قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية الدكتور عبدالله المعتوق ان الاجتماع الثامن لكبار المانحين للشعب السوري يهدف إلى مواصلة بحث الأوضاع والمستجدات الإنسانية في سوريا وتفعيل خطط الاستجابة وتعبئة الموارد وحشد الطاقات خلال الفترة المقبلة.
جاء ذلك في كلمة للمعتوق اليوم الخميس في افتتاح أعمال الاجتماع التنسيقي لمجموعة كبار المانحين الثامن لدعم سوريا بحضور ممثلين عن دول الجوار السوري ومنسقي الأمم المتحدة وممثل البنك الدولي.
وأوضح المعتوق الذي يشغل أيضا منصب مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أن الاجتماع يتابع آخر مستجدات التعهدات خلال المؤتمر الدولي الرابع الذي عقد في لندن فبراير الماضي وجسدت من خلاله الدول والجهات المانحة درسا بليغا في السخاء والعطاء الإنساني حيث بلغ إجمالي التعهدات بأكثر من 10 مليارات دولار.
وأشار الى “أن الاجتماع ينعقد وسط إصرار فاضح وتحد سافر من بعض أطراف النزاع وحلفائهم على مواصلة قصف العديد من الأحياء السكنية في سوريا وخاصة مدينة حلب وقتل المدنيين الأبرياء وتدمير المرافق المدنية والمنشآت الطبية”.
وبين “أن هناك أكثر من نحو مليوني شخص يعيشون في مدينة حلب في حالة ذعر شديد بسبب الحصار والقتال الضاري المحتدم من حولهم مشيرا إلى أن الموقف يزداد سوءا يوميا وأن هناك ما يقارب ال300 ألف شخص محاصرون في حلب الشرقية منذ بداية يوليو الماضي”.
وأضاف “أن هناك استهداف ممنهج للبنية التحتية للمدنيين والخدمات الأساسية لعشرات المشافي والمدارس والمخابز ودور العبادة ومناطق النزوح الداخلي يتعرض خلالها مئات الآلاف من المدنيين للهجوم المستمر والعقاب الجماعي عبر استخدام البراميل المتفجرة والأسلحة الفتاكة المحرمة دوليا”.
وأفاد المعتوق بأن “العمل الإنساني وحده ليس حلا في مواجهة هذه التحديات” مناشدا المجتمع الدولي إعلان تعاطفه مع الأطفال السوريين والعمل الجاد على الوقف الفوري للغارات الجوية وعمليات القصف التي تستهدف المدنيين العزل والمنشآت المدنية والطبية.<br>ولفت إلى أهمية الاسراع في استئناف العملية السياسية وتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2254) وبيان اجتماع (جنيف 1) في يونيو 2012 وإيجاد حل سياسي ينهي معاناة الشعب السوري ويحقق مطالبه المشروعة والعادلة ويعيد اللاجئين والنازحين إلى ديارهم.
وشدد على ضرورة فتح ممرات إنسانية دائمة إلى مدينة حلب والمناطق المحاصرة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية تطبيقا لنصوص القانون الدولي الإنساني في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والدوائية ومستلزمات المستشفيات.
ودعا المعتوق الدول والجهات المانحة الى سرعة الوفاء بتعهداتها خلال المؤتمر الدولي الرابع للمانحين وسرعة تحويل التعهدات الى مدفوعات فعلية لضمان انسياب العمليات الانسانية.<br>من جانبه قال نائب وزير الخارجية بالانابة السفير جمال الغانم في كلمة مماثلة إن الكارثة الإنسانية في سوريا تمضي بظروف دقيقة وبتطورات معقدة ومتسارعة.
وأضاف السفير الغانم أن الأزمة السورية شهدت تصعيدا عسكريا متواصلا وارتفاعا غير مسبوق لأعداد الضحايا في الوقت الذي أمسى فيه الدمار عنوانا لكافة مناطق سوريا وأحيائها دون تمييز.<br>وذكر “أن احصائيات منظمة الأمم المتحدة تشير إلى وصول أعداد اللاجئين إلى ما يقارب 8ر4 مليون لاجئ و6ر6 مليون نازح وبلوغ أعداد الاشخاص الذين هم في أمس الحاجة لتوفير المساعدات الانسانية إلى 5ر13 مليون شخص علاوة على ضياع سنوات من انعدام التعليم لمئات الآلاف من الاطفال السوريين”.<br>وأكد أن الكويت لم تغفل عن تقديم الاحتياجات الانسانية للمتضررين من أبناء الشعب السوري منذ بداية اندلاع الازمة السورية حيث حرصت على المشاركة في كل الجهود الرامية للتوصل إلى حل سياسي للصراع القائم وانطلاقا من ادراكها بحجم المسؤولية التاريخية التي تشعر بها تجاه اشقائها في سوريا.
وبين أن الكويت وفي إطار دعمها للمسار الإنساني استجابت منذ عام 2013 لاستضافة ثلاثة مؤتمرات دولية للمانحين “فاقت قيمة التبرعات المعلنة خلالها السبعة مليارات دولار أمريكي أسهمت بوضع أسس بعيدة المدى للدعم الدولي الإنساني لهذه الازمة”.
وأوضح أن المؤتمرات التي استضافتها الكويت مهدت الطريق لانعقاد مؤتمر دعم سوريا والاقليم المجاور في العاصمة البريطانية لندن حيث شاركت الكويت بترأسه وتنظيمه مشيرا إلى “أن مجموع مساهمات دولة الكويت في المؤتمرات الاربع بلغ 6ر1 مليار دولار أمريكي”.
ودعا الغانم إلى مواصلة العمل الدؤوب والإصرار على بذل الجهود المطلوبة للتخفيف من آثار تلك الأزمة وتداعياتها مناشدا الدول التي أعلنت تبرعاتها لدعم الأوضاع الإنسانية في سوريا والدول المجاورة المسارعة في الايفاء بتلك التعهدات وتقديم المساعدة للأشقاء السوريين.
وجدد نداء الكويت لمجلس الأمن الدولي وهو الجهة المناط بها حفظ الأمن والسلم الدوليين لاسيما الدول دائمة العضوية فيه لتسمو على خلافاتها وتضع نصب أعينها أهمية الإسراع في وضع حلول عاجلة تسهم في حقن دماء أبناء الشعب السوري وتحفظ كيان بلاده.
كونا