهيئات الدولية الانسانية.
وشرح ان هذه المؤسسات تمارس انشطتها وادوارها الاغاثية والتنموية وكذلك تلك المتعلقة بحقوق الانسان بكل اريحية وكامل الحرية وبحامية قانونية صلبة فأضحت الموئل لكافة المنكوبين والمعوزين والمستضعفين من جميع انحاء العالم.
في الوقت ذاته اوضح وزير الخارجية ان “الجانب الانساني والانمائي قد شكل لدولة الكويت عنوانا وهوية وطنية نعتز بها ايما اعتزاز”.
واوضح في هذا السياق كيف بادر قادة جيل النهضة الحديثة في عام 1961 بانشاء الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية لمد يد العون الى الشعوب المحتاجة وجسدت الكويت في حينه فكرا انسانيا خلاقا وغير مسبوق وتأطيرا لمناقب شعبية حميدة جبلت على العطاء وفعل الخير واستكمالا لمسيرة طويلة من العمل الاغاثي والانساني في الكويت.
وقال ان دولة الكويت بعد 55 عاما من انشاء هذا الصندوق تفخر وبكل مشاعر الرضا بما انجزه من اعمال غطت 105 دول وبقيمة مشاريع فاقت 19 مليار دولار.
كما اوضح ان استجابة دولة الكويت للطلب الاممي باستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين لدعم الاوضاع الانسانية في سوريا بين عامي 2013 و2015 مع المشاركة في تنظيم ورئاسة مؤتمر لندن كانت استجابة طبيعية وتلقائية حيث حققت تلك المؤتمرات نجاحا تمثل في جمع تعهدات مالية ساهمت في رفع معاناة الشعب السوري.
ولفت الى ان مساعدات دولة الكويت في تلك الازمة وعبر هذه المؤتمرات كانت 6ر1 مليار دولار امريكي قابلها عرفان مقدر ومبعث على الفخر والاعتزاز بتمسية سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح حفظه الله ورعاه قائدا للعمل الانساني وتسمية الكويت مركزا للعمل الانساني من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
كما اعرب وزير الخارجية الكويتي عن كل العرفان والتقدير لموقف سويسرا المشرف وشعبها الصديق في نصرة الحق الكويتي ابان العدوان العراقي الغاشم (1990 – 1991) في استجابة طبيعية لايمان سويسرا بالحق والعدل واعلاء القيم الانسانية الحقة.
وفي السياق ذاته اشاد وزير الخارجية بالرعاية والاهتمام الشعبي والرسمي بالمصطافين الكويتين في سويسرا ابان فترة العدوان “وهو اهتمام محل تقدير وعرفان من الكويت حكومة وشعبا”.
واوضح ان الكويت تتطلع بكل الامل واليقين الى سنوات قادمة تتوطد فيها العلاقات بشكل اكثر ترابطا وعمقا وتعاونا لتحقيق الاهداف والمصالح العليا المشتركة بين البلدين الصديقين.